السبت، 29 نوفمبر 2014

قصة قصيرة : داء الغربة


بقلم محمد بوحمام

لا مجال للذكرى في زمن الحرب…
      مدينة أحلام ملتهبة بالحرائق، ذوي القنابل والمدافع يكاد يصم الآذان. وصفارات الإنذار تطلق في كل الأوقات. البلاغات الصادرة عن العدو تؤكد أن الطلعات الجوية الليلية أصابت أهدافها المرسومة. نجحوا في تدمير جزء كبير من الضاحية الشمالية للعاصمة، معقل الذخائر والأسلحة، حسب اعتقادهم وما جادت به جعبة العملاء المبثوتين في كل رقعة من بقاع العالم.
تمر ساعات معدودة، فتصدر بلاغات عن مدينة الحرائق مطمئنة، عبر آخر الأنباء الواردة من قلب المعارك، الطاحنة. تتضارب البلاغات والبيانات الملغومة ذات البعد التكتيكي، لكسب الجوانب المعنوية المتجلية في الحرب النفسية، الرامية إلى التأثير على الرأي العام والنيل من عزائم جنود المواجهة. ومع تضارب البلاغات والبلاغات المضادة، كدنا في هذا المكان القصي الآمن والبعيد عن مسرح الأحداث أن نفقد الثقة في المذياع والتلفاز وجميع وسائل الإعلام.
لا مجال للذكرى في زمن الحرب 
      ولاشيء يطمئن البال في هذه الأجواء الملبدة بغيوم الأحقاد والضغائن، أحقاد تتوارثها الأجيال اعتباطا، وتؤدي بذلك ضرائب أخطاء الماضي المتراكمة على أنقاض بعضها البعض، منذ عهد الفتوحات إلى زمن «الانغلاق» والانكماش على الذات. بالأمس كانوا هنا جميعا.. وكانت أقوالهم بحجم الكون مجلجلة حالمة…ولكن…يا رحمة الله من هذه اللاكن اللعينة ومن مرارة القلوب المثخنة بجراح الأسئلة الموجعة.
فأين رجال الأمس الذين تغنوا بهذا النخيل الشامخ، شموخ الزمن العربي الهارب من نفسه، أين أولئك الذين تذوقوا طعمه المنعش عصيرا مسكرا وحلالا طيبا.. وحاكوا من شعاعه أشعارا وأقاصيص ماتزال حروفها عالقة بصدإ المطابع التي شاخت جراء عدم الاستعمال.
في الخمارة النواسية ـ هناك ـ كانت الأحلام والكوابيس حاضرة كصورة مزركشة بالشروخ. فكر شارد ينخرط في الحاضر عبر نظرات زائغة تتجاوز الزمان والمكان، بحثا عن التوازن المفتقد بين خطي طول وعرض الخرائط. شتائم متبادلة تكسر الصمت الرهيب الجاثم على صدر الخمارة. لا أحد يجيب أحدا. ولا أحد يقصد أحدا بعينه. كل واحد كان يشتم الكائن الشبح الماثل أمامه، والعالق بذاكرته منذ أيام المواجهة.
قلت للعربي : لقد آلمتني كثيرا حالة ضحايا الحرب..هل سمعت كيف كانوا يخاطبون الأعداء.!؟
ــ غريب فعلا. إنها كانت فعلا حربا قذرة.. وأعتقد أن لغة الأسر كانت أكثر إيلاما.
ــ فلنغادر هذا المكان أعصابي بدأت تنهار
ــ هيا بنا..فحتى التزامنا المسائي يفرض قليلا من الراحة
ــ كدت أنسى ذلك…هل تعتقد أنهم سيوافقون؟
ــ الأمل ضعيف ولكن المحاولة ضرورية…
لا مجال للحب في زمن الحرب
في عقدها الرابع كانت أحلام تتحين فرصة رفع الستار، لتركن إلى حضن خليلها ذي اللحية البيضاء، في الصف الأخير من الزاوية المعتمة بمسرح مدينة الحرائق، حيث تنقطع الأنفاس، ويهرع اللسان إلى قعر اللهاث مصعوقا..وحدهما الشفتان كانتا تلعبان دور كاتم الصوت، وإلا لكانت المسرحية تحولت إلى معركة من نوع آخر، … ويستمر العرض..مشاهد دموية مستقاة من رحى الحرب الطاحنة. كل منهم كان يرى في إحدى الشخصيات قريبه المفقود. لوحات بطولية وأخرى جنائزية انغرست في الذاكرة والوجدان.
…………
« ذات يوم حملوا لنا نعشا مفحما. العلامات المتبقية من جسده تدل فقط على أنه من فصيلة الآدميين..قالوا لنا هذا ابنكم الشهيد « م » البقية في حياتكم…شهيد ابن شهيد حمل معه مفتاح الخلد وسيجعل له الله مكانا في الجنة مع الشهداء..
« قلنا آمين… بكينا بمرارة. انتحبت والدتي بحرقة إلى أن فقدت البصر، واعتنقت البكاء عقيدة بل طقسا يوميا أثناء كل الوجبات. وفي كل المناسبات الدينية والوطنية تزداد حسرة وأسى…كان كل شيء يذكرها بالشهيد.
وفي السنة الموالية التي أعقبت سنة المرارة. جاءنا صوته واضحا عبر الأثير، صوت من كنا نعتقد أنه في الجنة مع الشهداء، كما قيل لنا.. ما يزال أسيرا في الجحيم، في ضيافة العدو. ومع ذلك لم تقتنع الوالدة بهذا النبإ اليقين. وظلت على حالها تواصل زيارة قبر ابنها الذي ليس ابنها صبيحة كل جمعة وفي جميع المناسبات.»
لا مجال للحب في زمن السلم
«…أنا الشيخ العائد من الإعدام.. أنا الشيخ الهارب من نفسه إلى نفسه التي هي نفس من لاقوا نفس المصير. محوت صورتي عشرات المرات مكرها. ليس حبا في الحياة، ولكن لبلوغ المرتجى ونفض الغبار عن حقائق الأزمنة الغابرة المضمرة في تجاويف الزمن العربي الهارب من الموت إلى الموت. لا تحاولوا النبش أكثر في قعر هذه الذاكرة. لقد علمتني عذابات الأسر كيف أصلب نفسي تمثالا من كلس حفاظا على الأسرار…ووفاء لمناضلي وطني…».تصفيقات خفيفة تعقب هذا المونولوغ الذي كان له وقع خاص على أحدهم، فصاح بأعلى صوته :  «استخلصوا العبرة يا سادة إنه حديث الوطن…».
وقال الشيخ التائه في دروب بغداد بدون هوية: « غدا سأفعلها…يا أحلام. ارسمي قبلات الوداع على شفتي…فهذه هويتي المنسوخة قهرا أمانة في عنقك. اهديها قربانا للوطن…وحدك كنت الشاهدة أنني كنت ذلك الإنسان الذي…»
اختفى بعد نهاية العرض، ولم يعد يظهر له أثر. ربما استوطن إحدى مغارات الجبال المحاذية لتركيا، في انتظار الفرصة المواتية كي يلقي بنفسه مرة أخرى في الجانب الآخر من الحدود...
لا مجال للذكرى في زمن السلم
      في طريق العودة افترقنا…العربي ذات اليمين، وعرجت ذات اليسار، على أمل أن نلتقي في المساء. أخذ الزقاق النواسي الطويل يمطرني بسيل من الأسئلة. مثلت أمام ناظري تلك الكائنات الشبحية بعذابها الإنساني الذي تفنن الصداميون من عباقرة الوقت في استغلاله أبشع استغلال، لتعميق الهوة بين الإنسان وآدميته وقيمه التي غدت لا قيمة لها في أزمنة القمع العربي الموبوءة..
كادت أحلام أن تفقد توازنها أكثر من مرة. تتماسك كعادتها وتواصل رغم عدم اقتناعها بجدوى الأشياء، حتى في كتاباتها وفي مواقفها. المشروب الوردي كان يسبح يمنة ويسرة والكؤوس تعانق بعضها مع كل حركة. صراط من نوع آخر لا يكاد يوازيه في تلك اللحظة إلا حيرة صديقي العربي من مثل هذه المواقف التي تدعو فعلا للتقزز.
الحرارة مميتة ودخان سجائر أعضاء الوفد زاد الجو اختناقا. الهدف متفق عليه مسبقا، غير أن الصمت ظل سيد الموقف. التفت ناحية رئيس الوفد محمد البدري الذي أوكلنا له قيادة السفينة علها ترسو في المحيط:
الوقت يمضي بسرعة…
الليالي الصيفية تمر هكذا في مكان قالها الرئيس الذي أثبت أنه توصل بالرسالة وهو يلتفت ناحية عم أحلام وولي أمرها: العربي كاتب معروف تجمعنا به صداقة متينة. وقد ظل وفيا لالتزاماته بالدفاع عن القضايا العادلة وعن الحرية والكرامة الإنسانية...».
استرسل الرئيس في تعداد الكلمات الضخمة التي لا تليق إلا بشن الحملات الانتخابية. وخشية أن تتحول الخطوبة إلى خطبة منبرية، تدخل العربي بنفسه لحسم المسألة:
ــ لقد جئنا راغبين في طلب يد ابنتكم المصون أحلام.
ــ كان بودنا ذلك لولا «الهوسك»
ــ وقال أخوها الأكبر : أين يوجد بلدكم؟
ــ في المحيط الأطلسي
ــ كم رصيدك…؟
ــ أزيد من عشرين كتابا….
ــ كم يذر عليك الكتاب الواحد في الشهر؟
ــ لا أعيش من كتبي. أنا موظف مع الدولة، أدرس أبناء الشعب. ولا أفهم في تجارة الكتب
كانت أحلام تطل برأسها من حين لآخر. يبدو أنها لم ترتح لطبيعة الحوار وظلت تظهر وتختفي كغيلم زفزاف دون أن تنبس بكلمة. بعد لحظات قدموا لنا مشروبا آخر لم يكن ورديا هذه المرة. وحلويات لم يقبل عليها أحد. كان الجميع بحاجة إلى ما يبلل به ريقه. وليته يكون من العرق المحلي. وبعد ذلك ساد الصمت من جديد، مما أثار العربي وأفقده بعضا من هدوئه المعتاد: بعد كل هذا التحقيق نتمنى أن يكون تعارفنا مثمرا ونقرأ الفاتحة.».
ــ كان بودنا ذلك ولكن أنتم غربيون ونحن شرقيون. عاداتكم لا تشبه عاداتنا، وفوق ذلك نحن الأكراد…قبائل عشائر.. لا يمكن أن نعيش بعيدين عن بعضنا، لأننا معرضون للإصابة بداء الغربة، أي«الهومسك» وهو داء خطير لازم أحلام بباريس أثناء الدراسة، حيث كانت تتردد على اختصاصي في الأمراض النفسية مرتين في الأسبوع. ومع ذلك لم تتمكن من إتمام رسالتها هناك، ولا من تجاوز محنة الهوسك. هل لديكم اختصاصيون في المحيط لمعالجة داء الغربة!!؟
«إن الشمس تزورنا كل صباح مثلكم، ونودعها كل مساء مثلكم تماما…»
«……………………»
وكان حوار الصم هو ملاذنا، أمام جهل صاحبنا بالخرائط وتخلفه الكبير في التاريخ والجغرافيا والأدب..تحدثنا عن كل شيء وعن لا شيء…إلا عن امرأة في عقدها الرابع، تأكد لنا أن سفح الجبل سيكون محطتها الأخيرة هربا من تسلط النظام وجبروت اللانظام الذي مايزال يتحكم في كل شيء بعقلية القبيلة والعشيرة، علها تستريح هناك في حضن حبها الأول، ذلك الشيخ العازب، الهارب من مقصلة الإعدام.. ومن داء الغربة الذي هو الهومسك، والذي قد يكون أشد وقعا ومرارة على الإنسان في وطنه بين أهله وعشيرته…
        

نص مفجع للقاص المغربي إدريس الخوري:" نهاية الكاتب المفترض"


ها قد بلغت من الكبر عتيا، فماذا تبقى لك من الوقت لكي تختفي عن الأنظار نهائيا؟ (هذا ما يتمناه بعضهم) تلتفت يمينا وشمالا فلا ترى أحدا بجانبك، الكل منشغل بذاته وبأسرته الصغيرة وأنت قابع في محنتك النفسية والجسدية تجتر آلامك في صمت.
من يزرع للفرح في قلبك الآن؟ لا أحد إلا حفنة قليلة من الأصدقاء يملأون عليك وقتك الفائض بحضورهم الجسدي والمعنوي، المقتطع من أوقاتهم، حتى إذا ذهبوا إلى بيوتهم ونسائهم بقيت وحدك تجتر وحدتك القاسية، في بيتك الصغير فوق سطح العمارة.
في الصباح تستيقظ شبه متثاقل من دون صداع الرأس، لكن ميزتك الأساسية أن الوقت لا ينفلت من بين يديك وأنك لا تتكربع مثل الآخرين، هي التجربة الطويلة في المعاقرة وفي الحياة، في العلاقات الانسانية الكثيرة والتي لا تحصى، هل تعبت منها؟ أكيد، فكثرة العلاقات مجرد طنين مثل طنين الذباب، لانفع فيها إلا التشويش!
تقوم من فراشك البسيط الواطئ وتستحم بالماء البارد لكي تنتعش، لقد تعودت على الدوش البارد منذ أكثر من ثلاثين سنة، لا زكام يتسلل إلى أنفك، تعود إلى الغرفة وترتدي ثيابك وتنتعل حذاءك البني وتشرع في قضم تفاحة، فتأهب للخروج ففنجان قهوة خفيفة في المقهى القريب من مقر سكناك فامتطاء سيارة أجرة كبيرة والانتقال إلى الرباط وشراء الصحف اليومية، لا شيء سوى بنكيران والمعارضة البرلمانية، سوى العدالة والتنمية والعدل والاحسان، داعش والغبراء!
هي ذي كائنات سياسية جديدة وقد أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، فلا داعي لأن نسميها بأسمائها لأنها بالنسبة إلي لا شيء على الاطلاق، لقد رحل عنا الساسة المحترفون والمثقفون وبقينا أمام الكراكيز، ألم يتحول مبنى البرلمان إلى حلبة الملاكمة بعد خطاب الملك؟
مؤسف جدا.
لقد تفككت عظامك من كثرة الحوادث المؤلمة وصرت أيها الكاتب – الشيخ عبارة عن أشلاء عظمية قابلة للكسر في كل وقت وحين، أنت الآن تنتظر نهايتك الوشيكة في يوم ما، ولماذا ليس الآن؟ بالأمس وأنت في نادي الكرة الحديدية، جالس تتناول طعام الغذاء رفقة أصدقائك الخلص، أصبت بغيبوبة حتى كدت أن تختفي نهائيا. لكن الأمر لم يقتصر على “الجولة” الاولى، بل تلتها “جولة” ثانية من الغياب عن الجلسة، حتى ان ابنك أصيب برعب شديد، لقد غادرته أمه الخائنة منذ سنتين وتركته هو وأخوه في عنقك وذهبت عند عشيقها، هناك خارج الحدود، فكيف عشت كل هذا الوقت التاريخي وأنت مجرد نصف جسد؟ قبلك انت رحل أعز أصدقائك عن هذا العالم دون استئذان، فهل ستستأذن أصدقاءك الحاليين قبل رحيلك، من يدري؟ قد يدفع بك مرضك الى الرحيل عاجلا أم آجلا، لكن رغم الإعاقة التاريخية التي ألمت بك، من حيث لا تدري، فقد ظللت لصيقا بالحياة وذهبت معها الى مداها الاقصى، بل بقيت راسخا في الارض مثل جذر شجرة عجوز، والآن فأنت مجرد صدى لوحدتك وأنينك.
الكل يفكر فيك، ويسأل عنك، أنت محبوب ومكروه في نفس الوقت، الكل يريد السير على منوالك الحياتي المختلف على منوالهم، فهل أنت نموذج يحتذى به؟ في الحقيقة، أنت مجرد كائن بسيط، في حياتك، لكنك عميق في تجربتك بغض النظر عن أنك مجرد رقم في هذه البطاقة الوطنية التي تضعنا في خانة الدولة.
اقترنت بالمرأة ثلاث مرات وانتهى ارتباطك بها الى غير رجعة، هل أنت استثناء أم قاعدة في هذه الحياة؟ ماذا جرى لك حتى تتهرس حياتك في السنوات الأخيرة، بعد أن تقاعدت، بدأ الوهن يدب اليك، وصرت لا تفكر الا في نهايتك، انغمست في العزلة القاتلة، بعضهم يسأل عنك لأن لديه فراغا في وقته، البعض الآخر يقتحم عليك خلوتك دون أن تدري، بعضهم يتهجم عليك مجانا، لانك مخلتف عنه، هكذا يتلفنون لك يوميا من حين لآخر ليقتفوا أثرك، هم أصدقاؤه الطيبون الذين لا يخذلونك، أنت مركزهم أحيانا وهم محيطك احيانا اخرى، هكذا يملأون لك فراغك النفسي، ولولاهم لمت بالفقصة!
لقد كتبت كثيرا وماذا من بعد؟ هل أضفت شيئا الى هذه اللعنة؟ لعنة الكتابة؟ من أنت حتى اصبحت جزء لا يتجزأ منها؟ لست الا رقما عاديا من أرقام الكتابة في هذا البلد
أنت كاتب مفترض، هذا لاشك فيه، فقلها للذين يبحثون عن “الخلود”، كل واحد منا كاتب مفترض، يقف بين الحقيقة والادعاء، بين الخيال والواقع، بين المجرد والمطلق، وبيني وبينك، فأنت مجرد كاتب مفترض صنع نفسه بنفسه.
أيها التعيس، لقد حانت نهايتك.

 

الجمعة، 28 نوفمبر 2014

رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية : الاعتداء على الصحافيين يعد جريمة مكتملة الأركان ..


مصطفى الخلفي : مشروع مدونة الصحافة والنشر سيتضمن مادة مستقلة خاصة بحماية الصحافيين من الاعتداءات
                                       
          أعلن ، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، اليوم الجمعة، أنه سيتم في سياق تطوير المقتضيات القانونية ذات الصلة بقطاع الاعلام، تضمين مشروع مدونة الصحافة والنشر، مادة مستقلة تعنى بحماية الصحافيين من الاعتداءات.
وقال الخلفي، في مداخلة له خلال ندوة موضوعاتية حول " حماية الصحفيين وعدم الإفلات من العقاب" نظمته النقابة الوطنية للصحافة المغربية بشراكة مع عدد من المنظمات الوطنية والإقليمية والدولية، في إطار الدورة الثانية للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان ، إنه يتعين التفكير في وضع آليات عملية تحمي الصحافيين من الاعتداءات أثناء ممارستهم لمهامهم.
      وأكد الوزير في هذا اللقاء، الذي تميز بحضور صحافيين مغاربة وأجانب وممثلي هيئات نقابية إقليمية ودولية وكذا مسؤولة بمنظمة اليونسيكو، على الحاجة إلى تبني تعريف دقيق وشامل بشأن مفهوم الاعتداء، لا يقتصر فقط على حالات الاعتداء المباشر، وإنما يشمل حالات جديدة كالاعتداء على المعطيات الشخصية والقرصنة والتضييق على شروط عمل الصحافيين واستهدف مصادر الأخبار والابتزاز والتشهير.
 واشار الوزير خلال هذه الندوة التي ادارها الكاتب العام لاتحاد الصحافيين الإيرلنديين، ساميس دوولي، على ضرورة تطوير آليات وطنية للرصد والتوثيق بشأن حالات الاعتداء على الصحافيين، مذكرا بأن الوزارة بادرت الشهر الماضي إلى إحداث نافذة في إطار البوابة الالكترونية للوزارة تتيح التلقي المباشر لشكايات الاعتداءات التي تطال مهنيي الاعلام، بهدف إحالتها على وزارة العدل والحريات.
       ومن جهته، سجل رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية السيد عبد الله البقالي، تزايد حالات الاعتداء على الصحافيين عبر العالم، وإن كانت تعرف تفاوتا من بلد لآخر، مؤكدا أن الاعتداء على الصحافيين يعد "جريمة مكتملة الأركان" ولا يمكن اعتبار ذلك مجرد ممارسة تنظيمية من طرف قوات عمومية.
 وأبرز أن تقارير المنظمات الدولية المعنية تشير الى أن الدول ال10  التي تتصدر قائمة الاعتداء على الصحافيين هي تلك البلدان التي تغيب فيها السلطة المركزية ويقل فيها "منسوب الديمقراطية" وتضعف فيها دولة الحق والمؤسسات.
 ودعا كافة الفاعلين المعنيين بمجال الصحافة وحرية التعبير عبر العالم إلى التعبئة وتنسيق حقيقي للجهود من أجل فرض تشريعات تحمي الصحافيين من الاعتداءات وتضمن عدم الافلات من العقاب
         من جانبه، أبرز يونس مجاهد نائب رئيس الاتحاد الدولي للصحافيين الجهود التي يقوم بها الاتحاد لدى الهيئات الدولية المعنية وخاصة الأممية منها من أجل التصدي لحالات الاعتداء على الصحافيين التي تصل إلى القتل وخاصة في المناطق التي تعرف توترا ونزاعات مسلحة، مشيرا إلى أن الآليات الأممية الحالية أضحت عاجزة عن حماية الصحافيين.
 ودعا في هذا الصدد إلى التفكير في اقتراح اتفاقية أو ميكانيزم دولي لضمان حماية الصحافيين من الاعتداءات وعدم الافلات من العقاب على غرار ميكانيزم مناهضة التعذيب، مؤكدا أنه يتعين على الحكومات أن تتولى حماية الصحافيين من أجل ممارسة عملهم في جو من الحرية، وأن تضطلع البرلمانات بدورها في هذا المجال
      ومن جهته، أكد السيد مصطفى العراقي عضو المجلس الوطني لحقوق الإنسان أن الأطراف المعنية مطالبة بإيجاد صيغ لتعزيز حماية الصحافيين ورفع كل أشكال التضييق عليهم والعمل على التجاوب السريع مع شكايات الاعتداء وفتح تحقيق بشأنها. وأشار إلى مسؤولية الدول في حماية الصحافيين بإصدار تشريعات تتأسس على المواثيق الدولية لحقوق الإنسان ومطالب المنظمات الدولية المعنية وأكد على ضرورة تجريم الاعتداء على الصحافيين سواء كان هذا الاعتداء ماديا أو معنويا واعتباره فعلا جنائيا ضد المجتمع وكذا إحداث آلية فعالة تستجيب تلقائيا للشكايات المتعلقة بحالات الاعتداء على الصحافيين
         واستعرضت باقي المداخلات الاليات والميكانزمات الأممية ذات الصلة بحماية الصحافيين ومحدوديتها في ضمان حماية فعالة للصحافيين من مجمل الانتهاكات وخاصة في مناطق النزاعات والتوتر.
  - وم ع

الخميس، 27 نوفمبر 2014

الفقرات الخاصة بالإعلام ضمن برنامج المنتدى العالمي لحقوق الإنسان


        يحتضن المغرب (مراكش) الدورة الثانية للمنتدى العالمي الثاني لحقوق الإنسان 2014، ما بين 27 و 30 نونبر 2014، بمشاركة أكثر من 6000 مشارك )ة) من حوالي مائة دولة، يمثلون منظمات غير حكومية محلية وإقليمية ودولية ووكالات الأمم المتحدة وحكومات ومؤسسات وطنية لحقوق الإنسان ومنظمات دولية ومجموعات مهنية وقادة سياسيين، وفاعلين دوليين في مجال التنمية وحقوق الإنسان بالإضافة إلى نقابات ومقاولات.
ويتضمن البرنامج العام لقاءات وأنشطة للنقاش والتكوين بصيغ متنوعة، يتم تنظيمها بمواقع مختلفة (200 فضاء) مصنفة حسب نوعية كل نشاط، ومن بينها مجال الإعلام.
أولا، المنتديات الموضوعاتية ويتم تنظيمها بقرية المنتدى (باب إغلي):
- الجمعة 28 نونبر: حماية الصحفيين ومكافحة الإفلات من العقاب (القاعة 7 – حبيبة زاهي)
- السبت 29 نونبر: • دور وسائل الإعلام في تعزيز التسامح (القاعة 1 – فاطمة أيت تاجر)
• الحق في الوصول إلى المعلومة (القاعة 5 – أمي فاما)
• الحق في الاتصال للجميع (القاعة 5 – أمي فاما)
ثانيا، الأنشطة الخاصة بتعزيز التنسيق في ما بين المؤسسات الوطنية والدولية في مجال حقوق الإنسان، ويتم تنظيمها بإشراف من الهيأة العليا للاتصال السمعي البصري، يوم الجمعة 28 نونبر بقاعة أحد فنادق مراكش، وتشمل نشاطا خاصا حول "النهوض بثقافة حقوق الإنسان: دور هيئات تضبيط وسائل الإعلام".
ثالثا، الورشات التكوينية الموجهة لفئات مختلفة من أجل استيعاب حقوق الإنسان وحسن ممارستها، وهي مفتوحة فقط أمام أعضاء الشبكات المنظمة التي تسهر على تنظيمها، يوم الجمعة 28 نونبر بقاعة أحد فنادق مراكش، وتضم ورشة حول "تعزيز قدرات الصحفيين في مجال حقوق الإنسان".
رابعا، الورشات المسيرة ذاتيا منطرف هيئات المجتمع المدني المغربي والدولي بتنوع اهتماماتها ومجالات اشتغالها، ويتم تنظيمها يوم الجمعة 28 بأحد مراكز الاصطياف بمنطقة تاركا، وهي تضم الورشات التالية :
• حرية التعبير في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
• حرية التعبير في تونس
• الدفاع عن الحقوق لبناء السلام في العراق.
مع الإشارة إلى أن قرية المنتدى تضم "مركز الإعلام" الخاص بمختلف وسائل الإعلام الوطنية والدولية، وفضاء "قناة المنتدى" التلفزية التي تبث برامجها على الانترنيت مع استوديو لإجراء اللقاءات والحوارات، وكذا راديو المنتدى، فضلا عن شبكاته الاجتماعية ..
ويمكن الاطلاع بشكل يومي على أخبار وفقرات وبرنامج المنتدى وأنشطته الفنية والثقافية من خلال موقعه الرسمي: www.fmdh-2014.org
ومع