الأحد، 16 فبراير 2014

قراءة في مقال عبد الرحمن الراشد : ايران القاعدة ..أميركا




ــ لومـــوند : نزيه ذياب

أسعدني كثيرا ما كتبه عبد الرحمن الراشد في مقاله على صحيفة الشرق الأوسط..(أخيرا اكتشفت أميركا من وراء القاعدة ) مع علمي المسبق بأن عبد الرحمن الراشد يعلم هذا الأمر كما تعلمه أميركا أصلا ..وهي الدولة التي تمتلك مؤسسات ضخمة في التجسس والى ما غير ذلك ..ولكن يبدوا أن أميركا لم تجد مناصا من الاعتراف بهذا الأمر خاصة بعد نجاح الايرانيين باستثمار هذا التنظيم الى أبعد مدى ...لا يخفى على أحد المصالح الأمريكية الايرانية في العراق أيام حكم صدام حسين الذي كان يهدد فعلا المصالح الغربية الى حد بعيد كما هي مصالح الايرانيين في التمدد التي لم تعد تكفيها المساحات الشاسعة في ايران والخالية تماما من أي نشاط سكاني أو اقتصادي ..لكنه الحلم القديم دائما ؟؟؟

كتبت بتاريخ 12 يوليو2013 مقالا بعنوان جبهة النصرة بين النشأة والظهورwww.lemonde.us/2013/06/NAZEEH.html
تحدثت بهذا المقال عن آلية العمل بالنسبة لتنظيم القاعدة الذي عكف على العمل بسرية تامة وبظروف تكون فيها الدولة بحالة تقوقع أمني مما يجعل هذه الدول في موقف المدافع وتغفل عن كثير من الأمور التي تحدث في تلك البلاد فعلى سبيل المثال في العام 2013 ابان الغزو الأمريكي للعراق والذي برر يومها بوجود أسلحة دمار شامل كذبتها التقارير الاستخباراتية فيما بعد وتسببت باعتذار طوني بلير رئيس الوزراء البريطاني آنذاك ومن ثم خسارته ذلك المنصب على أعقاب حجم الكذب الذي مارسه رئيس الوزراء على البرلمان البريطاني لاقناعه بالمصادقة على غزو العراق

أطلق صدام حسين النفير العام والذي أطلق فيما يبدوا المارد الذي أخاف أميركا والغرب ففتح باب الجهاد من قبل الحكومة العراقية سيضع هذا الغزو أمام سيناريو مخيف لا يمكن تصور نتائجه والخسائر التي يمكن أن تلحق بالدول الغازية والتي لم تضع في حسبانها هذه الخطوة مستندة الى التيار الشيعي المعارض بشدة لنظام صدام حسين والذي سينسحب من الحرب مجرد دخول قوات الحلفاء اأرض العراق مما يربك صفوف البقية من الطوائف بالاضافة الى الحجم الكبير للاشاعة التي يطلقها أصحاب هذا المعسكر المعارض ..هنا أتى دور ايران بالدخول عبر تنظيم القاعدة من خلال جذب واستقطاب المجاهدين الذين لا يعلمون عن ماهية هذا التنظيم سوى أنه المسؤول عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر والتي أقلقت أميركا والغرب وشكلت من وجهة نظرهم صفعة لهذه الدولة العظمى وهي من جعل جورج دبليو بوش يختبئ في ملاجئ سرية على أثر هذه الهجمات

عمل تنظيم القاعدة عن اخراج قسم كبير من المجاهدين عن الهدف الذي جاؤوا من أجله فتوقفوا عن مهاجمة القوات الأمريكية أثناء الغزو بحجة الانتظار حتى اعلان الجهوزية التامة ؟؟؟ لفعل ذلك واستطاعت ايران أن تستقطب عشرات الآلاف من أبناء السنة لقتال أبناء السنة وبأموال سنية كويتية وغيرها كما أشار عبد الرحمن الراشد في مقاله ... وأما الهجمات التي استهدفت قوات التحالف تصب في في مصلحة ايران واستخدمت كورقة ضغط لسحب هذه القوات بعدما تم ما تمنته ايران وسعى اليه الخميني قبل ذلك ؟؟ ولأن اللحظة التي حلم بها الايرانيون قد تحققت بطمع غربي غير مسبوق و ذهول سياسي ظهر في سقوط عدد من الحكومات الغربية وتعرضها للمسائلة من قبل مجالسها البرلمانية

يعود بنا هذا الاعتراف الأميركي المتأخر قليلا ..الى دائرة الصراع في المستنقع السوري والذي وعى الكثيرين الدروس والعبر مما حصل في العراق ..البرلمانات الغربية لم تصادق في المجمل على الهجوم على النظام السوري وحوصر رئيس الوزراء البريطاني من قبل البرلمان في خطوة تشرح الكثير مما قيل كذلك فعلت معظم الدول باستثناء فرنسا الطامحة لنيل لقب الذراع الحديدية مقابل المزيد من النفوذ في افريقيا كمكافأة على دورها ولعلها استذكرت أيضا سنوات احتلالها لسورية ولبنان فداعبت هذه الفكرة رأسها مجددا على اعتبار أحقيتها في اتفاقيات تعود الى ما قبل القرن الماضيانكشاف الأذرع الايرانية والتي امتدت الى أبعد من افريقيا ودورها المتنامي يوما بعد يوم يجعل هذه الخطى مثارا للشبهات عن البعد الذي ممكن أن تصل اليه ايران أو حتى متى يتوقف طموحها

ضعف جميع الجبهات الاسلامية والتي مثلت هاجسا للغرب من حيث طريقة العمل أو القدرة على الهجوم المباغات والطريقة التي يعمل بها هذا التنظيم مع القدرة الهائلة على التمويه والاختباء ..وسر ذلك بسيط بأنه كان يختبئ في الدولة التي صنفت على أنها عدوا مذهبي لهذا التنظيم المتشدد بدليل وصول وخروج قادة تنظيم القاعدة من والى ايران بحرية تامة لا تثير الشك فحسب بل تؤكد حقيقة الرأس المدبر لهذا التنظيم الذي اكتفى بصورة وصوت لكي يدير عشرات الآلاف من المجاهدين في أنحاء متفرقة من العالم منفذة بذلك فكرتها الأساس وهي المهدي المنتظر لكن بصورة مغايرة أكثر خبثا فهي استخدمت قاعدتها الذهبية والتي تقول اقتل عدوك بالقطنة .. والتخلص من العدو بالعدو

لا شك أن ايران تعاني وبشدة من المستنقع السوري ومن تدخلها في الصراع السوري لدرجة توريط بيرقه اللامع والذي كان يغري الكثير من أبناء السنة للانجرار خلفه تحت شعار المقاومة والصمود والذي تجلى في حجم المجازر التي ارتكبها هذا الحزب بالأطفال والنساء كعربون شكر لاحتضانه سنوات عدة مما لا يدع للشك مكان أن الصراع الجبهات الاسلامية جبهة النصرة وداعش تجري تحت شعار مستتر فايران وتنظيم القاعدة لا يستطيع التصريح بخروج تنظيم النصرة عن القاعدة فبذلك يسدي خدمات جليلة لهذا التنظيم على الأقل من جهة الغرب فأعلن المهدي ..؟عفوا ...أقصد الظاهري ..؟ أن تنظيم النصرة هو تنظيم منفصل عن تنظيم دولة العراق والتي لا زال الايرانيون يتحكمون باشارات المرور فيه بل بأدق التفاصيل على عكس جبهة النصرة الذي هاجم فعلا أهدافا شيعية مؤخرا في اشارة الى الدعم التركي لهذا التنظيم ولعله الدعم الاستخباراتي التركي موجود بقوة بدليل دخول هذه القوات من البوابة التركية عبر قوافل المجاهدين بلباسهم الأسود وأعلامهم السوداء التي تمثل الاشارة الى التظيم الاسلامي الجهادي وكأني بتركيا تريد انتزاع هذا البيرق من الأيادي الايرانية وتجريدها من أهم ذراع ضارب لها بعد أن تكشفت خططها وزاد طموحها مما يهدد أصلا المصالح التركية في المنطقة العربية على ضوء هذه المعطيات جميعها ..وفي ظل عقوبات أميركية جديدة على ايران رغم المعارضة الروسية ..و اعتراف أميركي بأن ايران تشكل الأب الروحي والمنبع الذي تظهر منه جميع هذه التنظيمات ..ما هي الخطوة المقبلة أميركيا ... غربيا ... روسيا القلقة على شريكها على حليفها الاستراتيجي .. كل هذه الأمور من المبكر الحديث عن توجه أو ناتج لهذا الاعتراف في ظل رفض شعبي غربي للتدخل في ايران أو غيرها والالتفات الى حل المشاكل الاقتصادية العالقة والتي ضربت بظلالها على الجميع ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق