الأربعاء، 9 يناير 2013

عمر سليم الإعلامي : الحسن الثاني أراد "دوزيم" مختلفة عن "الأولى" من أجل خلق التكامل


    

اعتبر الإعلامي عمر سليم، أن أغلب مقدمي نشرات الأخبار على القناة الثانية يعوزهم النضج والتجربة والتأطير الكافي، ولذلك فإن نشرات "دوزيم" ما زالت هاوية. وقال سليم، في حوار مع "الصباح"، إن الملك الراحل الحسن الثاني أراد "دوزيم" مختلفة عن القناة الأولى من أجل خلق نوع من التكامل، وإن إدماجها ضمن القطب العمومي كان خطأ فادحا. في ما يلي تفاصيل الحوار:
                               
باعتبارك من أوائل مقدمي نشرة الأخبار على القناة الثانية، هل يمكن أن تحدثنا عن بدايات هذه التجربة؟ 
عينت في منصب رئيس تحرير الأخبار في أكتوبر 1993، تاريخ بداية نشرات الأخبار بالشكل المهني المتعارف عليه على القناة الثانية. وكان معي حينها شعيب حمادي وأمال الصنهاجي وثريا الصواف، وجاء بعدهم هشام الدشراوي ثم سميرة سيطايل ومصطفى البوعزاوي ومحمد العمراني الذي تحول من العربية إلى القسم الفرنسي... لم تكن تعقد في تلك الفترة اجتماعات التحرير، وكانت النشرة تبنى على الصور التي كان يتم التوصل بها من وكالات الصور الدولية، كما أن الربورتاجات كانت منعدمة تماما، وكان الاشتغال بكاميرا واحدة... لم تكن هناك إمكانيات. كنت أول من أسس لاجتماعات التحرير، وكنا نشتغل على الأخبار والمواضيع، قبل أن ندبر أمرنا في كاميرا "آش 8" كانت تصور بالنهار فقط، وإذا كان الجو مشمسا. كنا نستعملها في تصوير الربورتاجات، وهي المهمة التي تكلف بها شعيب حمادي، واستطعنا في ظرف شهور أن نمرر ثلاثة ربورتاجات في اليوم الواحد...
 
هل كنتم تضعون خطوطا حمراء في ما يتعلق ببعض المواضيع، أو كنتم تتوصلون بتعليمات من جهات معينة مثلا؟
 
لا، أبدا. لم نتعرض للمنع في عهد توفيق بناني سميرس، الذي كان على رأس إدارة القناة في تلك الفترة. ولم نكن نتلقى تعليمات لا من وزارة الاتصال ولا من أي وزارة أخرى. كنا نتحدث عن مواضيع مثيرة للجدل، خاصة على المستوى الاجتماعي، لكننا كنا متقيدين بأخلاق المهنة، أي الرأي والرأي الآخر. تحدثنا عن إضراب ربابنة الطائرات الشهير في 1995، وقرار الصلح بين حكومة عبد اللطيف الفيلالي ونقابة الربابنة أعلن عنه في نشرة أخبار "دوزيم"... استضفنا أيضا وزير الدفاع ووزير المالية الإسرائيليين في عز حركية السلام التي كانت موجودة حينها... تحدثنا أيضا عن الحرب الأهلية في الجزائر...
هل كان من الضروري أن تفتتح نشرات الأخبار حينها بالأنشطة الملكية؟
كنا نفتتح نشرات الأخبار بالخبر الدولي إذا كان هاما. الأنشطة الملكية كانت تأخذ حقها أيضا في النشرة إما في بداية النشرة أو في الوسط، حسب أهميتها، لكن لم يكن مفروضا علينا أن نفتح بها. كان الحسن الثاني واعيا حينها بأهمية حرية الإعلام، والدليل على ذلك، أنه كان وراء إطلاق محطة "ميدي 1" وبعدها قناة "دوزيم" التي أرادها أن تكون مختلفة عن القناة الأولى والإذاعة الوطنية من أجل خلق نوع من التكامل. والغلط الذي وقعنا فيه، أننا أشركناالاثنين في إطار قطب عمومي. كان يجب أن تعاد خوصصة القناة الثانية.
 
كيف تجد نشرات الأخبار اليوم على القناة الثانية؟
 
أخبار "دوزيم" اليوم مثلها مثل أخبار "الأولى"، لأن القناتين لهما رئيس واحد، وبالتالي عليهما أن تكونا متشابهتين. نشرات الأخبار بالقناة الثانية فيها الكثير من الهواية اليوم، سواء على مستوى المضمون أو التقديم. لقد أصبح المشاهد المغربي اليوم يشاهد الأخبار في قنوات أخرى عربية، وهذا هو المشكل العويص. لم يعد هناك تعلق عاطفي بين المشاهد وتلفزيونه... قبل نشرة الأخبار، يجب عرض برنامج مشوق يجلب المشاهد ويجعله يظل في مكانه لمشاهدة ما بعده. المقدمون والمحررون الجدد لم يخضعوا للتأطير، وما زالوا في سن صغيرة... مقدمو الأخبار في القنوات الفرنسية مثلا "كلهم شعرهم بياض بالشيب" ومنهم من صار له 25 سنة يقدم الأخبار...
 
هل عامل السن مهم في تقديم النشرات؟
 
مقدم النشرة يجب أن يكون اسما ووجها ذا مصداقية وله ثقل لدى المشاهد. إنه يقدم منتوجا وعليه أن يكون مقنعا. أغلب مقدمي النشرات الموجودين اليوم يتوفرون على قدر كبير من الحياء، لأنهم وجدوا نفسهم في الميدان دون سابق معرفة. إنهم في حاجة إلى النضج. مقدم النشرة يجب أن يكون صحافيا في الأصل وسبق له أن اشتغل في الميدان. يجب أن تعرف المنتوج جيدا قبل أن تبيعه. الطبيب لا يصبح متخصصا إلا بعد أن يدرس الطب العام...
نلاحظ أن الربورتاجات التي تبث في النشرات باللغة العربية هي نفسها التي تعرض في النشرات بالفرنسية. هل هذه مسألة طبيعية؟
 
لا، طبعا. يكون الأمر مقبولا في حالة واحدة فقط هي إذا كان الربورتاج مهما جدا وسيسجل سبقا للقناة. مثلا، سبق لي شخصيا أن استجوبت عمرو موسى حين كان أمينا عاما للجامعة العربية، في إطار إحدى القمم العربية التي كانت منظمة بالمغرب. وبما أن نشرة الأخبار التي أقدمها كانت تعرض بالليل، فقد منحت جزءا من الاستجواب إلى فتيحة احباباز التي كانت ستقدم نشرة العربية قبلي. يجب أن نذهب من واقع أن المشاهد المغربي متعدد اللغات، وبالتالي فإن النشرات يجب أن تكون مكملة لبعضها البعض وليست متشابهة. والاختلاف مهم على مستوى الربورتاجات...
<
من أجل تطبيق ما جاء في دفتر التحملات الجديد، والمثير للجدل، أصبح لمشاهد القناة الثانية موعد مع نشرتي أخبار متتابعتين، الأولى بالفرنسية والثانية بالعربية، يفصل بينهما "كبسولة" فقط. هل تجد الأمر مقبولا من الناحية المهنية؟
< "مالنا ياك لاباس". هذا غير معقول وليس منطقيا البتة. إن أفضل تركيبة هي أن تبث نشرة الأخبار بالعربية في الواحدة إلا ربع ظهرا وتبث نشرة الفرنسية في التاسعة إلا ربع، تليها نشرة أخرى بالعربية ليلا حتى يتمكن من لم يشاهد الأخبار خلال اليوم أن يطلع عليها ولو في ساعة متأخرة. لا يجب أن تكون نشرات الأخبار داخل القطب العمومي متزاحمة وتبث في التوقيت نفسه... هذا غير منطقي.
نشرات الأخبار في التلفزيون الوطني بدأت تسجل في المدة الأخيرة نسب مشاهدة مهمة. كيف تفسر ذلك؟
 هذه مسألة غريبة جدا. في الواقع، المشاهد المغربي تعود أن يطلع على الأخبار أولا في التلفزيون الوطني، خاصة القناة الأولى. والمشاهد المغربي يهتم كثيرا بالأنشطة الملكية التي تسجل نسب مشاهدة مهمة. لا يجب أن ننسى ذلك.
في سطور: ـ مواليد الدار البيضاء سنة 1954
-
أصوله من منطقة أبي الجعد
-
بدأ مساره من إذاعة «ميدي 1» بطنجة سنة 1980
-
انضم إلى القناة الثانية أسبوعا بعد انطلاقها
-
شغل عدة مناصب في «دوزيم» ومنها مدير البرامج والأخبار ومدير البث
أجرت الحوار: نورا الفواري
 عن جريدة الصباح

هناك تعليق واحد:

  1. تبارك الله عليك اخي عمر تكلمت عن صدق سريرة وسلمت يا سليم

    ردحذف