الاثنين، 6 يناير 2014

المغرب يستفيد في ملف الصحراء من استعادة روسيا حضورها الدولي ..


       أجمعت الكثير من وسائل الاعلام الدولية على اعتبار الرئيس الروسي فلادمير بوتين شخصية السنة 2013 بسبب المواقف التي اتخذها وساهمت في عودة قوية لروسيا على الساحة الدولية. وهذه العودة قد تكون في صالح المغرب في نزاع الصحراء بعدما كانت قوة الاتحاد السوفياتي سابقا ضد مصلحة المغرب في هذا النزاع .ولعل الملف الذي منح روسيا قوة في الساحة الدولية وجعل بوتين من أبرز شخصيات 2013 نجاحه في الحيلولة دون الهجوم الغربي بقيادة الولايات المتحدة ضد سوريا وبالتالي جنب العالم مشاكل جديدة. وفي الوقت ذاته ، نجاحه في الملف النووي الإيراني حيث لعبت روسيا دور الموفق بين مواقف الغرب وإيران في الاتفاق التاريخي في جنيف في بداية شهر  ديسمبر الماضي.
       وقد استفاد المغرب من استعادة روسيا لدورها الحامس دوليا، فهي التي جنبّت المغرب هزيمة قاسية في ملف الصحراء بعدما قررت الولايات المتحدة تكليف قوات المينورسو في الصحراء بمراقبة حقوق الإنسان. وتحفظت روسيا على المقترح الأمريكي. ورغم العلاقات المتطورة بين روسيا والجزائر إلا أن الأخيرة لا تؤثر في صناعة القرار الروسي تجاه منطقة المغرب العربي، وعندما كانت الجزائر قد اعتبرت أن واشنطن قد نجحت في مسعاها في فرض مراقبة حقوق الإنسان، اعترضت روسيا على المشروع.
ومن مفارقات العلاقات الدولية أن المغرب يتضرر في الوقت الراهن في نزاع الصحراء من المعسكر الغربي وعلى رأسه بريطانيا والولايات المتحدة، حيث يؤيد البلدان تقرير المصير ولم يستجيبا لمقترح الحكم الذاتي إلا عبر تصريحات مناسباتية وبروتوكولية. وفي المقابل، فالجزائر التي تعتبر حليفة لروسيا، وقفت الأخيرة ضد مشروعها في الصحراء، وهذا الموقف يصب في مصلحة المغرب.
      وتقوم دبلوماسية روسيا على تصور واضح يتجلى في عدم اتخاذ قرارات دولية تحدث تغييرا مفاجئا وتخلق الفوضى في مناطق معينة، وهي بهذا لا تساير  دبلوماسية الغرب التي تقدم على هذه القرارات التي تخلف فوضى دولية. وفي الوقت ذاته ، تقوم دبلوماسية روسيا مؤخرا على عدم اتخاذ قرارات رد الفعل التي تلمح الى الطابع الانتقامي، وتجلى هذا في حالة المغرب. فرغم تأييد المغرب للموقف الغربي في سوريا واحتضانه لمؤتمر حول دعم الشعب السوري وتبنيه مواقف ضد نظام بشار الأسد. وكل هذه المواقف تعارضت وسياسة موسكو في الشرق الأوسط، وعمليا، كان ينتظر رد فعل من موسكو عندما زار وفد مغربي في بداية أبريل الماضي هذه العاصمة طلبا للدعم في الصحراء، إلا أن دبلوماسية الكرملين فضلت دعم المغرب رغم علاقاتها المتينة بالجزائر. ومما يجعل المغرب يستفيد من عودة روسيا دوليا هو  أن موسكو في بحثها عن استعادة مجدها لا تراهن على العنصر الإديولوجي كما كان الأمر مع الاتحاد السوفياتي سابقا بل على برغماتية مصالحها ولكن بشكل يختلف عن الغرب.
ألف بوست -  - 3 يناير، 2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق