الجمعة، 31 مايو 2013

عودة إِسْتِيبَانِيكُو " مصطفى الأزموري" مِنْ أَمْرِيكَا إِلَى أَزْمُّورَ


نَجِدُ فِي الْوِلَايَاتِ الْمُتَّحِدَةِ، تِمْثَالَ إِسْتِيبَانِيكُو "مصطفى الأزموري" مَعَ تَمَاثِيلِ اثْنَيْ عَشَرَ مِنَ الْمُسْتْكَشْفِينَ الْعِظَامِ، تُذَكِّرُنَا بِالْقَرْنَيْنِ الْمُهِمَّيْنِ: اَلسَّادِسَ عَشَرَ وَالسَّابِعَ عَشَرَ.


        انعقد لقاء علمي يوم السبت 18 من ماي 2013، في إطار فعاليات أنشطة مهرجان أزمور، بالمركز الثقافي عبد الله العروي، بمشاركة: أبو القاسم الشبري وشعيب حليفي. وقد كان من محافل البرنامج أيضا عَرْضُ شريط وثائقي تلفزيوني.
بين أبو القاسم الشبري في عرضه: "المغرب والبرتغال والأمريكيتان: تاريخ كوني مشترك"، كيف لعب المغرب، من القرن 16 إلى القرن 19 الميلادي، دورا حيويا في اللقاء الثقافي والحضاري بين شمال أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى من جهة، وبين إيبيريا (البرتغال/اسبانيا)، البرازيل والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى.
كما كشف هذا الباحث، المختص في التراث المغربي البرتغالي، النقابَ عن الشروط التاريخية التي حكمت التغلغلَ البرتغالي في المغرب، وعن المراحل المتتابعة لاكتشاف الأوروبيّينَ الأمريكتَيْنِ، وهم، في تقدير الباحث، لم يكتشفوا أمريكا سنة 1492، ولكنهم، وبعبارة واضحة، استغلّوها ودمروها، وذلك لأن الهنودَ كانوا قد سبقوا إلى الاستقرار في ذلك الصقع، وإلى اجتراح حضارات أكثر أهمية من حضارات الأوروبيين، المتشبّعين بنزعتهم الأوروبية الأنانيّة.
ويرى أبو القاسم أنّ هذه النزعةَ هي التي كانت السبب في التشويهات التي طالت تاريخَ استيبانيكو، اَلْعَبْدِ الأزَّمُّورِيِّ، الذي  أُرسل بحثا عن مُدُنِ الذّهب الأسطورية، وقد كان أوّل إفريقي وعربي مُسْلِمٍ يكتشف سواحل ما يعرف اليوم بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي السواحل التي لم يكن الأوروبيون في القرن 16 يعرفونها.
وقد عُرِفَ إستيبانيكو من خلال حكايات المرافق كابيصا دي فاكا (Cabeza de Vaca) أساسا، ومن خلال كتابات أخرى، كلها غربية، ينبغي، في رأي المؤلّف، التدقيقُ فيها.
هذا، وتفضّل الباحث بالتنصيص على المصادفة والاتفاق بين "الاكتشافات" الأمريكية والمكسيكية المتعلقة باستيبانيكو، وعلى اعتراف السلطان المغربي المغربي سيدي محمد بن عبد الله باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية، وعلى نقل الجديديّين (المزاغانيين) البرتغالييين، (خلال سنتي 1769-1770)، من دكالة إلى البرازيل، حيث كان البرتغال قد هيّأ لهم مدينة جديدة، سميت ببساطة: "مدينة مازاغان (الجديدة) الجديدة"،  حيث الناس لا يزالون، إلى اليوم، يحتفلون بماضي أجدادهم المغربيِّ الدّكاليِّ.
ويرى الباحث أن القبّعة المنسوبة إلى المكسيكيّين، لا تعدو أن تكون تأثيرا مغربيّا آخرَ، وذلك لأنها ليست سوى "اَلتَّرَازَا" المغربيّة، ولا سيما تلك التي يحملها "جْبَالَةُ"، (اَلْجَبَلِيُّونَ)،  في شَمَالِ المملكة وتلك التي يحملها "الْكَرَّابُ"، (السّقّاءُ).
ويمكن الإشارة إلى شعيب حليفي في دراسته حول تفاصيل مسار الرحلة القدرية لمصطفى الأزموري (استيبانيكو)، إلى التاريخ الفريد والعجيب الذي رفعته فيه القبائل الهندية عن مقام البشر، عن التسليم بأنه يحق لنا اليوم أن نعدّ تاريخَ الرجل ذكرياتٍ مغربية في أمريكا، تتخلّل جملة من الممارسات الثقافية والإناسية (الأنتروبولوجية) لقبائل الزونيي (Zuñi) الأمريكية.
لقد أخذ البرتغاليون إستيبانيكو، المسمى مصطفى الأزموري، من أزمور أسيرا مختطفا أو عَبْدًا، وأُعيدَ بيعُه في سوق النخاسة الإسباني. فكان أن خاض رحلة طويلة خرافية، انتهت بموته الْمُلْغِزِ نحو عام 1539، بعدما اكتشف، وهو يرفل في ثياب الحرّية، سواحلَ الولايات المتحدة الأمريكية.
ولقد استقصى  شعيب حليفي مراحل رحلةَ إستيبانيكو، عارضا إياها في ست مراحل؛ ابتدأت من تجربة الرّق في أزمور، مرورا بشراء الإسباني أندريس دورانطس (Andrès Dorantes) إياه، ومشاركته في رحلتين استكشافيتين إلى أمريكا منذ 1527، ونجاته مع ثلاثة فقط ، من بين ستمئةٍ شاركوا في رحلة بانفيلو نافاييس (Panfilo Navaès) الاستكشافية، ووقوعه في أَسْرِ الهنود الأمريكيين حولين كاملين، وخدمته ملكَ مكسيكو ميندوسا (Mendoza)، وانتهاء بخاتمة رحلاته الاستكشافية رفقة ماركوس نيسا (Marcos Niza)، وهي الرحلة التي شهدت اختفاءَ إستيبانيكو، وميلاد أسطورة لم نستطع إلى يومنا هذا كشف خيوطها.
وساءل شعيب حليفي الرواية الشائعة بخصوص موت إستيبانيكو، ويقرّر ضدا عليها أنّ الهنود ما كانوا إلا ليخفوه ويتمسكوا به، ويقولوا للناس خلاف الحقيقة من أجل إحراج المستكشفين الإسبان المتوحشين.
لقد كان إستيبانيكو ألمعيّا، وكان ذا موهبة في تعلّم اللغات الهندية. كما كان صاحب كرامات في علاج الأمراض "علاجا مغربيا". وقد جعله ذلك يحظى بالاحترام، بل وبأن يعدّه الناس مع الآلهة الخالدين. ولذلك، لم يكن إستيبانيكو، يضيف حليفي بنبرة ساخرة رصينة، يرفض الأعطيات، بما فيها الحِسانُ من الفتيات، اللائي قُدِّمْنَ له التماسًا ل"بَرَكَتِهِ".
وجاء العرض الوثائقي التلفزي لأحمد زايد في هذا الملتقى العلمي خلاصةً مرئية، أجملت عرضي الشبري وحليفي؛ فلقد أعاد الشريط رسم مشاهد الاحتلال البرتغالي لدكّالةَ، قبل أن يشرع في تتبّع حياة إستيبانيكو وما لفها من أسرار.
لقد وثّق الصحافيُّ عملَه هذا، وحاور طائفة من المختصّين المغاربة والأجانب، وبصورة خاصة أولئك المثقفين المعنيين بالأدب القائم حول الرحلات، والمسمى أدب الرحلة.
ولم يأل الشريط الوثائقي جهدا في سبيل الكشف عن كثير من الألغاز، من قبيل الْعُرَرِ التي وصمت الحكايات والكتابات حول إستيبانيكو، منذ النصّ المؤسِّس، وهو حكاية كابيصا دي باكا (Cabeza de Vaca).
ويمكن أن نعتبر عمل زايد ضربا من التكريم لإستيبانيكو، وللحضارات الهندية أيضا، وذلك بالنظر إلى نقده الْمُعَلَّلِ بعضَ الأعمال السينمائية الأمريكية، التي جعلت من ما نسميه حضاراتٍ "رِجْسًا مِنْ عَمَلِ الشّيطان".
ولقد كان ما أعقب هاته العروضَ من نقاش غني، اضطلع به جمهور مطّلع، مناسبةً لبيان مدى جهل المغاربة جهلا تامّا بتاريخ إستيبانيكو. وقد أجمع الحاضرون أمرهم على ضرورة عقد ملتقى علمي آخر، يكون أكثر استفاضة من أجل تعميق دراسة موضوع هذا الملتقى.
إن تعريف المغاربة أوّلا، ومن بعدهم العالم أجمع، بإستيبانيكو، يبقى من باب ما لا يعذر الجهل به. ويتأتى ذلك بواسطة الملتقيات العلمية، ووسائل الإعلام، والأعمال السينمائية والدرامية.
والحق أن هذا الملتقى قد بيّن للناس وجوها من التشويهات المقصودة والمدروسة، التي أُلْحِقَتْ بتاريخ إستيبانيكو. وتقع مسؤولية تنقيح هذا التاريخ وتقويمه على المغاربة في المقام الأول.
ومما يثلج الصدر حقا أن نرى كوكبة من المثقفين، وعلى رأسهم شعيب حليفي ومصطفى وعراب وعبد القاسم الشبري، ومن وسائل الإعلام، بدأت تهتم بإستيبانيكو اهتماما جادّا.
وختاما، لا نجد بُدّا من القول إن موضوعَ إستيبانيكو ينبغي أن يُستثمر اليومَ بوصفه حلقة وصلٍ بينَ الشعوب والثقافات والحضارات، لأنه يستوفي كل مقوّمات النجاحِ في مضمار قد فشلت فيه مقارباتٌ أخرى، أو ناءتْ فيه بِحَمْلِ صخرةِ هذا التّحدّي.

 
                                                               إنجاز : يونس لشهب وأحمد بلاطي

الأربعاء، 29 مايو 2013

تضامنا مع مصطفى سلمى سيدي مولود ..


لحركة الدولية لدعم استكمال الوحدة الترابية للمملكة المغربية" تقوم بإضراب إنذاري عن الطعام واعتصام ووقفة احتجاجية أمام قبة البرلمان

          لقد أبلغت منظمتنا المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس" António Guterres" عن حالة مصطفى سلمة سيدي مولود٬ في ثاني يوم لإضرابه المفتوح عن الطعام الذي بدأه يوم 20 من الشهر الجاري أمام مقر المفوضية السامية لغوث اللاجئين بموريتانيا، مطالبا بحقه في الاجتماع بأسرته و حقه في التنقل، بعد أن أعياه الانتظار منذ أزيد من سنتين و نصف، دون أن تحرك المفوضية السامية لغوث اللاجئين ساكنا في سبيل تحقيق مطالبه المشروعة.
        وقد قام بتسليم الرسالة بمقرها العام بجنيف "مارك فالكي Marc FALQUET" عضو لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان السويسري المناضل الحقوقي الذائع الصيت في مدينة جنيف ورئيس منظمة اليمامة البيضاء White Dove Organization ٬ مصحوبة برسالة مفتوحة من مصطفى سلمة سيدي مولود يذكر فيها بالخصوص بأن المفوضية العليا للاجئين التزمت بتسوية وضعيته من خلال منحه وثيقة للسفر تضمن له الدخول للالتقاء بأفراد عائلته ومنهم أطفاله٬ وذلك وفقا للفصل 28 من القانون الدولي المتعلق باللاجئين.
       وبعد صمت المفوضية الرهيب واستمرار تجاهلها لوضعيته قمنا بوقفة تضامنية يوم الثلاثاء 28/05/2013 بتمثيلية المفوضية بالرباط وعاودنا تسليم الرسائل مع عدة جمعيات. محملين هذه الأخيرة مسؤولية معانات هذا الرجل في منفاه القسري بنواكشوط بعيدا عن زوجته وأبنائه وكذا المضاعفات الصحية التي قد تنجم عن استمرار إضرابه عن الطعام ، ونعتبرها قد ساهمت في جريمة إبعاده عن أسرته بتسلمها له من البوليساريو بعد أن وجدت هذه الأخيرة نفسها في وضع حرج أمام الرأي العام العالمي بعد اعتقاله وتعذيبه، وطرده بسبب مواقفه السياسية.
       لقد كانت جريمة الرجل أنه عبر عن رأيه بإرادة وقناعة، وجاهر بتأييد مقترح المغرب بتمتيع أقاليم الصحراء حكما ذاتيا، وطالب بحق سكان المخيمات في التحرر من قبضة النظام الجزائري والاستقلال بقرارهم السياسي وإيقاف عقود من معاناتهم في جحيم مخيمات تندوف ؟
رجل استجاب لنداء العقل والوطن الأم. واختار عن طواعية، ووعي و إدراك  الانحياز إلى قناعاته. وحتى الاختطاف والتعذيب اللذان تعرض لهما من طرف كيان وهم قصر المرادية لم يزيداه إلا إصرارا واقتناعا بأن مشروع الحكم الذاتي هو الحل الأمثل والأجدر لقضية مفتعلة، لا يمكنها أن تدوم إلى ما لا نهاية.
·  لقد طرح المغرب مقترح الحكم الذاتي على طاولة التفاوض مع جبهة البوليساريو التي أبعدت هذا الرجل الذي دافع عن الطرح المغربي...
· وتقديرا من المغرب لموقف الرجل واعترافا بنبل المسعى، لا يسعنا إلا أن نطالب الحكومة و كل القوى الحية أن تسخر كل إمكاناتها لمؤازرة الرجل.
· أية صيغة بلاغ سيستحق مصطفى سلمة سيدي مولود من منظمة العفو الدولية و أية جائزة كالتي منحت لأمينتو حيدر من المركز الدولي لحقوق الإنسان  و حولتها إلى زعيمة حقوقية ؟.
· هل ستتفضل حفيدة الرئيس الأمريكي الأسبق كينيدي بمنحها لصحراوي أعزل شردته عصابة البوليساريو وسلمته للأمن العسكري الجزائري التي قررت إبعاده عن مخيمات تندوف؟.
إنه ضرب من الجحود وخرق سافر للمواثيق والمعاهدات الدولية التي تقر بمبدأ حق الأبوة والطفولة والأمومة...
         و لكن قبل أن نحاسب السيدة كينيدي و غيرها أليس من المنطقي أن نستفسر، و نتساءل عن موقع الحكومة المغربية من مستجدات هذا المناضل، و لماذا هذا الصمت المريب و المحير لحكومتنا بناطقها الرسمي و خارجيتها عن تتبع وضع هذا الرجل على الأقل من منطلق تحريك الضمير الدولي إلى وضعه الإنساني الاستثنائي و المأساوي وتحديد المسؤوليات، خاصة مسؤولية الأمم المتحدة في التصدي لمثل هذه الجرائم المرتكبة جهارا في حق الإنسانية، وكسر الصمت الرهيب و غض الطرف عما يحدث يوميا في مخيمات هي أشبه بالغولاغ الذي تحول من سجون الموت في صقيع سيبيريا إلى جهنم صحراء شمال إفريقيا بتندوف...! ؟
 لقد قررنا نحن ال5 نشطاء من المجتمع المدني :
 ــ    القيام بإضراب إنذاري عن الطعام واعتصام أمام قبة برلمان المملكة المغربية بالرباط لمدة 24 ساعة من يوم الجمعة 31/05/2013 على الساعة العاشرة صباحا إلى يوم السبت 01/06/2013.
ــ    القيام بوقفة تنديدية أمام البرلمان يوم الجمعة31/05/2013 على الساعة الرابعة بعد الزوال تنديدا لسكوت نواب الأمة والحكومة عن هذه الجريمة.
ــ    مطالبة اجتماع طارئ للجنة حقوق الإنسان بالبرلمان بمجلسيه كما كان الحال حينما لوحت الولايات المتحدة بورقة مراقبة المنورسو لحقوق الإنسان بالأقاليم الجنوبية للمملكة والتي انتهت بنجاح ومصداقية الدبلوماسية الملكية... وفي حالة عدم إصدار أي بلاغ رسمي من لدن الحكومة أو البرلمان فإننا سنعاود الاعتصام والإضراب المفتوح عن الطعام ابتداء من يوم الأربعاء 05/06/2013 تضامنا مع هذا الرجل الذي يودي ثمن نضاله من أجل قضية مصير وإجماع كل المغربة.
 علي جدو ــ المنسق العام للحركة الدولية لدعم استكمال الوحدة الترابية للمملكة المغربية

الأحد، 26 مايو 2013

على هامش المائدة المستديرة حول الهجرة المغربية في ألمانيا ..

الجالية المغربية في المانيا- Marokko-Marrokaner in Deutschland


الجالية المغربية جزء لا يتجزأ من المجتمع الالماني
     لابد للمؤسسات المغربية من تقييم جديد للجالية بطريقة منفتحة و متكافئة

ــ سامي الشرشرة - ألمانيا  

        في اطار الاحتفال بالذكرى 50 للهجرة المغربية في المانيا و التي تأتي في سياق الاتفاقية المبرمة بين المغرب وألمانيا أواخر العام 1963، قامت منظمة الخدمات الاجتماعية و الإرشادات بمدينة دوسلدورف صباح يوم 16 مايو 2013 ، في قصر "فتجنشتاين" ، بتنظيم مائدة مستديرة حول الهجرة المغربية في ألمانيا .

     هذا اللقاء الذي قام بتنشيطه د. "ميخائيل كيفه" من جامعة "أوسنبروك"، و حضره أكثر من مائة مشارك من الشخصيات الألمانية و المغربية السياسية و الجمعوية و الثقافية و الفنية ، تمحور حول موضوع يتعلق بالحياة بين المغرب و المانيا ، نظرة على الماضي و تطلعات للمستقبل، و شارك فيه كل من "سامي الشرشرة" الخبير في شؤون الهجرة ، "ادريس أجبالي"  ممثل مجلس الجالية المغربية بالخارج ، "توماس غروغه"، رئيس المركز الفدرالي للتكوين السياسي والمعروف باسم  BPB ،و"تسولفيا كايكين " كاتبة الدولة ، ممثلة وزارة الشغل و الاندماج في ولاية شمال الراين فستفاليا.
      في افتتاح هذه المائدة المستديرة قال "توماس غروغه" رئيس المركز الفيدرالي للتكوين السياسي،" إن الجالية المغربية جزء لا يتجزأ من المجتمع الألماني ، و تلعب أدورا مهمة في العديد من المدن الألمانية، و هذه الحقيقة ترصدها مؤسسته العلمية في أبحاثها و دراساتها" . و على هامش هذه الفعاليات المغربية والمكانة المهمة التي تحتلها الجالية المغربية، كرر ذ "غروغه" مرة ثانية أن المركز الفدرالي للتكوين السياسي سيقوم بانجاز ملف متكامل و شامل عن الجالية المغربية".
      وفي تدخله أمام المشاركين و الحاضرين لهذا اللقاء ، ركز "سامي الشرشرة"  على العديد من المعطيات التي تهم تاريخ الجالية المغربية ، مشيرا إلى أن البنيات الخاصة بجل الجمعيات المغربية في ألمانيا غير كافية و تفتقر إلى الحرفية ، لأسباب ترتبط بكون هذه الجمعيات تحاصر نفسها في ما يصطلح عليه "بجمعية ذات التنظيم الذاتي". ويساهم هذا الوضع في رأيه في عرقلة مشاركة الجالية المغربية في المجتمع الألماني، و لا يؤسس لمستقبل جيد للجالية ، فالجمعيات عليها أن تنفتح على المجتمع الالماني بصفة أكثر.
 المتدخل تحدث كذلك عن تصور المؤسسات المغربية عن الجالية التي نوعا ما تقليدية و متجاوزة، و تخلق الكثير من الصراعات و الانشقاقات ، ما يمنع الجالية من أداء وظيفتها بفعالية . وفي نظر ذ. "الشرشرة" لابد للمؤسسات المغربية من تقييم جديد للجالية بطريقة منفتحة و متكافئة .
      و أيدت "تسولفيا كايكين " كاتبة الدولة ، في تدخلها هذا التصور، كما أضافت "أن مستقبل الجالية المغربية في المانيا يتمثل في المزيد من التواصل و الانفتاح و المشاركة في ظل كل الإمكانيات و الفرص التي يطرحها المجتمع ألألماني .
 وفي رد كاتبة الدولة على المتدخلين الذين تحدثوا عن ضعف الدعم المالي الألماني قالت  "إنه على الجمعيات المغربية أن تنفتح و تقدم أداء  فعالا و جديدا و تواصليا مع المجتمع الألماني، و ضربت مثالا بالتجربة التركية التي حققت انجازات كبيرة  في ألمانيا.
     "ادريس أجبالي"  ممثل مجلس الجالية المغربية بالخارج ، تحدث في مداخلته عن مصطلح المواطنة الذي يجب التركيز عليه و الاهتمام به عوض مفهوم المهاجر المغربي في بلد ألاستقبال. و في رده على أحد المتخلين، قال ذ." اجبالي" ، " إن المجلس منظمة جد مهمة و شريك أساسي للجالية المغربية ، و هي في خدمة الجالية المغربية ومصالحها.
    وحضر هذه الفعالية الثقافية حول الهجرة التي تمتد أنشطتها الى غاية شهر يوليو 2013 ، عددا  من المؤسسات الإعلامية المغربية و الالمانية في الإذاعة و التلفزيون و الصحافة المكتوبة (الورقية و الإلكترونية).