الجمعة، 21 مارس 2014

" 23 مارس" .. حلم وذاكرة وأفق مفتوح


ـ جليل طليمات

           حلم جيل بالثورة ، بالتغيير الذي يجثت كل أسباب ومظاهر الطبقية و الفساد والهيمنة على الخيرات والنفوس . حلم اتخذ أشكالا متنوعة من التعبير عنه والجهر به ، من "الخلايا السرية للرفاق" إلى القصيدة والأغنية والمسرحية والأقصوصة ..الخ ، حيث تحولت الثورة إلى معشوقة يهون من أجلها كل شيء بما في ذلك الإنتماء الطبقي " المريح " . معشوقة بلا عنوان ولا جنسية ، معشوقة بلا ملامح واضحة في الأذهان ماعدا لونها الاحمر _القان .
          23مارس ذاكرة " اليسار السبعيني" المثقلة بآلام المخاض والولادة ، وآلام تنكيل النظام ، والمتعبة بوقائع المطاردات والاعتقالات والسجون والمنافي ومحنة الأمهات ..الخ . والمجروحة بخلافات الرفاق وانشقاقاتهم عند كل محطة وووو   . لكنها أيضا ذاكرة فخورة ومعتزة بدور اليسار الماركسي اللينيني في بناء ثقافة سياسية تستعصي على التدجين والاحتواء ، وخلق وجدان نضالي مشترك مازالت الاجيال تثوارته منذ ما يقارب نصف قرن .. _
      و"23مارس" أيضا وأيضا هي أفق مفتوح دائما على التجديد والانبعاث وعلى المراجعة والانطلاق بدينامية أقوى مادام هناك من يتشبتون بما هو خالد في تجربة اليسار، أي روحه و قيمه النضالية والأخلاقية الإنسانية السامية ، وكذا مشروعية وراهنية ما ناضل من أجله : الحرية والكرامة والمساواة و " الدمقرطة للدولة والمجتمع . " وسيظل بلوغ هذا الأفق رهينا اليوم بوحدة اليساريين الديمقراطيين التنظيمية والميدانية والبرناماجية وبتجاوز كل الاعطاب التي شلت فعاليته لسنوات وكل النزعات الانحرافية عن ثراته وأخلاقه ومنطلقاته المبدئية .. وللحديث شجون..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق