الاثنين، 29 يوليو 2013

بيـــــــــان ضد تزييف تاريخ شما ل المغرب/الريف الكبير

جنود اسبان في يأس يقاتلون خلال الحرب الريفية الاسبانية

استحضارا من منتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب للذكرى 92 لملحمة أنوال الخالدة، وتتبعا منه لتفاعل مختلف الأطراف مع هذا الحدث وما يمثله من رمزية في الذاكرة الجمعية للشعب المغربي عموما والريف الكبير على وجه الخصوص، واعتبارا منه لما تستحقه هذه الذكرى من اهتمام يصل ماضي الريف الكبير بحاضره، استرعى انتباه منتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب المبادرة الرسمية التي قامت بها المندوبية "السامية" لقدماء المحاربين تخليدا منها للذكرى في ظل أجواء استحضرت فيها الجوانب الرسمية / المخزنية وفي تغييب تام للذاكرة والتاريخ التي تحبل بتفاصيل تبدو غير مرغوب فيها وفي تكريس صارخ لمنطق التهميش والإقصاء لصناع ملاحم حرب الريف وعلى رأسهم المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي تم تغييبه من طرف المندوبية "السامية" لقدماء المحاربين إبان مراسيم الإحتفال المزعوم.
إن منتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب وهو يستحضر سياق هذا الحدث ومساقاته المشبوهة ووعيا منه بما تمثله معركة أنوال من عمق تاريخي يطبع الهوية الممانعة لأهالي الريف الكبير المتشبثة بالكرامة الإنسانية وقيم الحرية، وتأكيدا منه على ضرورة الدفاع عن الذاكرة والتاريخ وتشبثه في نفس الآن بضرورة معرفة الحقيقة ذات الصلة بطبيعة التحالفات التي جعلت من الريف الكبير هدفا لحرب شاملة استعملت فيها مختلف الغازات السامة، وإذ يجدد مطالبته باعتذار رسمي عن جرائم الإبادة الجماعية التي مورست في حق الشمال المغربي فإنه يعلن للرأي العام ما يلي:
ü     شجبه لمحاولات مخزنة ذاكرة الشعب المغربي وتكريس نهج الإقصاء والتهميش لرموز المقاومة الريفية بشمال المغرب.
ü     استنكاره لمحاولة السطو البئيسة على تاريخ المقاومة الريفية من طرف المندوبية "السامية" لقدماء المحاربين.
ü     مطالبته بإعادة كتابة تاريخ المقاومة المغربية وإعادة الاعتبار لحرب التحرير الريفية في مواجهة تحالف الاستعمار.
إن منتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب اعتبارا منه للمسؤولية الملقاة على عاتقه وبعد تتبعه لتداعيات الإحتفال المشبوه وما رافقه من قمع لحشود الجماهير المستنكرة لصيغة التعاطي الرسمي مع الذكرى 92 لمعركة أنوال فإنه يسجل ما يلي:
ü     إجلاله للموقف المبدئي الذي عبرت عنه مختلف القوى الحية حيال هذه البهرجة.
ü      إدانته الصارخة للتدخل العنيف والاستعمال المفرط للقوة  ضد اهالي الريف في منطقة انوال يوم 21 يوليوز 2013 وما نجم عنه من اصابات وجروح واعتقالات في صفوف احفاد المقاومين.
ü      اعتباره ما جرى تعبيرا عن الوجه الحقيقي للمنظمين وموقفهم الرسمي من المنطقة وأبنائها.
ü      رفضه كل أشكال التزييف والمسخ الذي تتعرض له ذاكرة المنطقة وتاريخها.
ü     تأكيده على توفير الشروط الموضوعية والمنصفة لأي شكل من أشكال المصالحة بعيدا عن كل محاولات الاحتواء والتدجين.
إن منتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب إذ يعتبر ذاكرة المنطقة وتاريخها المجيد أرضية خصبة للاشتغال في إطار مقاربته الحقوقية واستحضارا منه لواقع الحيف والتهميش والإقصاء الذي مورس ولا يزال في حق الريف الكبير فضلا عن وقع التمييز الممارس بين مختلف جهات المغرب فإنه يعتبر خطه النضالي والرؤية المؤطرة له مدخلا حقيقيا للدفاع عن حق جهة الشمال / الريف الكبير في تنمية مستدامة شمولية تستحضر التاريخ والهوية المتعددة للشعب المغربي كشرط حقيقي من شروط جبر الضرر الجماعي يحفظ الذاكرة والتاريخ ويجعل منها مادة للدرس والتحقيق أمام الأجيال القادمة وفي الأخير يهيب المنتدى بكل فعاليات المجتمع المدني بالريف الكبير والمغرب قاطبة إلى ضرورة تضافر الجهود من أجل مغرب يسع الجميع، مغرب الكرامة الإنسانية والتنمية مستدامة والتوزيع العادل للثروات.
طنجة27/07/2013

المنسق العام
د.عبد الوهاب تدموري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق