الأربعاء، 11 فبراير 2015

اتحاد الصحفيين العرب يدعو المؤسسات الصحفية والإعلامية العربية إلى القيام بواجبها في الحد من ثقافة الكراهية والفتنة الطائفية والمذهبية ..



      دعا اتحاد الصحفيين العرب، شعوب العالم العربي للعودة إلى منطق العقل والحوار في حل مشكلاتها وعدم الاحتكام إلى السلاح في حل هذه المشكلات، وجاء ذلك خلال اجتماعه الذي احتضنته مدينة طنجة يومي 09-10 من الشهر الجاري والمنعقد تحث شعار " دورة شـــهــــــداء الصحافة الفلسطينية " .
       وأعرب الاتحاد عن خشيته بأن ما يحدث في كل من سوريا والعراق وليبيا ما هو الا مقدمة لتعميم تجربة تمزيق هذه الأقطار على بقية العالم العربي . إذ كافة القوى الوطنية المخلصة في العالم العربي الى عدم الانسياق خلف مخططات القوى الطامعة خاصة بعد انزلاق الكثير من هذه القوى في فخ المذهبية والإقليمية البغيضة ، وسفك دماء شعوبها من أجل تحقيق تلك المخططات سواء بقصد أو بغير قصد .
وفي السياق ذاته، أكد على رفضه الحاسم لكل أشكال التدخل الأجنبي دوليا واقليمياً في كل من سوريا والعراق وليبيا بشكل خاص ومختلف دول العالم العربي بشكل عام ، ذلك أن الوضع المأساوي الذي تعيشه أقطار العالم العربي هو وليد هذه التدخلات التي تهدف الى تحقيق مصالحها على حساب مصالح هذه الدول ومصالح شعوبها .وأشار أن التطرف الديني والسياسي والفكري قد تحول من صراع محلي الى ارهاب إقليمي ودولي دموي تتم تغذيته من الخارج وساحته الرئيسية الوطن العربي . داعيا كل المؤسسات الصحفية والإعلامية العربية إلى القيام بواجبها في الحد من ثقافة الكراهية والفتنة الطائفية والمذهبية .
     وعبر عن إدانته لإرهاب الدولة الذي تمارسه سلطات الاحتلال الصهيوني ضد الشعب العربي الفلسطيني ، الذي أصبح بحاجة ماسة إلى قرارات دولية تنهي الاحتلال وتنهي هذا الإرهاب الذي خضع له هذا الشعب طوال العقود الماضية.
ونبه الاتحاد العام للصحفيين العرب إلى خطورة مؤامرات تمزيق البلاد العربية والتي أخذت أشكال متعددة داعيا إلى التصدي لها ومواجهتها في هذا الصدد معلنا عن مساندته المطلقة لحق الشعب المغربي في وحدته الترابية ويعتبر أن مشروع الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب لحل النزاع المفتعل للصحراء المغربية .
       وبخصوص الأوضاع العربية قرر اتحاد الصحفيين العرب تبني ودعم قرار نقابة الصحفيين الفلسطينيين بالتوجه للمحاكم الدولية لمحاسبة ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين الذين ارتكبوا جرائم حرب بحق الصحفيين الفلسطينيين وعدم إفلاتهم من العقاب على جرائمهم. وأكد تضامنه مع الشعب الفلسطيني الذي يواجه آلة الحرب الاسرائيلية ويقاوم أطول احتلال في التاريخ ويحيى الصمود البطولي لابناء الشعب الفلسطيني ومقاومتهم الباسلة للاحتلال وعدوانه البربري .
كما جدد الاتحاد استنكاره وادانته للعدوان الهمجي الصهيوني المستمر على قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشريف الذي أدى الى استشهاد وجرح المئات من أبناء القطاع .داعيا الى القيام بجهد عربي واسلامي من اجل الوقوف في وجه الهجمة الصهيونية الشرسة لتهويد القدس ، وهدم المسجد الاقصى ، خصوصاً بعد افتضاح السياسية الصهيونية الساعية الى هدم المسجد الأقصى واقامة الهيكل المزعوم على انقاضه .
كما دعا الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين الى القيام بدورهم للحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني الذي هو الخيار الإستراتيجي الذي لا بديل عنه لاستكمال جاهزية الشعب وتدعيم صموده في مواجهة الاحتلال . مؤكدا دعمه وتأييده لتوجهات الرئيس الفلسطيني والقيادة الفلسطينية على الساحة الدولية في مواجهة العدوان وإنهاء الاحتلال ويؤيد كل الجهود المبذولة التي تسعى الى تقديم المسؤولين الصهاينة لمحاكم جرائم الحرب الدولية من خلال الانضمام الى المنظمات الدولية ومحكمة لاهاي .
       وأشار الاتحاد أنه يشجب الضغوط التي تمارسها الإدارة الأمريكية لمنع الدول الأوروبية والآسيوية والإفريقية من القيام بما تفرضه عليها القوانين والمعاهدات الدولية لوضع حد لهذا الاحتلال الظالم وصد الكيان الصهيوني عن ممارسة سياسات الغطرسة والاستبداد والإبادة . داعيا المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته واتخاذ الخطوات العملية لإثبات مصداقيته ومؤسساته القانونية والإنسانية وإلزام الاحتلال بقرارات الشرعية الدولية وإحترام القانون الدولي الإنساني .وشدد على أن قضية الأسرى والموقوفين في سجون الاحتلال تأخذ بعداً سياسياً وإنسانياً خاصاً ، وإنها بحاجة إلى مزيد من التواصل مع القوى المؤثرة والمنظمات الدولية ذات الصلة لضمان سلامتهم واطلاق سراحهم . مطالبا بتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال وما يمارسه من ضغوط وابتزازات خصوصاً في المجال المالي والإقتصادي .كما طالب الدول العربية الإيفاء بما تعهدت به من التزامات مالية لدعم الموازنة الفلسطينية وفق شبكة الأمان العربية. وتنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي تم في القاهرة في إطار لم الشمل ووحدة الصف والمصير ووحدانية التمثيل الفلسطيني.
كما عبر عن ادانته لقيام سلطات الاحتلال الإسرائيلية باغتيال رئيس هيئة الجدار والاستيطان في الحكومة الفلسطينية الوزير زياد أبو عين أثناء قمع الاحتلال لفعالية زراعة أشجار الزيتون في شمال رام الله . وكل اشكال العنف والارهاب على امتداد الساحة العربية مؤكدا على اهمية واولوية الجهود الرامية الى تحقيق الحلول السياسية للصراعات القائمة وتشجيع الحوار بين المكونات السياسية وتغليب الشراكة الوطنية ضد كل محاولات الاختراق للنسيج الاجتماعي للدول العربية وهز امنها واستقرارها وتعريضها للخطر .وعبر عن إدانته عن كل أشكال الإرهاب التي تحاول بث الفرقة وتقسيم الدول العربية وخلق صراعات تغرقها فى دوامة العنف والدم ويناشد الاطراف المتنازعة الاحتكام للغة الحوار بعيداً عن الصدامات المسلحة .
       كما نبه المؤتمر الى دقة وخطورة ما يجري على الساحة اليمنية مما قد يؤدي لا سمح الله إلى تحرك المجموعات والتنظيمات الإرهابية لتعبث بأمن البلد واستقراره واخذه رهينة لمخططاتها التدميرية .
وبخصوص التطرف والارهاب عبر الاتحاد عن إدانته وبأشد العبارات قيام التنظيمات الإرهابية بذبح وقتل وإحراق الأسرى والمواطنين داعيا الى تكاثف الجهود الدولية في مواجهة الإرهاب . والى تجفيف منابع الإرهاب ووقف الدعم الذي تقدمه بعض الدول والأطراف لجهة تسليح وتمويل وتدريب المجموعات الإرهابية .
وأضاف أنه يؤمن بأن التطرف الإسرائيلي هو أساس تطور أشكال الإرهاب ومدارسه وأفكاره ، وأن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وسكان مدينة القدس ، والاعتداء المستمر على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المسجد الأقصى ما هو الا السبب الرئيس لهذه النتائج التي نعيشها . داعيا الى تحصين ديننا الإسلامي الحنيف من تهم التطرف والغلو وقتل الآخر وارتكاب جرائم الإبادة وتشريد السكان وخطف الأطفال والنساء ، ويؤكد على وسطية الإسلام وسماحته ورفض ربطه بالإرهاب والعنف .
        كما عبر عن إدانته العمل الإرهابي البغيض والمجزرة البشعة التي اقترفتها أياد آثمة ضد العاملين في جريدة " شارلي ايبدو " مهما كانت دوافعه ومهما كانت تبريرات الجهة التي اقترفت هذه الجريمة البشعة ، بهدف تشويه صورة هذا الدين الذي يرفض الإرهاب والفكر المنحرف والمتطرف ، كما يدين عمليات توظيف حرية التعبير للإساءة للرموز والمقدسات الإسلامية .
ودعا الى معالجة ظواهر التطرف من خلال معالجة أسبابه وفي مقدمها مشاكل الفقر والبطالة والعدالة الاجتماعية. وحذر من الصراع المذهبي والديني والمحاولات الخبيثة لتأجيج الصراع السري والعلني بين مكونات المجتمع الواحد . معبرا عن أسفه وإدانته لتعدد جرائم الاغتيال والاختطاف والاعتقال التي يتعرض لها الصحفيون في أكثر من بلد عربي في محاولة للتضييق على حرية الرأي والتعبير ومنع تدفق المعلومات .
       كما أدان الاتحاد خلال اجتماعه هذا، الجريمة البشعة التي أرتكبت بحق الأسير الطيار الأردني معاذ الكساسبة التي نفذها تنظيم داعش الإرهابي والتي تتنافى مع أخلاق الدين الإسلامي والقانون الدولي وحقوق الإنسان ، مؤكدين وحشية الطريقة التي قضى فيها حرقاً .
كما دعا الاتحاد الأمانة العامة لدراسة موضوع عقد مؤتمر حول دور الإعلام في مواجهة الإرهاب يدعو إليه نخبة من الإعلاميين والمثقفين للوصول الى ميثاق وبرامج عملية وإعلام محترف في مواجهة إعلام متطرف .
       أما فيما يخص المجال المهني فطالب الصحفيين والإعلاميين إلى تحكيم العقل والضمير المهني في التعامل مع القضايا العربية والإسلامية وإيقاف حملات الكراهية والتحريض ، داعيا الى أن يتمتع الصحفي بالسلوك الموضوعي الكامل أثناء تغطية الأحداث ، وأن يعرض وجهات النظر والمواقف المختلفة بما فيها تلك التي قد تختلف مع مبادئه وأفكاره . داعيا إلى رفع مستوى الوعي بالمسؤولية الأخلاقية للصحافة، خصوصاً فيما يتعلق بعدم أخلاقية الترويج للإرهاب وللإساءات العنصرية وازدراء المقدسات الدينية وخطاب الكراهية ، ورفع الوعي بالضغوط الناجمة عن الفساد على الصحفيين وتنمية حاجة الرأي العام الى صحافة أخلاقية مسؤولة تطور نظماً للمحاسبة الذاتية .كما أوصى الاتحاد الأمانة العامة بمتابعة تنفيذ برنامج العمل الذي أعدته لجنة التدريب في الاتحاد مع مراعاة توزيع إستضافة تلك الدورات بين المنظمات الأعضاء في الاتحاد. داعيا إلى الاهتمام بالتدريب على المستجدات في مفاهيم وتقنيات عالم الصحافة والإعلام وعلى القواعد المهنية والمدونات السلوكية والأخلاقية وأساليب الحماية والسلامة المهنية وغيرها من مستلزمات العمل . و تطوير مناهج التدريب في كليات الإعلام والصحافة في الجامعات بما يلبي الحاجات الجديدة ومواكبة التطورات الهائلة في مجال الإعلام .
وطالب الحكومات لوضع التنمية الإعلامية في كل إستراتيجيات التنمية القومية تأسيساً على حق الجمهور في الحصول على المعلومات عبر صحافة رفيعة المعايير المهنية والأخلاقية واعتبارها جزء لا يتجزأ من أي تنمية اقتصادية واجتماعية .
وأكد على التزام الصحفيين العرب بمقاطعة العدو الصهيوني على جميع المستويات التزاماً بسياسة الاتحاد الثابتة في عدم التطبيع حتى تحرير جميع الأراضي العربية المحتلة في فلسطين والجولان وجنوب لبنان وقيام الدولة الفلسطينية ، وعاصمتها القدس الشريف ، ويدعو الصحفيين والمؤسسات الصحفية والإعلامية العربية الى الالتزام بها .
وناشد جميع الأطراف احترام سيادة الصحفيين واستقلالهم ، ويؤكد على ضرورة توفير الحماية لهم والمحافظة على سلامتهم واتخاذ كل الخطوات والإجراءات التي تضمن أمنهم أثناء تأديتهم لواجباتهم في تغطية الأحداث التي تمر بها البلاد . يطالب السلطات الليبية بالسعي للكشف عن حقيقة اختفاء الصحفيين التونسيين سفيان الشورابي ونذير الكتاري .
 وطالب قوى الصراع فى سورية اطلاق سراح الزملاء الصحفيين العاملين فى قناة سكاي نيوز عربية اسحاق المختار وزملائه .
      أما في مجال الحريات فأكد الاتحاد أن العام الماضي شهد ارتفاع مستوى القمع الممارس ضد الإعلاميين ، وتراجع مؤشر حرية الصحافة بشكل ملحوظ . واستمع المكتب الدائم الى تقرير من رئيس لجنة الحريات في الاتحاد الأستاذ عبد الوهاب زغيلات حول أعمال اللجنة وتطلعاتها المستقبلية .
وأضاف أنه في ضوء النقاشات التي تمت قرر المكتب الدائم مطالبة قادة الدول ورؤسائها إطلاق سراح كل الصحفيين سجناء الرأي العام من كل السجون العربية .
ودعا إلى تحييد الصحفيين والإعلاميين عن الصراعات وعدم التعرض لهم بالقتل والخطف والتعذيب وقطع الأرزاق وإحترام المهنة التي يمارسونها والرسالة التي يؤدونها وحق الناس في المعرفة والإطلاع .
إعتبار دول ليبيا واليمن وسوريا والعراق ولبنان وغيرها من الدول التي يضربها الإرهاب مناطق ساخنة وقرر الاتحاد إصدار تقارير دورية حول أوضاع المهنة والمهنيين فيها .
       إنشاء شبكات للتدخل السريع لمواجهة الإنتهاكات الخاصة بحرية النشر وإطلاق نظام حماية الصحفيين في الملاحقات والتهديدات والضغوط المباشرة وغير المباشرة داخل أو خارج مؤسساتهم وتوفير الدعم المالي والإنساني للتضامن معهم .
كما دعا النقابات والمنظمات الأعضاء في الاتحاد لمواصلة النضال والضغط بشتى الأشكال الديمقراطية المتاحة لإزالة النصوص والقيود السالبة للحرية في القوانين الناظمة للمهنة، كما دعا الى فك ارتباط الصحافة بالسلطة بأنواعها المختلفة .
وخلص الاجتماع بالتأكيد على قراراته السابقة لتشكيل لجان تعنى في الحريات الصحفية من خلال النقابات والمنظمات الصحفية كمصدر أساسي للمعلومات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق