الخميس، 19 مارس 2015

الاتحاد الدولي للصحفيين يدين بشدة جريمة اغتيال الصحفي "عبد الكريم الخيواني" في اليمن ..


         ادان الاتحاد الدولي للصحفيين  ونقابة الصحفيين اليمنيين بشدة جريمة اغتيال الصحفي عبد الكريم الخيواني، وطالبا بإجراء تحقيق مستقل في اغتياله. وقالت نقابة الصحفيين اليمنيين أن الخيواني اصيب برصاص مسلحين مجهولين يوم 18 آذار/مارس في العاصمة اليمنية، صنعاء.
        وقال جيم بوملحة رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين :  "ان هذا عمل شائن وجبان ولا يمكن أن يمر دون عقاب. لقد وقفنا مع الخيواني عندما  حكم بالسجن لمدة 6 سنوات خلال حكم الرئيس علي صالح. وسلمته أنا شخصياً في آذار/مارس عام 2009 جائزة منظمة العفو الدولية  خلال المؤتمرالعام  لنقابته، نقابة الصخفيين اليمنيين. وناشدت الرئيس في وقتها ليتم  إلغاء عقوبته والتوقف عن تخويفه وملاحقته. لقد كان عبدالكريم صحفيا لامعا، ومناضلا من اجل المستضعفين. وقد ناضل في حياته من أجل الصحفيين المستقلين ووضعهم في قمة اولويات نقابة الصحفيين اليمنيين ليتمكنوا من العمل دون تهديد ودون اي تدخل سياسي. في هذه اللحظة، فإن قلبي ومشاعري مع عائلته."
      وكان الصحفي الخيواني ، 50 سنة، رئيس التحرير السابق لصحيفة الأمة وصحيفة الشورى الاكترونية. وحكم عليه في عام 2004 بالسجن لمدة سنة واحدة بتهمة "إهانة الرئيس". كما وعانى بعد الإفراج عنه في عام 2005 بموجب عفو رئاسي، للتحرش والترهيب لعدة سنوات قبل أن يتم اعتقاله مرة أخرى في حزيران/يونيو 2007. واختطف في آب/ أغسطس 2007 من قبل مسلحين حيث تعرض للضرب وهدد بالقتل إذا استمر في نشره لمقالات تنتقد الحكومة. في حزيران/ يونيو 2008، حكم على الخيواني بالسجن لمدة ستة سنوات وأفرج عنه بعد أن أمضى سنة في السجن.
في عام 2008، حصل على جائزة خاصة من منظمة العفو الدولية بعنوان "صحافة حقوق الإنسان تحت التهديد."
        وجائت حادثة اغتيال الخيواني، في الوقت الذي يعد فيه الاتحاد الدولي للصحفيين، ونقابة الصحفيين اليمنيين، وشركائهما الإقليميين والدوليين لتنظيم اجتماعاً دولياً هدفه تسليط الضوء على الوضع الخطير الذي يعمل في ظله الصحفيين اليمنيين وانعدام الحماية لحرية التعبير في اليمن.
وقالت نقابة الصحفيين اليمنيين:"خسر مجتمع الصحفيين قلماً شجاعاً، وصوتاً حراً وزميلاً ملتزماً بالدفاع عن الحريات الإعلامية. ونسأل الجهات الرسمية لإطلاق تحقيقاً سريعاً في الجريمة، لتحديد الجناة والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة".
والخيواني هو ثاني صحفي يقتل في اليمن منذ بداية عام 2015 بعد مقتل مراسل قناة المسيرة خالد محمد الوشلي في مطلع هذا العام.

2015-03-19


الجمعة، 13 مارس 2015

الاتحاد الدولي للصحفيين يدين الانتهاكات الأخيرة لحرية الصحافة في الجزائر


          أعرب الاتحاد الدولي للصحفيين والنقابة الوطنية للصحفيين في الجزائر،العضوة في الاتحاد، عن قلقهما من تصاعد الانتهاكات لحرية الصحافة في الجزائرعقب إدانة صحفي بالسجن وسحب تعسفي لبطاقة اعتماد صحفي آخر.
      فقد صدر حكم  في 24 شباط/فبراير الماضي ضد  محمد  شرغاوي، رئيس تحرير جريدة الجمهورية– وهي صحيفة يومية عربية واقليمية  مقرها في مدينة وهران- بالسجن لمدة ثلاث سنوات وغرامة مالية قدرها 200000 دينار جزائري (ما يعادل 2000 يورو) بتهمة "الإساءة" إلى النبي محمد. وتعود القضية إلى عام 2014، عقب نشر مقال تضمن جملة خاطئة مما أدى إلى إقالة رئيس التحرير وتقديم شكوى ضده من قبل إدارة الصحيفة. وبحسب ما أوردت التقارير، فقد تضمنت محاكمة الصحفي عدة ثغرات وعيوب.
وقال جيم بوملحة، رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين : "اننا مصدومون من هذا القرار الظالم، والذي كان محصلة محاكمة مشوشة ورديئة. ومن المستغرب ان يكون هذا القرار نتيجة شكوى تقدمت بها إدارة الصحيفة ضد صحفي يعمل لديها. اننا ندعو السلطات الجزائرية إعادة النظر في القضية والتخلي عن الدعوى ضد محمد شرغاوي."
       وفي قضية أخرى، رفضت وزارة الاتصالات الجزائرية تجديد بطاقة اعتماد الصحفي بوعلام غمراسة ، مراسل صحيفة الشرق الأوسط التي تصدر من لندن. وبحسب الصحفي، يرتبط هذا القرار التعسفي  "بالانتقادات" التي وجهها خلال البرنامج التلفزيوني "المغربية" الى "كبار المسؤولين في الدولة". واتهمت وزارة الاتصالات الصحفي بأنه قد انتهك أخلاقيات مهنة الصحافة التي يقول الصحفي أنها لا وجود لها.
       وقد ادانت النقابة الوطنية للصحفيين في الجزائر بشدة القرار التعسفي وأكدت على أن التهم الموجهة للصحفي لا علاقة لها بنشاطه المهني. وقال  كمال عمارنة، الأمين العام للنقابة الوطنية للصحفيين في الجزائر: "لا يجوز حرمان أحد من الحق في العمل وممارسة مهنته بسبب آرائه. وتدعو النقابة السلطات المعنية الى إلغاء هذا الاجراء غير العادل والذي يسيئ الى زميلنا وتطالب بالسماح باستعادة حقوقه في أقرب وقت ممكن."
                                
2015-03-12

الجمعة، 6 مارس 2015

إلى الصارخ الثائر ضد العلمانية..


ـ عبدالرحيم الوالي
     
       بعد التحية والسلام وما يفرضه المقام من عبارات التقدير والاحترام، اسمح لي أن أقول لك إن الإنسان حين يناهض فكرة معينة وهو يفهمها جيدا يكون أكثر فعالية في مناهضتها. ولذلك أرجو أن تقرأ منشوري هذا إلى آخره بعقلك. وبعدها يمكنك أن تناهض العلمانية كما تشاء.

        العلمانية يا عزيزي ترجمة لكلمة Sécularisme. وإذا كان الله قد فتح عليك ببعض الفهم للغة الفرنسية وتفضلت بالعودة إلى أي قاموس فستجد أن الكلمة تحيل على كلمة أخرى هي Sécularisation، وستجد أن المعنى الأساسي الذي تحيل عليه هذه الكلمة هو "الإرجاع إلى العالم" (Rendre au monde). ما معنى ذلك؟
معناه ببساطة شديدة جدا تفسير ما يحدث داخل العالم من داخل العالم نفسه لا من خارجه، أي التفسير بالمُحايث عوض التفسير بالمُفارق. فقد كان الإنسان في العصور القديمة يفسر ظواهر الطبيعة والمجتمع تفسيرا ميتولوجياً، وينسب الرعد والبرق والشمس والحب والحرب والطغيان والذكورية و... إلى الآلهة. أما في العصر الوسيط، ومع انتشار الديانة المسيحية في أوروبا، وبعد إدماج فلسفة أرسطو وفيزيائه ومنطقه في اللاهوت المسيحي ابتداء من كتاب "الجمع التيولوجي" للقديس توماس الأكويني، فقد صار الإنسان يفسر ظواهر الطبيعة والمجتمع بالله.
       غير أن التغيرات التي شهدتها أوروبا ابتداء من منتصف القرن الخامس عشر الميلادي قادت إلى إحداث قطائع معرفية كبرى، إذ تطورت العلوم الطبيعية، وبعدها العلوم الإنسانية ابتداء من أواخر القرن التاسع عشر، واكتشف العلماء خطأ التصورات الكنسية ومن ورائها التصورات الأرسطية. وبفعل تطور العلوم الطبيعية عرف الإنسان أن ظواهر الطبيعة تكمن وراءها عوامل طبيعية يمكن للعلم تحديدها ومعرفتها بدقة، ومن تم استخراج القوانين العلمية المتحكمة فيها. وبفضل هذه التطورات العملية المتلاحقة منذ ذلك الوقت تمكن الإنسان من صنع الأدوية التي عالج بها العديد من الأمراض التي كانت تُنسب سابقا إلى الأرواح الشريرة. كما أنه ـ بفضل تلاحم العلم والتقنية وظهور التكنولوجيا الحديثة ـ صنع التلفاز، والحاسوب، وأجهزة الكشف الطبي، والهواتف الخلوية وما لا تعلمون. وبالتالي فكل العلم الحديث والمعاصر، والتكنولوجيا، علمانية ولا يمكن أن تكون إلا كذلك.
       نفس التطور يا عزيزي حصل في مجال السياسة. وبعد أن كان الحاكم يحكم بتفويض من الله كما هو الأمر مثلا عند القديس أوغسطين، أو بناء على القانون الإلهي كما هو الأمر عند الأكويني، أو يتلقى الوحي من الله عبر "العقل الفعال" كما هو الأمر عند الفارابي، صار من الضروري تفسير السياسة وتقنينها أيضا بإرجاعها إلى العالم، أي عبر تفسيرها ـ هي الأخرى ـ بالمُحايث بعد أن ظلت مرتبطة بالمُفارق، وصار الحاكم يحكم بناء على تعاقد دنيوي، بشري، بين الحاكمين والمحكومين.
       هذا، باختصار وتبسيط شديدين، هو معنى العلمانية سواء في فهم الطبيعة أو في فهم السياسة وباقي ظواهر المجتمع. وإذا كنت ما تزال مصرا على رفضها فينبغي أن تكون منسجما مع نفسك، وأن تبدأ بعدم الاستماع إلى النشرة الجوية وتنتهي بعدم استعمال المضادات الحيوية حين تُصاب بالتهاب في اللوزتين أو بنوبة زكام لأنها من منتجات الفهم العلماني للطبيعة. وإذا ما حدث أن تقرحت مؤخرتك مثلا ـ يا أخي ـ أو أصابك فتق شرجي (Une fissure anale) فلا تبتئس وتستسلم لطبيب علماني لكي يعالج مؤخرتك بالليزر. فهذه الأشعة هي نتاج صرف للفهم العلماني للضوء وظواهره، وتوكل على الله نور السماوات والأرض، وادهن مؤخرتك بالعسل الطبيعي لأنه ـ حسب ما يروج له "الإخوان" ـ يشفي من كل داء. وإذا ما حدث أن تخمجت مؤخرتك بسبب تعفن الكليكوز في أستك فليس لنا إلا أن نقول لك: "صدق رسول الله وكذبت مؤخرتك".