السبت، 19 أكتوبر 2013

لا أطيق تصرفات السيد رئيس الحكومة


بقلم : حسن أبوعقيل - صحفي       

... كفانا منك ماسبق من نعثكم للصحافيين بأنهم ماشي رجال ، واستخفافكم بصحافيين ضيوفا عندكم وبإقامتكم , فأينكم السيد رئيس الحكومة أمام وضعية 3 زملاء طردوا تعسفا من منشأة صحفية تدعمها الدولة  ويشارك حزبها في حكومتكم ؟ فكيف يعقل لحزب لم يسوي وضعية 3 صحفيين أن يدبر الشأن العام لما يفوق 30 مليون نسمة ؟ وكرئيسا للحكومة من واجبكم أن تتدخلوا لحل هذا النزاع  وإعطاء تعليماتكم لوزير العدل بتسريع النطق بالحكم حتى لا يمد هؤلاء الرجال ايديهم اللي يسوى واللي مايسواش  (...)

حسن أبوعقيل - صحفي        
        كل من شاهد رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران وهو يتكلم  مع الصحافيين المختارين لرفع أسئلة الشارع المغربي ليجيب عنها , يجد نفسه في حالة عصبية  وتأثر شديد من خلال الطريقة التعسفية التي يتعمدها للإستخفاف بمن أمامه  وتحقيره أمام المشاهدين في محاولة  لردع الباقي من الزملاء  (...) فما هي رئاسة الحكومة ؟
      رئاسة الحكومة لا تعطيك السيد بن كيران  القوة  والتسلط  , ولن تعطيك الحرية في القفز على حرية الآخرين .  فرئاسة الحكومة أحنا اللي كنخلصوها من فلوسنا  يعني أنك  مجرد خادم لرعايا الملك لا أقل ولا أكثر والمنصب ليس بالدائم , فلا يعقل  مثل هذه التصرفات أن تصدر عن رئيس الحكومة المغربية مهما كان المستوى السلوكي للصحافيين او اي طرف آخر .  فكان عليكم  إعطاء النموذج الصالح والمتزن والمتخلق بسلوك  المدرسة المحمدية التي ورثناها عن السلف الصالح باعتباركم واحد من المسلمين .
شخصيا كنت من بين الزملاء الذين كانوا يأملون في التغيير والتصحيح وأن تكون رئاسة الحكومة  جنبا لملك البلاد الذي يعطي أهمية كبيرة للصحافة المغربية  , وهي في الدول الديمقراطية  " صاحبة الجلالة " لسموها في المواثيق الدولية ، وهي السلطة الرابعة لقوتها في تتبع أشغال الحكومة والبرلمان الذي اعتبره الراحل الحسن الثاني " سركا "  وأراده الملك محمد السادس ألا يصبح مرتعا " للمصارعات السياسوية "  فأي برلمان تريده أن يحاسبك  دون الصحافيين ؟ هل النوام أم المختفون أم الذين صوتوا ضد  مساعدة الفقراء بمبلغ 900 درهم ؟
       كصحفي مهني لن أقبل على نفسي أن أحاوركم  في مقر إقامتكم  , ولن أسمح  لكم  بمخاطبتي بلهجة  الإستخفاف والتحقير  ليس لكوني " صحفي " بل لأني مواطن مغربي لدي حقوق  من الواجب على رئاسة الحكومة أن تضمنها لي ولغيري  منها " الكرامة " . فإذا كان خطابك بالشكل الذي تم  في هذا اللقاء ، فإنك تعطي رسالة مشفرة لمن لايريد للصحافة أن تسمو في هذا البلد  باعتباركم رئيسا للسلطة التنفيذية . وهنا أشكك في من وراء إعطاء أوامر إنزال العصي والهراوات فوق الرؤوس وقمع الصحفيين بكل الوسائل المتاحة وقد نشكك كذلك في كون عدم المتابعات  لمرتكبي هذه الخروقات رغم أدلة الفيديوهات والشرائط والصور (...)
     السيد رئيس الحكومة  , إنك رئيس على حكومتك  ومسؤول على تطبيق برنامجها  ولكم صلاحيات دستورية  لكن لست رئيسا على المواطنين , لأن المواطنين علاقتهم مع ملك البلاد فهو رئيس الدولة  وهم رعاياه وانتهى الامر (...) وكصحافيين لنا صلاحيات ومسؤوليتنا مرافقة للرأي العام لا تحيد عن المجتمع لا تحيد عن السياسة ومرافقها فنحن نسهر على الشعب من خلال  الرأي العام في غياب تام لمن صوتنا عليهم ليمتلوننا في البرلمان  لكن اكثرهم  صم بكم وعمي ... فهل لكم الرغبة في تكسير أقلامنا و تقييد ألسنتنا ؟ وهل لكم الرغبة في أن نقول  " العام زين " التي يتبعها مهرجانات الذل والعار وهدر المال العام  وحمل شارة الضعف التي سجلها التاريخ تحت شعار " عفا الله عما سلف " ، الذي بموجبه تم احراق  ملفات تبدير أموال الشعب وإفراغ الخزينة العامة ورفع رواتب الوزراء والنواب خدمة للتصفيق والتطبيل فما هو دور النائب " المحترم " أمام دور قضاة المغرب  ورواتبهم الهزيلة أمام ملايين القضايا والملفات و أمام تجسيد العدالة وتحقيق الحق وتطبيق القانون ؟ أليس من المعقول أن ترفعوا من رواتب هؤلاء القضاة بدلا من إعطائها لنائب  لا يعرف طريق الرباط إلا في دورتين وفي حضور الملك لافتتاحهما . وعلى أي أساس يقدم لهؤلاء تقاعد  يوازي تقاعد 3 قضاة  فبالله عليكم أين وعلى من تقع المسؤولية ؟ تقاعد  النائب يعادل مجموع تقاعد 6 معلمين  الذين كونوا  أجيالا وأجيالا ويعيشون الذل والهوان في هذا الزمن الاحذب .
     تعاملكم السيد رئيس الحكومة مع الصحافيين وكأنكم تؤدون لهم الرواتب الشهرية  أمر عجاب , فكفانا منك ماسبق من نعثكم للصحافيين بأنهم ماشي رجال ، واستخفافكم بصحافيين ضيوفا عندكم وبإقامتكم , فأينكم السيد رئيس الحكومة أمام وضعية 3 زملاء طردوا تعسفا من منشأة صحفية تدعمها الدولة  ويشارك حزبها في حكومتكم ؟ فكيف يعقل لحزب لم يسوي وضعية 3 صحفيين أن يدبر الشأن العام لما يفوق 30 مليون نسمة ؟ وكرئيسا للحكومة من واجبكم أن تتدخلوا لحل هذا النزاع  وإعطاء تعليماتكم لوزير العدل بتسريع النطق بالحكم حتى لا يمد هؤلاء الرجال ايديهم اللي يسوى والي مايسواش  (...)
      السيد رئيس الحكومة ،  لو كنت من بين الحاضرين من الصحافيين داخل إقامتكم , لانسحبت فورا مع الاحترام والتقدير , فمتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟... لا اطيق مثل هذه التصرفات  ولا أقبل  رفع اليد كما لا أقبل قمعي بأي شكل من الأشكال . فربما يعرفني الكثير بأني وطني وملكي أكثر مما تراه في نفسك السيد رئيس الحكومة لكن لا أطمع في منصبكم ولا في حكومتكم  ولا برلمانكم ،  ففضلت العيش خارج الوطن  لأخدم بلادي من موقعي على غرار كثير من المهاجرين حتى إشعار أخر  (...)
     السيد رئيس الحكومة  , كلنا نعرف أن الرجل هو الكلمة , لكن الكثير من الكلمات والجمل  بفعلها ومفعولها ونعثها وحالها  تحولت إلى  مودة وحب وائتلاف باسم المصلحة الوطنية  فأين تتجلى هذه المصلحة وأين الشعب منها وهو يدفع فواتير الزيادات ويرى بأم عينيه النتاقض في الخطاب والواقع  بدلا من تكريمه- الشارع المغربي -  لخلقه الاستثناء في زمن الربيع العربي .
أهمس قبل ان اختم مقالتي في أذن السيد عبد الإله بن كيران  , المنصب الوزاري منصب سياسي فحافظ على سمعتك سياسيا  قبل  أن تغادره ، فكثير من الوزراء لا يٌسأل عنهم اليوم بعد تقاعدهم , فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر  ومن تواضع لله رفعه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق