الأربعاء، 26 مارس 2014

البرلمان الدّانماركي ينهي الجدل حول الاعتراف بالجمهورية الصحراوية




       كما توقعنا من قبل؛ فقد تابعنا اليوم الموافق لـ25 مارس 2014 ومنذ الصباح الباكر، في قبّة البرلمان الدانماركي، إسقاط ما طال انتظاره حول قيام (الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية) المعلنة من قِبل جبهة البوليساريو، وذلك بإجماع سبعة أحزاب من أصل ثمانية منتظمة في البرلمان الدّانماركي، أي أنّه لم يتخلّف إلّا "حزب القائمة الموحدة" مقدم المقترح. لينقلب السحر على السحرة، ويسقط مقترح الاعتراف بالدولة الوهمية المزعومة، لينتهي بذلك الحشد والحراك والجدل الذي دندنت حوله جبهة البوليساريو منذ سنين بلا رجعة. وهكذا تنضم مملكة الدّانمارك إلى المنتظم الدولي وتقف مع الشرعية، مزكية وداعمة لجهود المغرب الذي تقدم بمشروع حضاري متمثل في مبادرة الحكم الذّاتي الذي سيمكن من إحداث تنمية شاملة بالأقاليم الجنوبية وسيؤدي بدوره بلا شك إلى تعزيز الثقة والتلاحم والتعاون بين جميع شرائح المجتمع المغربي من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب. وتقف داعمة كذلك لتوجه الاتحاد الأوروبي الدّاعم للمنتظم الدولي من خلال جهود الأمم المتحدة ومبعوثه الخاص للصحراء.
      هذا، وقد عللت الأحزاب السبعة رفضها بترك الفرصة كبيرة أمام المنتظم الدولي، وعدم التشويش على جهوده. معلوم أنّ المقترح المطاح به قد أدرج بـاسم ب 40 (B 40) في جدول أعمال جلسة اليوم، وقد مثّلت الإطاحة به خيبة أمل لأعضاء جبهة البوليساريو وصفعة لداعميهم من دول الشمال الاسكندنافي الذين بذلوا الجهد للتأثير على الأحزاب من أجل الدفع بالموافقة على الاعتراف بالجمهورية المزعومة دون جدوى، والذين حضروا اليوم آملين في رفع راية الدولة الوهمية على غرار ما حدث في السويد.
       تحية خاصة للمملكة الدّانماركية على هذا الموقف العادل، وتحية خاصة للدبلوماسية المغربية الرسمية، وتحيّة خاصّة أخرى للدبلوماسيّة الموازية المتمثلة في جمعيات المجتمع المدني الفاعلة والمؤثّرة في الدّانمارك، رغم قلة إمكانياتها وحيلتها وعدم اكتراث المسؤولين بجهودها على هذا الإنجاز الرائع، وإذا كان لنا من كلمة بمناسبة هذا الحدث الكبير؛ فإننا نشكر كل الذين وقفوا إلى جوار المغرب في كل المنتديات، كما ندعو إلى مزيد من التألق والإنجاز والتعاون والتنسيق، حتى يعود المغرب إلى موقعه الأصلي والرئيس في القارة السمراء، وينطلق مشروع المغرب العربي الكبير، وتتوحد المنطقة وتندمج في تعاون يعود على الجميع بالسلم والسلام والتنمية والازدهار...

ـ العبور الالكترونية ـ الأربعاء 26 مارس 2014

كتبه : محمد هرار 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق