الاثنين، 6 مايو 2013

المهنية والحرب الاعلامية بين المسؤولية والحقيقة


          احتفل العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يتزامن والثالث من شهر ماي كل سنة ، نستحضر فيه كاعلاميين وشعوب حقوقا مشتركة ، أساسها الحرية في التعبير ...تتحرك فيه مختلف المنظمات النقابية والهيئات المهنية الصحافية، لبسط اوضاع الصحافة والصحافيين وهامش الحريات لذى هاته الدول في علاقتها بحقوق شعوبها في الاخبار، من خلال تقاريرها المهنية " أهل مكة ادرى بشعابها".
           تصدر التقارير الدولية وتتحسن المهنة ومعها ظروف المهنيين دوليا ، وتتقدم هذه الدول في المراتب المهنية وتبقى الصحافة المغربية في تقارير المنظمات المهنية الوطنية خارج الانتظارات التي يتمناها المهنيون ... أوضاع هشة عكسها بالشرح والتحليل تقرير النقابة الوطنية للصحافة المغربية عن سنة2012 في جوانب عدة ...
        كم كنا نود كصحافيين واعلاميين مغاربة ،أن ننكب على دراسة أوضاعنا المهنية والاجتماعية ، من خلال انشغالاتنا اليومية من زاوية الاعلام المحلي " إعلام القرب"، حتى نتمكن من بسط حياتنا اليومية المغربية كمواطنين ، نعبر بأقلامنا وكاميراتنا وإداعاتنا عن هموم كل قرية أو حي أو مدينة أو اقليم ونتفنن في اثقان كل الاجناس الصحفية وفنون الكتابة ، ابداعا ومهنية ومسؤولية ، نجسد اعلام القرب ونعزز الديموقراطية المحلية بكل ماتحمله الكلمة من معاني السلطة الرابعة ، بمهنية ومسؤولية.
      كم يحز في أنفسنا كمواطنين ونحن نشعر بمرارة تعتصر أفئدتنا ، نشفق على زملاء في المهنة يحللون ويناقشون قضايا لايفقهون فيها شيئا، والآدهى والامر أن بعظهم يجتهد في التحليل والتنظير ، ذون أن يكلف نفسه عناء العيش في مناطق بعينها أو يزورها حتي ليعيش الحدث وأجواءه كما هو ، يردد باستمرار ماتنقله وسائل الاعلام الرسمية ويردد الاسطوانة المشروخة علي الدوام " كولو العام زين" ، التي يستقي تفاصيلها ممن لا تهمهم مصلحة الوطن بقدر ما تهمهم جيوبهم التي انتفخت بانتفاخ اوداجهم وأرصدتهم ,
         أشفق لحال بعض الزملاء المدافعين عن أخلاقيات مهنة الصحافة ،الدين تتبرأ المهنة مما يكتبون من مغالطات تمس بحق شعوبهم في معرفة الحقيقة كما هي ، إنهم مع الاسف بعض زملاء المهنة ممن لايستحيون من ترديد الاباطيل ، وهم بذلك يطبلون لرموز الفساد ويصفقون لهم بل يشجعونهم على مواصلة المزيد من نهب المال العام ، ولتدفع الأوطان الثمن كما تشاء .
لاديموقراطية حقيقية بذون إعلام محلي بربوع الوطن ، قادر على أن يكون مصدرا للمعلومة مسؤولاعنها، إعلام قوي بامكاناته البشرية والمادية ، ولاتقوية للجبهة الداخلية ولامواجهة شرسة لربح أية حرب إعلامية ، إلا بالحقيقة ، في زمن المعلومة الرقمية بذون استراتيجية حقيقية لصحافة محلية وجهوية حاظرة بقوة ، ناقلة للحقيقة بمقاربة تشاركية بعيدا عن التحقير والتهميش ، فقد كانت على الدوام مصدرا للخبر الوطني ، وحطبا تتقوى به المؤسسات الاعلامية على حساب المحلي والجهوي في انتهاك لأبسط الحقوق لمراسليها المحليين والجهويين .
         إن حماة الحقيقة الذين يقبلون على أنفسهم تحريف الوقائع وإخفاء الحقيقة عن الناس الدين منحوهم شرعية سلطة الرقابة ، سيظلون خارج المنظومة المهنية ... اغفري لهم دنوبهم ، وما اقترفوه من آثام في حقك يا صاحبة الجلالة ، فعقولهم تتجاهل زمن اليوتوب والثورة الرقمية والهواتف الذكية ... اغفري لهم ، علهم يتداركون مافاتهم من أن في الحياة وجهات نظر مختلفة ، تقتضي مسؤؤليتنا نقلها كما هي بذون تحريف ، فلكل إنتماءاته و خلفياته ، لكن ان تكون إعلاميا و صحفيا نزيها وجب عليك نقل الحقيقة كما هي مع الحياد كما يجب ، بالرغم من ان الحقيقة اصبحت غير مرغوب فيها في زمن اصبحت التبعية تعكس الخلفيات العرقية والولاءات والاملاءات ... قولوا الحقيقة ...كونوا محايدين ...فمهمتكم و مهنتكم انبل من ان تصفق لهذا و تشتم ذاك ، حتى لايقال عنكم " ما فالشطاح خير ولا فالرقاص بركة "، وللبيت رب يحميه.
* إعلامي ساخط .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق