الاثنين، 7 أكتوبر 2013

"مراكش الخروج"


"مراكش الخروج" انتاج سينيمائي ألماني ماهر بمشاركة شخصيات مثيرة  يتصادف مع ذكرى جد مهمة : 50 سنة للهجرة المغربية بألمانيا ...

ـ سامي الشرشرة

        تعود المخرجة الألمانية "كارولين لينك" عبر فيلمها الجديد "مراكش الخروج" (في قاعات السينما الألمانية ابتداءا من 24 إكتوبر) للقارة الأفريقة, التي كانت لها دورا كبيرا في حصول المخرجة على جائزة الاوسكار سنة 2003 على أدائها في الفيلم "لا مكان في أفريقيا". كارولين لينك تختار هذه المرة المغرب, ليكون كواليس فيلمها الجديد, الدي يحكي قصة عائلية درامية في نطاق اصطدامي للحضارات و الثقافات بين ألمانيا/الغرب و المغرب.
     و أحسنت المخرجة في اختيارها للمغرب بحكمه البلد الأفريقي الكثير الانفتاح على العالم و لايقبل بدور أقل من كونه مهد الحضارات و الثقافات و الأديان عبر العصور. و لكن بحكم انتمائه للعالم العربي فلم تمر موجة "الربيع العربي" على هذا البلد الاسلامي بدون نأثير, حيث يعيش المغرب اليوم تقلبات أجتماعية واسعة. لكن المخرجة الألمانية استطاعت فعلا في جس جوانب من هذا النبط الاجتماعي المغربي و اقحام العديد من هده التقلبات الاجتماعية في سيناريو الفيلم ما يزيد للفيلم مصداقية و ثقل سينيمائي.
دراما عائلية

        الممثل أولريش طوكور يشخص دور المخرج المسرحي المشهور هاينريش الذي يشارك بمهرجان مسرحي دولي بمدينة مراكش برفقة إبنه "بن" الذي سيكون المغرب بالنسبة له مغامرة من ألف ليلة و لية. الابن المراهق يجهل محيطه الجديد بالمغرب كما يجهل أبوه المخرج الذي سيقضي معه عطلة صيفية بعد مدة زمنية طويلة. كلما انغلقت العلاقة بين الأب والابن, كلما انفتح "بن" عن المغرب شيئا فشيئا و ابتعد عن المحيط الفندقي الرفيه الذي حصر الأب هاينرش نفسه فيه. "بن" سيقع في حب كريمة (حفصية هيرزي) التي سيتبعها الى قريتها في ريف جبال الأطلس. هذا الوضع سيلزم الأب هاينريش على ان يستدرك ابنه بالبحث عنه. هذه الرحلة الاستكشافية ستكون نقطة الوصل بين الأب و الابن الذين سيقطعون أشواط في التعارف على البعض.
    "مراكش الخروج" هي مغامرة شيقة و قصة عائلية درامية تهز شعور المتفرجين. لكنها في نفس الوقت قصة حب لاتبالي بالأعراف و الحدود الثقافية و الحضارية. هي قصة غرام برمزية قوية تتيج مجالا كبيرا للتأويل. مراكش الخروج هي أيضا رحلة. رحلة تجاه الآخر و في نفس الوقت رحلة الى نفسه. بامتياز استطاع الطاقم الابداعي حول المخرجة الألمانية في تغذية هذه الرحلة بصور رائعة, مميزة و مبهرة عن المغرب و المغاربة رفقة موسيقى سينيمائية جد معبرة.
ابداع في التمثيل

     المخرجة المميزة كارولين لينك اعتمدت على الاستغناء عن أي صورة نمطية حول المغرب و المغاربة, مع أنها لم تفلح طول الفيلم في هذه المهمة الصعبة. ولكنها مع ذلك نجحت بامتياز في الرقص على نغمة المشرق بالمغرب وايضاح صورة للتناقدات الاجتماعية المغرب. أبداع كبير في التمثيل لا يوثق لـ "أولريش طوكور" فقط و انما خاصة للمثلة الفرنسية من جذور مغاربية حفصية هيرزي التي تميزت في دور كريمة التي تعيش بين عالمين. عالم متحفظ في قريتها بالأطلس و عالم مفتوح مغري بالمدينة الصاخبة مراكش. هذا الدور لم تنجح حفصية هيرزي فيه الا بحكم تجربتها الكبيرة حيث شاركت في أكثر من 15 فيلم سينمائي و حصلت سنة 2008 على الجائزة الفرنسية "سيزار" كأحسن ممثلة ناشئة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق