الأحد، 16 فبراير 2014

الكاتب والناقد محمد أديب السلاوي بلا راتب، بلا تقاعد... أفلا تبصرون؟


الاستاذ محمد أديب السلاوي صحفي، كاتب، ناقد، مفكر، انخرط في مجال الإعلام والثقافة في مطلع ستينيات القرن المنصرم، عمل إلى جانب الكبار من السياسيين والمثقفين والأدباء والمفكرين... أصدر في الخمسين سنة الماضية العديد من الصحف وعمل كاتبا ومحررا ومؤطرا في العديد منها داخل المغرب وخارجه، ألف حوالي أربعين كتابا في المسرح المغربي، والفنون التشكيلية المغربية، والشعر المغربي، كما في المجتمع والسياسة، وأنجز المئات من المقالات والدراسات لصالح الصحافة المغربية والعربية والدولية، الورقية والالكترونية، وهو ما يجعل منه رائدا بامتياز، وكما للرجل اسهامات في الإعلام الرسمي والحزبي والحر، له اسهامات مماثلة في الإعلام المؤسساتي، حيث عمل مستشارا العديد من الوزراء، قبل حكومة التناوب وبعدها، إذ كان حضوره فاعلا في الحياة السياسية المغربية.
نعم، إنه أحد الأسماء الإعلامية والنقدية والثقافية الرائدة في العالم العربي. سياسيا ناضل ضد الفساد والرشوة وسرقة المال العام، وأنجز عدة كتب في هذا الموضوع بشجاعة ووعي، وثقافيا أنجز انطولوجيات في المسرح والفنون التشكيلية والأدب المغربي. حظى ويحظى بتقدير العديد من المؤسسات الثقافية، حاصل على العديد من الميداليات والجوائز الثقافية من داخل المغرب وخارجه، ويحتل مراكز قيادية في العديد من المنظمات الثقافية والاجتماعية.
ذلك هو الناقد والباحث والإعلامي الشهير ذ محمد أديب السلاوي، الذي تجاوز السبعين من عمره، ليجد نفسه في العراء، بلا راتب، بلا تقاعد، يعاني من عدة أمراض ومن عدة احباطات، ومن حالة قصوى من التهميش، أصبح مضطرا لبيع مكتبته/ بيع بيته/ وبيع أثاث بيته، من أجل مواصلة التنفس في حياة لا تطاق.
طبعا، الاستاذ السلاوي لم يصمت عن حالته الغير طبيعية، طالب المسؤولين في الحكومة/ في الدولة/ في الديوان الملكي، خلال السنوات الأربع الماضية، بمكافأته براتب تقاعدي، من أجل استمراره على قيد الحياة، ومن أجل استمرار عطاءاته التي اصبحت مرجعية بكل المقاييس... ولكن مع شديد الأسف، لا أحد منهم استجاب لطلبه.
لا أريد أن أسأل من سيتحمل المسؤولية لاحقا، إذا ضاع منا لا قدر الله، علما من أمثال هذا الرجل بالإهمال أو بعدم الانتباه إلى خطورة موقفه... ولكني عكس ذلك من موقعي كصديق رافق الكاتب في حياته الأدبية والإعلامية، واطلع على انتاجه، وعلى عطاءاته، وعلى وضعه المزري الراهن، أوجه رسالة أخيرة إلى رئيس الحكومة وإلى وزير الثقافة، وإلى الديوان الملكي، وإلى كل المسؤولين الذين يهمهم أمر الثقافة والمثقفين في هذا البلد العظيم، وأناشدهم جميعا من أجل انقاد حياة هذا الرجل، الذي أعطى كثيرا لوطنه، ولثقافة، ووطنه. دون أن يأخذ أي شيء...
في ذات الوقت أوجه هذه الرسالة لكل الفعاليات الثقافية والسياسية والاجتماعية والإعلامية، من أجل التضامن مع هذا المثقف، الذي يرفض حتى الآن الاستسلام إلى وضعيته المزرية.
فهل تصلكم هذه الرسالة..؟
وهل تبادرون إلى الاستجابة..؟
                                                                                    الدكتور محمد عياد  ـ باحث في العلوم السياسية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق