الأحد، 25 مايو 2014

رسالة "سيون اسيدون" إلى السادة العازمين على المشاركة في ندوة مركز موشي دايان


السادة،
        لقد علمت عن طريق الصحافة (أخبار اليوم عدد 1377 | الخميس 22 مايو 2014) أنكم عزمتم قبول دعوة للمشاركة في ندوة أكاديمية وهي دعوة موجهة إليكم من طرف مركز (موشي دايان) – السيئ الذكر – التابع لجامعة تل أبيب. لذلك اخترت أن أوجه إليكم هذه الرسالة – وهي مفتوحة حتى يستفيد كل من يقوم سرا بنفس هذه الخطوات. إني مقتنع أنكم تجهلون مجموعة من المعطيات الثابتة والمؤكدة .وأريد أن أنقل هذه المعلومات إلى علمكم لأنني أعتبر أن مثابرتكم في قرار المشاركة في أي عمل أكاديمي كان، مع جامعة تل أبيب سيجعلكم ترتكبون خطأ جسيما.
أستسمحكم لأقول لكم أن قراركم هذا مبني على الجهل بالمعطيات. كما لا يمكنني تفسير بأي شيء آخر غير النقص في المعرفة لما أرى بعض المثقفين المغاربة يغرر بهم  عبر دعوات صادرة عن مؤسسات أكاديمية إسرائيلية، في الوقت الذي يتزايد فيه في سائر بلدان أوروبا والولايات المتحدة عدد الجامعيين والجامعيات الذين يتجاوبون مع نداء المقاطعة الأكاديمية والثقافية الصادرة عن مثقفين وفنانين فلسطينيين (PACBI) الصادر سنة 2004.
هكذا انضم أخيرا إلى النداء لمقاطعة الجامعات الإسرائيلية العلامة المشهور في الكسمولوجية ستيفن هاوكنس. وفي تطور لاحق،  (نهاية 2013)، قررت مختلف جمعيات المدرسين والباحثين الجامعيين الأمريكيين تلبية نداء المقاطعة الأكاديمية المذكور، وعلى رأس هذه الجمعيات نجد أكبرها ألا وهي الجمعية الأمريكية للدراسات                        ( American Studies Association - التي تضم بين صفوفها ما يفوق عن 5000 عضو و عضوة، والتي اتخذت قرارها هذا بأغلبية مريحة للأعضاء.
وتبرر الجامعيات والجامعيون قرارهم للمقاطعة بدافعين أساسيين، أولهما الميز العنصري الذي يعامل به الطالبات والطلاب الفلسطينيين والصعوبات الموضوعة أمامهم والتي تمنعهم من الولوج إلى الجامعات والمعاهد، وثانيهما فان هذه المؤسسات الجامعية تعمل بشكل مستمر لفائدة جيش الاحتلال. وفي الحقيقة هناك تداخل وثيق بين أنشطة البحث العلمي الجامعي وحاجيات الجيش (+).
لا، أيها السيد منير كجي ! فللأسباب المذكورة، لا يمكن مقارنة جامعة تل أبيب بجامعة السوربون، كما لا يمكن القول أن إسرائيل هي "دولة مثل باقي الدول". إن دولة ترتكب جرائم حرب (بمفهوم اتفاقيات جينيف لسنة 1949) والمثال على ذلك في تعاملها مع السكان المدنيين العزل داخل أراضي تم الاستيلاء عليها بالقوة، ودولة ترتكب جرائم ضد الإنسانية (حسب مفاهيم وثيقة روما المؤسسة للمحكمة الجنائية الدولية) مثل التطهير العرقي والأبارتهايد وممارسة التعذيب بشكل منهجي، ودولة تتجاهل قرارات الأمم المتحدة، هذا كله وهي دولة مستفيدة من الإفلات التام من العقاب، كيف يمكن اعتبارها "دولة مثل باقي الدول" ؟
كيف يعقل أن يتعاط باحث لنشاط علمي عادي بينما لا تفصله إلا بضع كيلومترات عن معتقلين إداريين يقبعون في السجن دون محاكمات، ناهيك عن أطفال مسجونين يمارس عليهم التعذيب، وقرى تدمر وينقل سكانها في إطار عمليات للتطهير العرقي واسعة النطاق والمستمرة حتى داخل أراضي 1948 ؟ (كل ما سبق موثق بشكل دقيق من طرف جمعيات حقوق الإنسان).
سي منير، سي بوبكر، سي عمر، أيمكن لكم أن تغمضوا أعينكم وتصموا آذانكم عن كل هذا وأن تتجاهلوا الظروف المحيطة بما يمكن أن تقوموا به بقبول مثل هذه الدعوة ؟
لي اليقين أنكم ستراجعون قراركم على ضوء ما سبق ذكره، أنتم ومن يعقد العزم على القيام بالمثل لكن دون الإعلام به... وأتمنى أن نسمع قريبا من الأوساط الجامعية المغربية أيضا تلبية للنداء الفلسطيني (PACBI) وتجاوب جدي وفعلي معه ضدا على التيار الحالي للتطبيع الأكاديمي مع الجامعات الصهيونية، الذي بذأ ينمو في بلدنا منذ بضع السنوات. 
مع التحية ـ سيون أسيدون (ناشط جمعوي)
           

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق