الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

الصحافيون ماشي رجال ..



بقلم : حسن أبوعقيل - صحفي
      
        على ما يبدو أن الصحافة المغربية بدا الجميع ينظر إليها باشمئزاز وتقزز لكونها المهنة الوحيدة التي لا تعتبرأسرة " كما هو حال الوظائف المغربية , لهذا نجد الكثير من الصحفيين يحملون أقلامهم بين أناملهم ينتظرون تصيد أي زميل لهم يقع في مشكلة ما ليسيلوا المداد بكرم حاتمي وسخاء وافر ويجنحون لقليل من الحقيقة  والإفتراء  بما في ذلك من فبركة وصناعة  (...)
       الأمر اعلاه لا ينطبق على جميع الصحفيين ، ولكن على  مجموعة  لا يستهان بأمرها فشاء القدر أن وجدت  مكانها بين منشآت  إعلامية  مدعمة من مال الشعب وغير مدعم ، رغم  أنها صحف لا تقرأ ولا تباع ولا تخدم مصالح البلاد والعباد  وأغلبها  لاتخدم الرسالة الصحفية  باستثناء ما تنقله من قصاصات  وكالة الأنباء  وتبقى الصفحات الأخرى مجرد نشرة لأنشطة مستخدميهم  وما يسمونه  بالخط التحريري . ونفس الأمر هو حاصل مع بعض الصحف الإلكترونية التي وجدت في صحافة الكرسي أنجع وسيلة  للقيام  بالنشر دون تقديم أي مجهود من خلال أسلوب النسخ واللصق والإعتماد على كتابات وبحوث جامعية وآراء المجتمع المدني كخدمة مجانية وبدون تعويض .
إنها صحافة - مكتوبة ورقمية -  تستخدم المحسوبية والزبونية والإقصاء ولا تنشر إلا التفاهات وبعض مشاكل المواطنين لذر الرماد في العيون ، وتبقى الكتابات المهنية على الرفوف وكثيرا ما ترمى في سلة الأزبال  مؤشر عليها بكلمة " غير صالحة للنشر" ،  مع العلم أن المؤسسة بما فيها قمامة  للنفايات وأن تلميذا في الإعدادي يكتب أفضل ممن يشتغل بهذه الصحف و تسلم إليهم البطاقة المهنية .
      أدخل في صلب الموضوع حول ما قاله رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران  وهو يوجه كلامه لأحد الصحفيين :" انتما ماشي رجال " فما قاله بنكيران يختلف تماما عما أتناوله في مقالتي هاته , ولا علاقة تجمع بينهما لا من قريب ولا من بعيد لأن ما أتطرق إليه هو غيرة على مهنة الصحافة سواء ورقية أو الكترونية  ورغبتي الأكيدة في أن نجعل من الصحافة جسد واحد  .
فما قاله بنكيران للزميل محمد بلقاسم  " ماشي راجل " سؤال نعيد طرحه على  بنكيران : واش انت راجل ؟
في عهدك السيد بنكيران تعرض رجال الصحافة بما فيهم محمد بلقاسم لانتهاك جسيم وهو يؤدي عمله كصحفي , بلغ أمره داخل البرلمان وبصفتك رئيسا للسلطة التنفيذية نشعرك  بأنك عاجز على القيام بصلاحياتك فأين الرجولة ؟ والرجولة ليست أن تقف سدا منيعا أمام أرزاق العباد كما هو حال عامل المحمدية السيد عزيز دادس الذي  كان من المحتمل أن يصبح واليا  فأين الرجولة  ؟  الرجولة ليست إعطاء التعليمات بضرب المحتجين بسفالة الأحدية المصفحة في قضية البيدوفيلي دون محاسبة منزلي العصي والهروات فأين الرجولة ؟  الرجولة ليست إنجاب الأولاد والفحولة , الرجولة ليست الردة في القول  لأن المؤمن إذا عاهد وفى وأنت أخلفت وعدك وعهدك مع الامة وبتحالفك مع من اعتبرته مهزوزا سياسيا اسقطت عنك الثقة بل خلقت الاستثناء وأصبح العناق والقبلات بين اعدائك مؤامرة ضد من صوتو عليك ؟
الصحافيون ماشي رجال , لان أغلب الاقلام التي كتبت عنك ودعمت برنامجك  صدقتك القول وهاجمت كل من سولت له نفسه بوضع الحصان أمام العربة  والآن حتمت علينا الظروف بأن نعتذر للمعارضة وليس كل المعارضة , فقد تجاهلنا أهل مكة أدرى بشعابها .
       الصحافيون  الرجال صنعوا تاريخا في الدول الديمقراطية لأن الدولة  لا تدعمهم ماليا  وليست لهم وزارة الإتصال  لتصرف مال الشعب على الناشرين وعلى جرائد لا تحن للوطن أكثر ما تخدم ثقافة دخيلة . صحافة الرجال سلطة  قائمة لا يستطيع أحد حمل زرواطته ليتلاعب بعورة الصحافيين  ويسب الدين والرب بغية الترهيب .
ألخص كلمة ماشي رجال لان  الإعلام بجميع مكوناته لا يزال يطبل ولم يخرج لإثارة الفضائح ولم يوسع مجال عمله ولايزال يقول الكلمة الطيبة  , أتمنى من رجال الصحافة أن يتضامنوا أسبوعا واحدا  وألا يكتبوا أي كلمة  غير باش تفرضوا رجولتكم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق