الجمعة، 9 مايو 2014

ضرورة الرقي بالإعلام في العالم العربي إلى مرتبة شريك للنهوض بقضايا التنمية الاقتصادية




ــ عبد اللطيف بن صفية
القاهرة/9 مايو 2014/ومع/أكد الباحث الإعلامي المغربي ، عبد اللطيف بن صفية ، على ضرورة تغيير الدوائر الرسمية في العالم العربي لنظرتها إلى الإعلام ، والارتقاء به إلى مرتبة شريك ، حتى يتسنى تحقيق التنمية الاقتصادية في المجتمعات العربية.
        
       وأوضح السيد بن صفية ، الأستاذ الباحث بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، في مداخلة له خلال الندوة التي تنظمها منظمة العمل العربية بين 7و9 مايو الجاري في شرم الشيخ ( مصر ) حول" تعزيز اهتمام وسائل الإعلام العربية بالبعد الاقتصادي التنموي" أنه على جميع المتدخلين في عملية التنمية الاقتصادية الوعي بأن تحقيق التنمية يمر أولا بتوفير المعلومات والمعطيات بشأن المشاريع التي ستستفيد منها مختلف الفئات المجتمعية. وشدد في هذا السياق على أهمية العناية بالتربية الاقتصادية التنموية ، وبالإعلام الاقتصادي التنموي ، باعتبارهما مجالات متداخلة ومتكاملة ، داعيا إلى تفعيل التوصيات الصادرة عن مؤتمر الإعلام الاقتصادي العربي الأول ( إيكونوميديا ـ القاهرة 2013)، والدورة الثانية ل" منتدى الإعلام الاقتصادي : التأثير على القطاع المصرفي والمالي العربي"( بيروت 2013).وقدم الأستاذ بن صفية ، وهو أيضا عضو اللجنة العلمية لكرسي اليونسكو "الإعلام المجتمعي" بجامعة الإمام ( الرياض ـ المملكة العربية السعودية) ، تشخيصا لدور المؤسسات الإعلامية العربية في التنمية الاقتصادية للفئات المجتمعية المختلفة ، حيث وقف على مكامن الضعف والقوة فيها ، وأبرز التحديات المطروحة في هذا المجال . كما تطرق إلى الفرص المتاحة في هذا الصدد والتي تتجلى في تحركات الحكومات العربية في اتجاه إقرار سياسات وخطط تنموية قطاعية أو شاملة،و تنامي الدعوات في الدوائر المؤسسية إلى الاهتمام بالإعلام الاقتصادي،ثم ظهور جيل جديد من الإعلاميين يتقن استعمال التكنولوجيا الحديثة.
         وتأسيسا على هذه الرؤية التحليلية ، اقترح الأستاذ بن صفية رؤية إستراتيجية تروم تحسين أداء المؤسسات الإعلامية العربية ، خاصة الرسمية منها، فيما يتعلق بقضايا التنمية الاقتصادية، حيث حدد لهذه الإستراتيجية ثلاثة أهداف عامة. وأوضح أن أول هذه الأهداف يتمثل في بناء الاهتمام بالتنمية الاقتصادية على قواعد جديدة ومتينة، تؤكد على المسؤولية المجتمعية للمؤسسات الإعلامية وعلى التزاماتها الأخلاقية ، وواجباتها المهنية. أما ثاني هذه الأهداف فيخص خلق بيئة عمل محفزة بالتنسيق بين الخطط والبرامج الحكومية التنموية، ومبادرات المجتمع المدني ومؤسسات الإعلام،وتشجيع الفاعلين الاقتصاديين على الانفتاح أكثر على الإعلاميين . بينما يهم الهدف الثالث توسيع قاعدة الإعلام الاقتصادي التنموي، واعتماد التخطيط الاستراتيجي في إنتاج المواد الإعلامية الداعمة والمحفزة للتنمية الاقتصادية المناسبة لوضعية كل بلد عربي، وللعالم العربي ككل.
        ولضمان تنفيذ مقتضيات هذه الرؤية ، أكد الأستاذ بن صفية على ضرورة توفير مجموعة من آليات المتابعة والتنفيذ من ضمنها على الخصوص إحداث لجنة لمتابعة الإستراتيجية الإعلامية من أجل التنمية الاقتصادية العربية بمنظمة العمل العربية،وتكوين نقط ارتكاز بالمؤسسات الإعلامية العمومية الكبرى لتنسيق العمل مع اللجنة العربية ، وإعداد دليل عملي لفائدة الصحفيين ومنتجي البرامج بالمؤسسات الإعلامية لوضع استراتيجيات إعلامية تعنى وتنهض بقضايا التنمية الاقتصادية محليا وقطريا ، ثم تأسيس بوابة إلكترونية عربية تهتم بقضايا الإعلام الاقتصادي وبمعالجة جوانب التنمية الاقتصادية وبتبادل الخبرات والتجارب العربية في هذا الميدان .


تعريف : تأسست منظمة العمل العربية يوم 12 يناير/ كانون الثاني 1965. وتضم المنظمة التي يقع مقرها بالعاصمة المصرية القاهرة جميع الدول العربية.
تهدف المنظمة إلى تنسيق الجهود في ميدان العمل والعمال على المستويين العربي والدولي, وتنمية وصيانة الحقوق والحريات النقابية, وتقديم المعونة الفنية في ميادين العمل إلى أطراف الإنتاج في الدول الأعضاء. وتسعى المنظمة إلى تطوير تشريعات العمل في الدول الأعضاء والعمل على توحيدها والعمل على تحسين ظروف وشروط العمل في الدول الأعضاء بما يحقق تأمين وسائل السلامة والصحة المهنية وضمان بيئة عمل ملائمة. كما تهدف إلى توسيع قاعدة التأمينات الاجتماعية لتشمل الفئات العمالية في مختلف الأنشطة الاقتصادية, وتوفير الخدمات الاجتماعية للعمال وتحسين مستواها, وتقنين الحد الأدنى للأجور وضمان أجر للعامل بما يتناسب مع المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية, وتنمية علاقات العمل, وتوفير الحماية اللازمة للمرأة العاملة والأحداث. وتهدف المنظمة أيضا إلى تنمية القوى العاملة العربية ورفع كفاءتها الإنتاجية.
 وتقوم المنظمة بتعريب مصطلحات العمل والتدريب المهني، ووضع أسس التصنيف والتوصيف المهني.
                                                                                  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق