الجمعة، 18 أبريل 2014

أسباب انضمام الأطباء والمهندسين للإخوان


         يستغرب الكثيرون انضمام أطباء وصيادلة ومهندسين وغيرهم من خريجى كليات القمة لتنظيم الإخوان المسلمين.. كيف لإنسان على هذا القدر من التعليم أن يتبنى أفكار هذا التنظيم، وينقاد وراء أمير جماعة مثل أى جهول لا يتمتع بأى قدر من التعقل؟! بل كيف لأستاذ جامعى يشغل مركزاً علمياً مرموقاً فى المجتمع، ويروج لمنهج بهذا القدر من الرجعية؟!

         أستطيع أن أُجزم أن منظومة التعليم المصرية هى المسئولة عن هذه الجريمة، حيث سمح منهجها لهذه الأفكار بالانتشار فى المجتمع المصرى، فإذا تتبعت هذا الطبيب المُغيب عضو الجماعة ستجده ذلك الطالب الحفيظ "الدحيح"، الذى يحفظ المنهج الدراسى عن ظهر قلب، "ليطرشه" فى ورقة الامتحان دون أن يهضم، أو يستوعب المضمون، فقط ليحصل على الدرجات النهائية فى نهاية العام دون أدنى اهتمام بحجم التحصيل العلمى.
إن منظومة التعليم المصرية تحتقر الفهم والإبداع والابتكار، وتقدس الحفظ والتلقين والتجمد، ولن يجد التطرف أفضل من هذه البيئة للانتشار والازدهار.. إن الطالب الذى اعتاد على الحفظ، وتنفيذ محتوى الكتاب المدرسى لن يجد أى غضاضة فى تقديم الطاعة العمياء لمرشد الجماعة دون تفكير، بل سيجد فى هذا ارتياحاً لأن ذهنه لم يعتد على إجهاد التفكير.
       لذلك ستجد كل عناصر الجماعة فاشلين على المستوى المهنى.. فمن المستحيل أن تجد طبيباً إخوانياً متميزاً مثل مجدى يعقوب، أو فيزيائياً عبقرياً مثل أحمد زويل، أو نابغة مثل عصام حجى، لكنك ستجد أستاذاً بكلية هندسة ويتحدث بلغة متدنية مثلما كان يتحدث محمد مرسى، أو طبيب أمراض جلدية فاشلاً مثل ياسر على، أو إعلامياً ضعيفاً مثل صلاح عبدالمقصود.
إن سرطان الجماعات الدينية لن ينتهى من مصر، إلا إذا غيرنا إستراتيجية التعليم وتبنينا الأساليب القائمة على الإبداع والابتكار وحرية التفكير، وبهذا فقط لن يكون هناك أشخاص مغيبون مؤهلون لتفجير أنفسهم فى الأبرياء تنفيذاً لتعليمات أمير جماعة دموية.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق