شهدت
وكالة المغرب العربي للأنباء في الأيام الأخيرة ممارسات غير مسبوقة في خطورتها،
ويتعلق الأمر بصدور بلاغ عن مديرية الإعلام يتهجم فيه على مؤسسة تمثيلية للصحفيين
تستمد شرعيتها من الإرادة الحرة للصحافيات والصحافيين.
وتحذر النقابة ، من منطلق حرصها
المبدئي على مأسسة العلاقات المهنية وحفظ حقوق الصحافيين في التمثيلية المستقلة عن
أية ضغوط ، من خطورة انزلاق مديرية الإعلام المنوط بها مهام تحريرية صرفة ولا
صلاحيات إدارية لها وتعمل تحت إشراف مباشر للمدير العام للوكالة ، إلى تأليب
قطاعات من الصحافيين ضد ممثلهم الشرعي.
وإذ تذكر النقابة في هذا الصدد
بأنها انخرطت منذ البداية في مسلسل حوار جدي ومسؤول مع إدارة الوكالة بخصوص مجمل
الملفات المطلبية ذات الصلة بمصالح الجسم الصحافي وآفاق النهوض بأداء الوكالة،
وتمسكها بمسعى توطيد السلم الاجتماعي وبناء أجواء الانسجام والعطاء المهني المثمر،
فإنها تسجل ممارسات مقلقة تدعو إلى وقفة مسؤولة لمعالجة الاختلالات القائمة.
وتؤكد النقابة أن نقطة الخلاف
الرئيسية في هذا التصعيد من قبل الإدارة هي المرتبطة بتنزيل بنود (ميثاق السلوك
وأخلاقيات المهنة) المصادق عليه من قبل الإدارة والصحفيين ، والذي يقر حق صحفيي
الوكالة " في تولي المهام على أساس مبادئ الإنصاف وتكافؤ الفرص(...)".
وتماشيا مع هذا الميثاق الذي ينص
على أن "ضمان احترام مقتضياته من ضمن مهام مجلس التحرير الذي سيتم إحداثه
لاحقا "، تستغرب النقابة
من رد الفعل التصعيدي و ضيق صدر الإدارة ضد ممثل الصحافيين، الذي لم يرفض المشروع
الذي تقدمت به حول نظام التعيينات بالمكاتب الدولية و الجهوية، داخل لجنة التسيير،
بل طالب فقط بضمانات مسطرية بسيطة لتنزيل معايير مبدأي الحكامة والشفافية التي نصت
عليها بنود ميثاق السلوك وأخلاقيات المهنة، من قبيل الإعلان بشكل موثق عن قائمة
المرشحين للمكاتب الجهوية أو الدولية، قبل أسبوع من بث اللجنة في التعيينات ،
لتأكد المعنيين بأن طلباتهم قد أخذت بعين الاعتبار، وهو ما رفضته الإدارة.
و طالب أيضا، في إطار مشروع
الحكامة، بتعليل القرارات السلبية مثل حالات إعفاء مسؤول بمصالح التحرير من مهمة،
أو إنهاء مهام صحافي بمكتب جهوي أو دولي قبل الفترة المحددة، لكن الإدارة واجهت
ذلك بالرفض بدون مبرر .
أما فيما يتعلق بمسطرة طلب
الترشيح لتولي مسؤوليات رؤساء التحرير ومدير الإعلام، فقد اقترح ممثل الصحافيين
تأجيل البث فيها و طرحها منفصلة على المجلس الإداري المقبل، للمناقشة و التداول في
مقترحات ملائمة توفق بين الدور الاستشاري للجنة، المكلفة بهذا الموضوع، و الصلاحيات
التقريرية للمدير العام و المجلس الإداري، بهدف فتح فرص تقديم الترشيحات لمن تتوفر
فيهم المؤهلات و الكفاءة لشغل هذه المناصب.
إن الخلافات حول هذه القضايا مسألة عادية و
لا تستدعي كل هذا التصعيد الذي افتعله مدير الإعلام، ضد ممثل الصحافيين، بهدف
تغييب إثارة هذه النقاط في الاجتماع المقبل للمجلس الإداري للوكالة، و هي مقترحات
تطرح حاليا في جميع قطاعات الإعلام، و في كل مرافق الإدارة العمومية، في إطار
تفعيل مبادئ الدستور التي تنص على الشفافية
و تكافؤ الفرص في إسناد مناصب المسؤولية.
كما أن من شان افتعال النزاعات مع ممثل الصحافيين و النقابة الوطنية
للصحافة المغربية أن يلهي الصحافيات و الصحافيين بالوكالة و الرأي العام، عن
الأوضاع المادية لصحافيي الوكالة، الذي تؤكد النقابة الوطنية للصحافة المغربية أنه
لم يعد مقبولا استمراره معلقا، ويفرض تجديد التعبئة و حشد كل القوى و رص الصفوف من
أجل تحريك هذا الملف المطلبي العادل.
الرباط في
31 دجنبر 2012