الأحد، 23 مارس 2014

قصص ممنوعة من النشر !!!


ــ مصطفى لمودن


         الأصدقاء والصديقات، القصص القصيرة التالية، أرسلتها لجريدة الاتحاد الاشتراكي في 2013/11/25 لتنشرها في الملحق الثقافي، عبر بريدها المسجل في الجريدة، لان الملحق بدون عنوان!! وهو ما أشار علي به صديق فايسبوكي عضو في هيأة التحرير، وكما سبق وأعلنت عن التعامل السلبي لملحق جريدة العلم "، الذي يسيره محمد بشكار، مع قصة "الكاط كاط واللوحة". فنفس التجاهل يقع مع الملحق المشار إليه والذي يسيره سعيد عاهد.. لو لم تكن هاتان الجرديتان تتوصلان بالدعم العمومي لما اشرت لهذا الجفاء.. ولو أن هاذان الملحقان يتعاملان بشفافية، وأن هناك لجنة تفرز ما تتوصل به وتنشره وفق الاستحقاق لما تكلمت.. إن النشر يتاح لاعضاء القبيلة والخلان ومن يتوسط له أحد آخر.. الأمر الذي استنكره بشدة.. لا أدعي أنني كاتب لا يشق له غبار، لكن، معروف "الفرز" الخاص جدا الذي يحدث هناك.. إليكم ما أرسلته لملحق "الاتحاد الاشتراكي" ..



///مقيم في أمستردام!///
سألته عن الجبن الهولندي، وعن طواحين الهواء وعن سمنة نساء هولندا وعن مذاق النسيم هناك.. طفقت دون توقف أطرح أسئلتي على صديق من بني جلدتي شوقا لمعرفة خبابا دول الضباب البعيدة خلف البحار.. فرد من خلال بريد الفايسبوك الخاص مختصرا الفجاعات بقوله إنه يقيم بيننا داخل أسوار الوطن، لكنه يحلم بعالم تسود فيه الحرية، لهذا اختار إقامة افتراضية في هولندا..
***********************
///الضلع الأعوج ///
قيل له التي بجانبك ضلع أعوج.. صمتت ولم ترد عن تساؤله.. كاد يلقي في وجهها صيحة مدوية.. بلع لسانه، اختنق، سقط مدرجا في حيرته.. فاحتضنته بين ذراعيها.. توسد صدرها الدافيء.. همست، أنت حبيبي وكفى.. انتعش، هدأ روعها، انتفض، قامت تسنده..ومشيا معا نحو البحر..كانت الشمس ترنو وتبتسم، لوحت، مالت مودعة.. تعانقا، داعبهما معا نسيم المساء.. ونسيا حكاية الضلع الأعوج..
****************
///بــــيــــــاض ///
جمعتنا الصدفة، جلست بجانبي على متن قطار بطيء، فامتلأ المكان بكيميائها الخاص.. قبل أن يتشعب الحديث بيننا نحن ركاب المقصورة، كانت قد أخرجت رواية وركزت نظرها عليها، لكن الحديث الدائر في المقصورة جعلها تتدخل لتدلي برأيها... كنت أستمع إليها باهتمام وألاحظ أنها بدورها تصيغ السمع لما أتحدث بدوري.. في المحطة القادمة فرغت المصورة، بقينا لوحدنا، فظهر أنه ليس من داع لنستمر في نفس النقاش وقد كانت وجهتا نظرنا متقاربة.. غيـّـرنا الحديث في شؤون الأدب والسياسة والتاريخ.. قمت لأودعها حينما وصل القطار لوجهتها، رافقتها إلى الباب، عندما توقف القطار وكانت قد مدت إحدى رجليها إلى الخارج، تراجعت ، فتحت حقيبتها اليدوية، وأهدتني كراسة من حجم كبير بدفتين متينتين عليهما رسوم وروود مختلفة وحورية بحرية. بمجرد عودتي إلى مقعدي شرعت أتصفح الكراسة باهتمام بالغ، أقلب الصفحات فأجدها بيضاء، إلى آخر صفحة، فإذا بهذه الجملة، " يرجى إعادة القراءة".. رسالة بليغة دفعت بي للعودة إلى المحطة التي نزلت فيها هذه الفتاة الحكيمة.
**********************
///لقد تركتني///
ما أن وصلت حتى أخرجت حقيبتي الصغيرة من الحقيبة الكبيرة، أدخلت فيها يدي، أتحسس موجوداتها، أفرغتها أمامي، فإذا بها تقف مستقيمة، تأملتها، كنت قد نسيت أنني وضعتها هناك، كان ذلك منذ أيام، تنظر إلي شزرا، تخلل شعرها بأناملها الدقيقة، التفتت يمنة ويسرة، وأطلقت ساقيها للريح، حاولت الجري بدوري خلفها، أطبقت قبضتي على الهواء، لم أستطع مجاراتها، فتوقفت ألهت، بينما هي كانت قد اختفت عن مجال بصري.. لملمت شتاتي ومشيت مطرق الرأس.. لقد تركتني.
************************
///كجريان النهر الخالد!////
تساءل الرجل عن حفيديه وقد غابا عن ناظريه، لم تدر الجدة وهي بجانبه جوابا، حدقا معا جهة الباب ثم النافذة فالشرفة المفتوحة.. قالت له متلعثمة:ـ "لا تظنن أن حفيدينا طارا من الشرفة!!". ضحك الرجل حتى بانت أسناه الاصطناعية البيضاء وهي مرصوصة بعناية، ورد:ـ"لا، ظننتهما تسربا مع المجاري!!".. أردفت المرأة وهي ترتجف:ـ " لن تنتهي من مزاحك يا رجل..".. وضحكا معا.. وإذا بالحفيدين يرجعان ومعهما فتاتين في عمرهما.. ابتسم الجد ومال على أذن زوجته هامسا: ـ" وتستمر الحياة يا حلومتي!".
****************
////يوم الحظ السعيد////
كان الطقس شديد الحرارة، وفي منتصف النهار بالضبط، ظهر لي شيخ يهرول وهو مقوس الظهر في اتجاه الجبل.. هالني حاله، هرولت لألحق به، بدا لي كأنني أعرفه، لكن دون أن أحدد بدقة من يكون، ومتى وأين رأيته.. سألته عن حاله، فلم يرد، ولم يكترث لتواجدي جنبه، يده على عكازه وعينه نحو الجبل وقدماه تتجرجران.. دنوت منه أكثر، وضعت يدي على كثفه، فقال دون أن يتوقف: ـ"ماذا تريد يا ولد؟".. لم أرد بشيء، نسيت لمَ أنا هنا أصلا. فأضاف: ـ" أسرع، أسرع، لنسرع معا، علينا أن نكون فوق قمة الجبل قبل غروب الشمس، منذ مدة وأنا أنتظر هذه اللحظة، اليوم حظي الخاص، اليوم سيحصل أمر يسعدني كثيرا وأنا فوق الجبل.."، تنفس بصعوبة وقال بصوت منخفض ـ" وقد يكون يوم حظك كذلك.."! ارتبت من أمر الرجل، ومن رجاحة عقله.. لكنني قررت أن أرافقه، فإذا كان هو الشيخ الهرم سيصعد الجبل، فلمَ لا أرافقه بدوري وأنا الشاب القوي؟..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق