السبت، 15 مارس 2014

أخطأ الرئيس الموريتاني حين وضع كل بيضه في سلة الجزائر


ــ جــــــــواد الريحاني
       
       إعتقد الرئيس محمد ولد عبد العزيز أنه بعد مساعدة الجزائر له للإطاحة سنة 2008 بمحمد ولد الشيخ عبد الله أول رئيس شرعي منتخب في موريتانيا، و دعمها له بعد ذلك إعادة إنتاج نفسه رئيسا منتخبا ، على رأس حزب سياسي نال اعتراف إقليمي ودولي ،.. وباستعادت عضوية موريتانيا في الاتحاد الأفريقي و زعامتها لرئاسته الدورية بمساعدة جزائرية مقابل تخليه عن موقف الحياد الذي كانت تنهجه موريتانيا في قضية الصحراء المغربية ... و إلتحاق موريتانيا بالدول التي توجهها الجزائر ضد المغرب و تقاربه مع الإنفصاليين و إعترافه بالجمهورية الوهمية ....و تنسيقها مع الجزائر في التعاون الأمني في الساحل على حساب المغرب من أجل عزله..و مزاحمتها للمغرب في انتخابات عضوية مجلس الأمن، بمساعدة جزائرية ... سيمر مــــرور الكرام !!
       أخطأ عبد العزيز حســـاباته أيضا عندما أقدم على التضييق على إبن عمه "ولد بوعماتو" رجل الأعمال الذي ساعده في الإنقلاب إلى جانب كل من المخابرات الجزائرية " رجال أعمال توانسة – وفرنسيين .. و تحريك ملاحقات قضائية و جبائية ضد مصالح "ولد بوعماتو "و إتهامه بالتملص الضريبي و سجن عدد من أعوانه و المشرفين على مشاريعه الكثيرة بموريطانيا و سحب شركات ومؤسسات كبرى تابعة للدولة ودائعها من "البنك العام لموريتانيا" الذي يملكه، . مقابل منح إمتيازات للسلطة الجزائرية التي كانت تشتكي من منافسة الملياردير الموريتاني بوعمامو.. . الذي إختار بعد ذلك الإستقرار بمراكش و إدارة مشاريعه من المغرب !!! ....
      رغبة عبد العزيز في عزل المغرب لخدمة مصالح الجزائر إنقلبت عليه بعد تنشيط المغرب علاقاته مع مالي بنظامها الجديد الذي سحب إعترافه بالجبهه و تجاهل توجيه الدعوة لحضور حفل تنصيب الرئيس أبو بكر كيتا إلى "المحمديْن " ابنيْ عبد العزيز في نواكشوط وتيندوف. في الوقت الذي ألقى المغرب بثقله في حفل التنصيب، حيث وصل الملك محمد السادس مصحوبا بوفد كبير، ولمدة أيام تخللتها أنشطة رسمية، ..
      ضربة موجعة أخرى تلقتها موريتانيا بعد تجميد كل الاستثمارات والمساعدات الخليجية .. بعد أن أدار ولد عبد العزيز ظهره للمغرب بالمقابل أقدم رجل الأعمال و الميلياردير الموريطاني الغاضب " ولد عمامو " على تحويل إستثماراته للمملكة كتدشينه لمصنعين لإنتاج وتوزيع الغاز في ضواحي القنيطرة بحضور الملك و إشرافه بصحبة وزير الداخلية على تدشين مركبين مدرسيين في مدينة شيشاوه في الجنوب المغربي زد على ذلك استقبال المغرب لقياديين في حركة الطوارق التي ظلت طيلة عقود تعمل بتوجيه موريتاني، و كذلك تفعيله لمحور الرباط دكار باريس مع اسناده بمحور مراكش بماكو أبيدجان خطوات جعلت المغرب يخترق المنطقة من أبوابها الواسعة....
و على الرئيس الموريتاني أن ينتظر الاسوأ بعد نية الرئيس الموريتاني الأسبق معاوية ولد سيدي أحمد الطائع المعارض له الانتقال من العاصمة القطرية الدوحة إلى الإقامة الدائمة في مدينة مراكش ليكون قريبا أكتر من المشهد السياسي لبلاده ...
        فإذا كان "الملياردير الموريتاني ولد بوعماتو هو العمود الفقري للاقتصاد الموريتاني من خلال إستثماره في إنتاج الأسمنت (مجموعة بوعماتو للإسمنت) وتوزيع الغاز (مجموعة بوعماتو للغاز) و إمتلاكه ل (بنك موريتانيا العام) وشركة تأمين (إGM)وشبكة هاتف خلوي (ماتال) وشركة طيران (موريتانيا للطيران) الخ ... فإن شعبية ولد الطائع لدى الطبقة المتوسطة من الشعب الموريتاني تعتبر الآن في أعلى مستوياته. ومما يعزز ارتفاع شعبيته حسب منابر موريتانية ..إخفاق المعارضة في ممارسة الضغوط الكافية والفعالة على النظام من أجل تغيير واقع المجتمع الاقتصادي، بعد ارتفاع تكاليف المعيشة، وتفشي البطالة ....
 أ ضف موريتاني معارض أخر إختار التمركز بالمغرب بعد أن زاد تواجده بالسنغال قبل ذلك من إشعال فتيل أزمة بينها و بين موريتانيا ، و يتعلق الأمر بولد الامام الشافعي المقرب من المتمردين الطوارق و الذي يعتبر من أهم الشخصيات المتخصصة في الوساطة مع الجماعات الارهابية النشيطة بالساحل الافريقي . و قد قام لصالح العديد من الدول و الحكومات الغربية بمهام في هذا الجانب .
 خطأ عبد العزيز هو أنه رمى بكل بيضه في سلة الجزائر التي تتخبط في مشاكل سياسية اليوم و المستقبل ينذر بالأسوأ و إستخف بما قد ستحمله له الأيام.. !!!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق