السبت، 5 أبريل 2014

التشرميل ... وما إليه


هذا التشرميل مناين جا. واشنو سبابو كلشي ك يهدر عليه. هاد الشي بدا ك يخلع..
                           
ــ محمد الصقلي

الجنوح السلوكي لدى فئات كبيرة من شبابنا، بما يتفرع عن هذا الجنوح من انحراف وعنف وإقبال على الإجرام، الظاهرة باتت مقلقة وحرجة بحيث تكشف عن جوانب اختلال في برامج الحكومة لمواجهة هذه الآفة، كما تتجاوز قدرات المجتمع المدني على الاستيعاب والتأطير والتوجيه.
          نسبة مئوية عالية من شباب ما دون الخامسة والعشرين تحديدا المنحدرين من أوساط وطبقات اجتماعية تعيش إما الفقر أو على أعتابه.، هم مورطون في هذه الممارسات لأن هناك بيئة منتجة لهذه العقلية عقلية التخريب والعنف  والجريمة..  تغيرات كثيرة وعميقة طرأت على بنيات المجتمع نشأت عنها تحولات حادة في حياة الأسر، وفي علاقة الأبناء بالأبوين ثم بالمدرسة حيث سرعان ما يتعثر الشاب ويبدأ مسلسل التقهقر و التخبط في السلوك مع بداية المراهقة للدفع باتجاه منحدر الخطيئة..  
          يجب أن لا ننكر أن هؤلاء الشباب يشكلون جزءا من شرائح أكبر من الجيل الحالي بشكل عام ، إن لم يكونوا  يعانون الفقر أو الإحباط وتمكنوا من ملامسة النجاح في حياتهم الدراسية وانتظموا بالتالي في سلك الشغل والوظيفة والمناصب، إلا أنهم يعانون على المستوى النفساني  والعاطفي من وطأة شرخ في الشخصية يعبر عن نفسه بطريقة أو بأخرى في سلوك الفرد في حياته اليوميه مابين البيت و الشغل والشارع والعلاقة مع الجنس الآخر وفي العلاقات الخاصة والعامة. هذا الشرخ ناتج عن ظاهرة متنامية على وتيرة متسارعة وهي غياب المرأة عن البيت  أو بعبارة أكثر تحديدا بالنسبة للأمهات الشابات، أي ابتعادهن عن الأبناء.وهذا الابتعاد تفرضه التزامات العمل للمرأة العصرية في الحواضر. من الموظفة أو المسؤولة وصولا إلى الطبقات العليا في المجتمع أي الوزيرة والنائبة البرلمانية.ورئيسة المقاولة. . .
         لقد أصبح  طبيعيا بحكم التحولات الجذرية والمرتبطة بعلاقات الإنتاج، أن تعهد المرأة بطفلها الرضيع إلى روض أطفال، بمعنى أنها تسلمه لمؤسسة أ, قطاع غير مهيكل، هي عبارة عن شقة أو منزل تتولى فيه بضع البنات في سن مبكر إما حاصلات على الباكالوريا أو ما دونها، توضع على عاتقهن مسؤولية القيام على خدمة أطفال من مختلف الأعمار من الرضيع إلى ما حدود الخامسة. بينما هؤلاء الفتيات غير مؤهلات لم يتم إعدادهن  لهذه المهمة التي تبدو سهلة بحيث لا يرى فيها الكثيرون غير الالتزام بفترات الرضاع و تغيير الحفاظات، بينما الأمر يتعدى ذلك بكثير بحيث أن الطفل في هذه المرحلة هو بحاجة ماسة أولا وأخيرا إلى رائحة أمه.. إلى صدرها وحليبها والإحساس بأنفاسها وشم رائحتها وسماع صوتها. بما يضمن له ليس الغذاء المادي الجسدي فقط بل الغذاء النفسي والروحي والعاطفي . من هنا تترسب في لاوعي الطفل مشاعر الحرمان والحاجة المتزايدة إلى إشباع خصاص عاطفي نفساني لا يمكن أن يتوفر لديه إلا في حضن والدته ودفء أنفاسها.
        غني أيضا عن الذكر أن الآلاف من الأطفال بمجرد مغادرة المدرسة في المساء يتدفقون على الشارع العمومي بفعل غياب الأم في العمل. وهو ما يجعله عرضة لتأثيرات غير محسوبة النتائج.. إنه الجيل الذي نشأ وترعرع بعيدا عن أعين الأم محروما من حصص الحنان الضرورية لنمو العادي والاعتيادي لطفل في مثل سنه.. الكلمة برأيي هي للأمهات اللواتي يعشن هذه الحالة أي ما يمكن أن نعبر عنه بالانفصال الجسدي الذي يشكل هوة بين الأم والطفل من الولادة حتى سن العاشرة، وأيضا بالانفصام نفسانيا وعاطفيا وسلوكيا.. وأعتقد أن الظاهرة نبهتنا إلى شيء في منتهى الأهمية. ودقت ناقوس الخطر. فكل يبدو جنوحا وانحرافا ويتخد له تمظهرات شتى تدعو للقلق إنما هو نتيجة لأسباب عدة بالغة التعقيد والاختلاف لكن من بينها وفي مقدمتها الإخلال بدور الأم الأساسي في بناء شخصية الطفل طفل اليوم الذي يشكل ضمانة المستقبل ممثلا في جيل المستقبل من الجمنسين.
فتاة شرمولة

مرة أخرى هاد الشي بدا ك يخلع.. واشنو سبابو ؟ هذا التشرميل مناين جا. كلشي ك يهدر عليه.. علاش ما نسولو شرائح من الأمهات في ظاهرة الجنوح في سلوكيات شبابنا ؟..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق