السبت، 18 يناير 2014

مذكرات "الزايغ" لأحرضان تحت المجهر


   

  أ ثار إطلاق "المحجوبي أحرضان" السياسي و العسكري المخضرم أول أجزاء من مذكراته ردود الفعل لكونه أهم الشهود على أكثر مراحل التاريخ المعاصرللمغرب ظلاما وألغاما، بحيث أن ثلث مذكرات "الزايغ" التي ظهرت لحد الآن تشمل المرحلة الممتدة من الاستقلال إلى وفاة الملك محمد الخامس أي المرحلة ما بين  1942 إلى 1961 .
      فيما فتحت نقاشات حول ما جاء في الصفحات الأولى من مذكرات "الزايغ"حول ذكر أسماء سياسيين مثل "علال الفاسي"، "المهدي بنبركة" ، "محمدأوفقير" و حادث اغتيال المقاوم "عباس المسعدي" بحيث أن هذا الحادث أبرز النقط الساخنة في المذكرات التي يرتقب أن تثير الكثير من الجدل و النقاشات . فيما فجر "الزايغ" خلال ندوة صحافية قنبلة غير متوقعة حين دافع عن الجنرال أوفقير في قول له (آش دار ليكم أوفقير)أوفقير كان وطنيا و كان ضابطا في المستوى، يومان قبل نفي محمد الخامس اجتمعت بأوفقير و ثلاثة ضباط آخرين (القباج و لوباريس و اليوسي) كلهم تعاهدوا على الدفاع عن الملك و الوطن.
 ـ المساري : وصف أوفقير بالوطنية"ماقابطش"
     صُدِم الكاتب والسياسي محمد العربي المساري حول شهادته المتعلقة بأوفقير ووصفه إياه بالرجل الوطني فيما أوضح أن التفسير الوحيد الذي وجده لهذا الوصف هو “كونه يعبر عن تضامن من الضباط السابقين في صفوف الجيش الفرنسي، لكونهم كانوا يحييون نفس العلم “يقول المساري ، كما يضيف هذا الأخير مستنكرا أن يقول أن أوفقير كان رجلا وطنيا بصراحة "ما قابطش"و أن أمر وطنية أوفقير يتطلب تشريح جثته حتى نعرف هل هناك وطنية في جيناته.
     فيما تطرق أحرضان في فقرة تحت عنوان "مسلسل القتل"بواقعة تمس علال الفاسي بحيث أن هذا الأخير عاد من احدى البلدان العربية و كان يحتفل رفقة بعض الأصدقاء على وقع أنغام الموسيقى الأندلسية في مكان غير بعيد عن "جنان الريشة" حيث كان يعذب المختطفون ، يقول أحرضان أن صديقه عبد الكريم الخطيب قال للفاسي (آسيعلال الناس تيموتوا حدانا و هنا الناس تيتصنتو للآلة) فرد الفاسي (فليموتوا على وقع الآلة) واقعة يعلق عليها أحرضان بكونها تكشف عن قلة الاحترام للحياة الإنسانية وكرامة المواطنين،مضيفا إلى كلامه (ولكن بالنسبة لخرفان تحولت إلى ذئاب الغاية تبررالوسيلة).
 ـ البشير بنبركة ينفي طرد والده للمسعدي
     كما شملت مذكرات المحجوبي أحرضان الزعيم الاتحادي المهديب نبركة و أبرز ما ذكر فيه هذا الأخير هو قضية اغتيال المقاوم عباس المسعدي .
أحرضان قال إن المهدي بنبركة كان صديقا و كان يمكن أن يعطي أكثر للمغرب ثم تناول واقعة طلب بنبركة منه التوسط لدى عباس المسعدي حتى لايصفه مجددا بالخائن فيما توجه إلى عباس سائلا إياه ما مشكلته مع المهدي فأجابه بأنه توجه إليه من أجل المساعدة و في المرة الثانية لما توجه إلى بيته أخبرته الخادمة بأن المهدي طلب منه أن ينصرف من بابه أو يطلب الشرطة ، رواية ينفيها ويستنكرها ابن المهدي بنبركة مفيدا أنه ليس من تقاليدهم و تربية عائلتهم أن يطرد شخصا من باب بيتهم بهذه الطريقة و أن هذا غير ممكن، فيما أوضح أحرضان أن قاتل عباس المسعدي لازال حيا يرزق مما وضح خلو عاتق بنبركة من التهمة.
ـ خليدي : بالفعل قاتل المسعدي رجل ثالث
      محمد خليدي الأمين العام لحزب النهضة و الفضيلة أحدالشهود المقربين من الراحل عبد الكريم الخطابي أفاد أن عباس المسعدي عرف بعلاقته بمصر خلال مرحلة ما بعد الثورة الناصرية ثم كان له خلاف مع حزب الاستقلال الذي تبرأ منه ، و بالتالي يربط أن كثرة الخصوم لهذا الرجل هي السبب في اغتياله.
ـ مبارك : القاتل يعيش في الدارالبيضاء.
    أكد زكي مبارك أن بنبركة لم ينفذ عملية الاغتيال و أن شخصا آخر قام بذلك و يعيش في مدينة الدار البيضاء في حين لا يمكن ذكر اسمه لكن ليس ببنبركة و لا حجاج ، وهو شخص كان بمجموعة الفقيه البصري و هو بالفعل مازال حيا.
كما اضاف المؤرخ أن بنبركة لم يكن عنده أية نية في قتل المسعدي أبدا بل كان يريد القبض عليه و نقله للدار البيضاء ليتفاوض معه حتى يتنازل عن قيادة جيش التحرير لفائدة حزب الاستقلال.
ـ آيت إيدر : مذكرات للتضليل
كما علق شاهدا آخر ورد ذكره في المذكرات و هو السياسي المخضرم محمد بنسعيد آيت إيدر أن المذكرات مجرد تضليل بخصوص اغتيال المسعدي مضيفا أنه ليس أول مرة يسمع فيها هذا الكلام و أن روايات مختلفة طرحت أسماء نفسها و في كل مرة يتهمون شخصا.
و أخيرا أكد أحرضان و هو يستهل تقديم مذكراته أنها(الحقيقة و بلا زواق و لا أي رتوش )موضحا أن هدفه من تقديم كتاب "مذكرات" ليس محاكمة أحدهم و إنما هو استخلاص دروس من محطات مهمة في تاريخ المغرب . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق