الخميس، 29 مايو 2014

لقاء الشباب الوثائقي في فاس





  • أحمد بوغابة ـ مدير الملتقى
         ارتأينا في هذه الدورة أن نسلط الضوء على جيل الشباب من السينمائيين المغاربة الذين اختاروا الاشتغال على الفيلم الوثائقي وما يتطلبه ذلك من مغامرة ثقافية وفنية وفي الإنتاج بالأساس رغم محدودية توزيعه باعتباره غير مربح تجاريا حسب التبريرات المقدمة من الجهات التي تتحكم في الإنتاج والتوزيع والاستغلال.
        لقد اخترنا أفلاما متباينة في مواضيعها وكتاباتها وإخراجها وفي مرجعياتها السينمائية لأصحابها وبذلك يكون الملتقى منصة لمتابعتها النقدية كون الفيلم الوثائقي هو في نهاية المطاف عمق الذاكرة لمجتمعاتها. وبالتالي فالبرنامج الذي نقترحه عليكم غني بحضور السينمائيين الشباب معنا لكي يقدموا لكم أفلامهم ولتتفاعلوا معها سينمائيا وإغنائها بمساهمتكم في النقاش خاصة أن الملتقى الدولي للفيلم الوثائقي بفاس تظاهرة ثقافية محضة وتعطي الأولوية للقيمة السينمائية لذا ابتعدنا عن المنافسة ونعتبر كل الأفلام متساوية عندنا، وكلها لها أهميتها، لذلك نركز على السينما أولا وقبل كل شيء.
وارتأينا أيضا أن نستدعي بعض السينمائيين الشباب الأجانب المقيمين في المغرب والذين أنجزوا أفلامهم هنا لتتقاطع أرائهم مع أراء المخرجين المغاربة ويكتشفها الجمهور المغربي أيضا خاصة في مدينة فاس التي تحتضن الملتقى.
        كما اخترنا، في هذه الدورة، أن يكون موضوع المائدة المستديرة، المقررة يوم الجمعة 30 ماي 2014، حول البحث عن بدائل التي يمكنها أن تخدم الفيلم الوثائقي بالمغرب وتوسع آفاقه. ونريد لهذه الجلسة الجماعية المفتوحة بين السينمائيين والجمهور وكل الجهات المعنية بالإنتاج السينمائي مناسبة لتسليط الضوء على المشاكل التي يعرفها الفيلم الوثائقي في الإنتاج والتوزيع على حد سواء بعد أن كنا قد ناقشنا قبل سنتين تقنيات الفيلم الوثائقي وخصوصيته وتميزه على الروبورتاج والأشكال السينمائية الأخرى.
        فهل قَدَرُ الفيلم الوثائقي أن لا يَعْبُر إلى الجمهور إلا عَبْرَ المهرجانات وبعض القنوات التلفزيونية المحدودة؟ وهل ليس من حقه أن يلتقي بالجمهور في القاعات السينمائية باعتباره هو أيضا فيلم سينمائي؟ لماذا لا يجد أمامه بدائل أخرى للعرض كالقاعات السينمائية؟ وكذا في الإنتاج لكي يجد منابع مختلفة ترويه خاصة الشباب الذين اختاروا هذا الجنس الفيلمي ويبتكرون فيه، علما أنه من الأصعب سينمائيا نظرا لما يتطلب الفيلم الوثائقي من بحث الذي قد يمتد لزمن طويل أحيانا.
ولماذا تفرض القنوات مدة زمنية معينة في المنتوج الوثائقي، أن لا يتجاوز 52 دقيقة، وبذلك تقتل الفيلم أحيانا بهذه النظرة البيروقراطية المغلقة فيرضخ لها المخرج في غياب بدائل تمويل أخرى متنوعة؟
فهذه أول مرة يجتمع فيها المخرجون الشباب العاملين في الفيلم الوثائقي في نفس التظاهرة مع بعضهم ونحو طاولة واحدة، فكونوا في الموعد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق