الأحد، 15 يونيو 2014

النقابة بأهلها وليست بصفات يحصل عليها الزملاء داخلها وكفى ..


كتب: أحمد الجلالي

        بات واضحا أن مرحلة ما بعد مؤتمر الصحافيين بطنجة، عاصمة الإعلام المغربي، ستكون ساخنة على الجسد الإعلامي المغربي. وبصرف النظر عن أجواء المؤتمر وما قيل خلاله وبعده، فإنه خرج على الأقل بجملة من المكتسبات : تنظيم المؤتمر في طنجة وفي بيت الصحافة بها مما يؤشر إلى رغبة في الخروج من محور الرباط البيضاء في مغرب الجهات، توسيع المجلس الوطني الفيدرالي، الزيادة العددية للعنصر النسائي في هياكل النقابة، انتخاب زميل من الصحراء في المكتب التنفيذي،التصديق على رئيس لبرلمان للنقابة أي المجلس الوطني، الاحتفاظ بالزميل يونس مجاهد كطاقة نضالية ورمزية ضمن أعلى هرم النقابة الوطنية للصحافة المغربية، انتخاب الزميل عبد الله البقالي الذي بدا المغناطيس الذي سيلتئم حوله الزملاء رئيسا للنقابة، الخروج ببيان جيد سمى الأمور بمسمياتها، ولا سيما الإشارة القوية ضمن البيان الختامي للوضعية الكارثية لزملائنا في يومية “الخبر” لصاحبها العلمي، ومساندة الزملاء في القناة الثالثة ضدا في فرعونها.
          نعود للارتدادات الزلزالية لمؤتمرنا.أغرب ما استوقفني هو بيان بوزردة بشأن النقابة ومؤتمر النقابة، ومالية النقابة…ومع الإقرار بحق الناس كل الناس في ممارسة النقد، فإن صرخة بوزردة جاءت في الوقت الغلط، أي لم ينتق لها صاحبها اللحظة المناسبة وبالتالي فالرسالة لم تصل “بالفن”، بقدر ما جعلت صاحبها عرضة للاستغراب: فبوزردة لم يعرف عنه أي نضال، ولا في المهنة هو رجل باع وسجال. وفي بلاغ النقابة الأخير ما يكفي ويزيد عن أي بيان أو تبيين.
         لقد اعتاد أصحاب المؤسسات الإعلامية المغربية على “شرملة” الصحافيين وطردهم وإهانتهم في وضح النهار، والويل والثبور لكل من سولت له نفسه الأمارة بالمهنية والكرامة أن يرفع عقيرته بالصوت أو الكلمة. والباطرونا ليست قوية بمقوماتها فقط بل بضعفنا نحن أيضا.لقد كان في كلمات وحال الزملاء المناضلين المشتغلين في مؤسسة العلمي أثناء المؤتمر ما يدعو إلى أحد أمرين: إما انتفاضة نضالية نسير فيها إلى آخر الطريق أو نعلن الرضا بالواقع كما هو وننسى مفردات النضال أو ننسحب من مهنة يشاء لها أن تصبح مرتع الظلم والنفاق.
حالات الطرد والتشريد كثيرة، وأسماء زملاء كثيرين تحضرني كأحمد الأرقام ورضوان حفياني الذي مازال ملفه عالقا في محكمة الاستئناف بالبيضاء بعد اكثر من عقد من الكرفي في يومية الصباح…وليعذرني من لم اذكر أسماءهم.
       ها قد عقدنا مؤتمرنا وانتخبنا قيادتنا وهاهي ذي الوضعية قاتمة من “الخبر” إلى القناة الثالثة التي تفرعن فيها “أبوطبسيل”، دون أن نغفل وضعية الزملاء في قناة “ميدي آن” فأينكم يا هؤلاء : أين الذين أصابهم السعار للوصول إلى هياكل النقابة الوطنية خلال المؤتمر ورفعوا عقيرتهم وفعلوا المستحيل فقط كي يصلوا…أرونا همتكم النضالية الآن: هل أنتم مستعدون للوقفات والخروج للاحتجاج وبسط ظهوركم لزراويط رجال الأمن؟ بل هل أنتم مستعدون لأضعف النضال والإيمان، عبر تبني قضايا زملائنا إعلاميا في وسائل إعلامكم التي تديرونها أو تشتغلون لصالحها؟ أم أن الغاية كانت اكتساب الصفات وإلى مؤتمر قادم وتكوليس قادم وحروب صغرى تافهة مستقبلا؟؟؟
أين الذين انتقدوا وينتقدون دور نقابة الصحافيين وكأنهم قدموا لها دماءهم ومناصبهم وأموالهم وهي قصرت في حقهم؟ أينكم يا سادة ويا سيدات، أم تراكم تفضلون فقط شم رائحة العصيدة عن بعد وعدم المغامرة بوضع أياديكم فيها لأن العصيدة حامية وأقوى من جلدكم؟
        لا يأس مع الحياة ولا تراجع مع وجود إطار عمره نصف قرن في ملك جميع صحافيي المغرب يكاد يكون الإطار الوحيد الذي لم يتعرض للانشقاق و التشقيق.هذه قناعتي.وإليكم باقي وجهات نظري ومطالبي علنا :
ـ على القيادة الجديدة لنقابتنا أن تجد آلية لتشغيل هياكل النقابة بشكل فعال عبر إسناد المهام للأكفاء فقط وتتبع ومحاسبة الجميع من منطلق المردودية، ومن أثبت جدارته شكرناه وتمسكنا به وأشدنا به أو بها سرا وعلانية، ومن عجزوا في أول اختبار عليهم أن يتركوا مكانهم للأصلح.المفروض أن نتحدث بمنطق صريح لا مجال فيه للمجاملة مهما كان، من أجل الصالح العام.
ـ نريد من المجلس الوطني المنتخب أن يكون مجلس ديموقراطية وإبداع وقوة اقتراحية عملية، بدورات تعقد في وقتها،لا مجلس كسلاء صوريا أو مجموعة فاشلين متواكلين.وعلى الزميل يونس مجاهد المعول بمراسه النضالي والتسييري أن يخرج من أعضاء المجلس أحسن ما لديهم وأن يعاقب المتغيبين ويفرز الكفاءات ويقودها إلى العمل.
ـ يجب أن يصير المكتب التنفيذي خلية نحل باشتغال ذؤوب عبر تكليفات محددة.ففي هذا المجلس هامات إعلامية مثل الزميل سعيد كوبريت ـ الذي بقي عدم ظفره بمنصب نائب الرئيس غصة في الحلق وعلامة استفهام في العقل ـ هذا الرجل الذي سيبقى مكسب بيت الصحافة وترؤسه للمؤتمر السابع نقطة ضوء في سجله المهني، يمكن أن يقدم الكثير.وما نعرف عن عبد الله البقالي من صرامة وحمية مهنية نريد أن نراها مترجمة في تدبيره تشغيل أعضاء المكتب التنفيذي.هذا أملنا.
        كون مجاهد اتحاديا وكون البقالي استقلاليا فهذا حقهما الطبيعي في العمل السياسي، ولا يهمنا جمع اي كان بين المناصب، وشرطنا الوحيد أن يتمكن من التوفيق بين المهام التي على عاتقه وألا يكون نشاطه السياسي أو الجمعوي أو الثقافي على حسابنا نحن من انتخبناه. وقد استبشرت قبل يومين حين وجدته صبحا في المكتب منهمكا في العمل.
أن يكون عبد الله البقالي نائبا برلمانيا ويونس مجاهد عضوا في المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، فالأمر في صالحنا لتحقيق مكاسبنا وإيصال صوتنا بشكل أفضل، ويا ليثنا كنا نتوفر كصحافيين على زملاء في الغرفتين معا. ألسنا قطاعا مهنيا نوعيا يستحق أن يمثل في الغرفة الثانية؟ فكروا فيها جيدا ولا تقولوا إن الخيال اشتط بي بعيدا.
أخيرا، النقابة بأهلها وليست بصفات يحصل عليها الزملاء داخلها وكفى.أرونا هممكم جميعا، نريد أن نكون نقابة حقيقية وليس مجرد [ن] نقاب [ة] قوسين أو أدني. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق