السبت، 22 فبراير 2014

أول خريطة لتاريخ تمازج الجينات في العالم


ــ لحسن العسبي

        هل يمكن تصديق أن أكثر المجموعات البشرية التي نشترك معها في جيناتنا (من خلال نتائج الحمض النووي) كمغاربة هم الإسبان، بنسبة تقارب 26 بالمئة؟. أكثر من ذلك، هل ندرك أن جيناتنا كمغاربة هي غربية أكثر وأننا نشترك مع الإيطاليين والصقليين والألمان والإنجليز أكثر من باقي العرب (خاصة المشارقة)؟. هل ندرك أن علاقتنا على مستوى الدم مع المجموعة الجزائرية المزابية الأمازيغية الممتدة حتى تونس قوية جدا؟. هل نعلم أن 38 بالمئة من القرابة بين المجموعة المصرية وبدو سيناء هي مع مجموعة الخليج وسوريا والأردن وأن البقية المكملة هي مع إيران والمغول، وأن علاقتنا بهم كمغاربة لا تتجاوز 10 بالمئة؟..
      ذلك ما أدعوكم للإستماع إلى محاولة تأمله هنا، ضمن مشاركتي في زاوية "منبر حر" بإذاعة ميدي آن الدولية. تأسيسا على نتائج ما نشرته مجلة "ساينس" العلمية الرصينة لما أطلق عليه "أول أطلس جيني لتاريخ الإختلاط البشري"، الذي يؤكد أن علاقتنا كمغاربة منذ الأزل البعيد، كمجموعة أطلسية إفريقية هي مع المجموعات الأروبية. بل أكثر من ذلك، أن دمنا مع الإسبان مشترك وأنهم أقرب الشعوب إلينا جينيا، بسبب أن الدراسات العلمية أكدت اليوم أن أصل الإنسان ظهر في إفريقيا، لكن ليس في كينيا فقط، بل حتى في المغرب (إنسان مغارة طوما بالدارالبيضاء) وأن التحرك لم يتم فقط من كينيا صوب مصر وسيناء ثم آسيا وأروبا، بل إنه تم أيضا من المغرب صوب أروبا عبر إسبانيا. وهذا معطى سيقلب الكثير من الحقائق التاريخية ويعزز الكثير من الحقائق التاريخية الأخرى.
ولعل المثير أن قصتنا مع المجموعة الإسبانية، ظلت دوما علاقة تدافع مثل ما يحدث في قرابة دم (قصة قابيل وهابيل)، وأن ذلك التدافع عرف مدا وجزرا بين ضفتينا، مرة نصل حتى جبال البيريني ونبقى هناك 8 قرون، ومرة يصلون هم حتى خليج الداخلة جنوبا وحتى سوق الأربعاء شمالا. وأن معركة أنوال في 1921 كانت رد دين متا كمغاربة لهزيمتنا في تطوان أمامهم في سنة 1860.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق