الخميس، 12 فبراير 2015

إصدارات : "خريف الاخوان "


        صدر حديثا كتاب " خريف الإخوان :كيف فشل حكم الجماعة في مصر ؟" للكاتب الصحفي كارم يحيى عن مركز دراسات الإسلام والغرب بالقاهرة . ويكشف الكتاب اسرارا جديدا لم يجر الكشف عنها من قبل عن عام حكم الرئيس المعزول "محمد مرسي"، بما في ذلك تفاصيل وساطة الاتحاد الأوروبي بين مرسي ومعارضة جبهة الإنقاذ ، ولماذا فشلت في قطع الطريق على حدث 30 يونيو 2013؟.
        والى جانب راوية السفير معصوم مرزوق مسئول العلاقات الخارجية بالتيارالشعبي كاملة عن هذه الوساطة الأوروبية يستند الكتاب الى حوارات مع 21 شخصية حافلة بالجديد من المعلومات والمواقف . ومن بين هذه الشخصات : طارق البشري وعلى السلمي وعبد الغفار شكر و ابراهيم يسرى وزكريا عبد العزيز و محمد عبد القدوس وعبد الستار المليجي و كمال الهلباوي وسعد عبود ومجدي قرقر ومحمد عصمت سيف الدولة وخالد البلشي ووحيد عبد المجيد وحنا جريس و رموز عدة من بين جماعة الإخوان نفسها وحلفائها ومؤيديها.
       ويعتمد الكتاب أسلوبا علميا في توثيق كل ماورد به من معلومات وآراء . و قد استعان بقائمة كبيرة من المراجع الحديثة باللغتين العربية والانجليزية ، وذلك في محاولة لتجاوز لغة الاستقطاب السائدة حاليا حول الإخوان وفترة حكم مرسي وكيفية الإطاحة به .ويرى الكتاب ان الاطاحة بالرئيس مرسي تنطوى على إفتراض بإخفاق وإدانة تجربة أول رئيس مدني منتخب ديموقراطيا . لكن مسار الإنحراف عن ثورة 25 يناير وأهدافها كان قد بدأ مع تسلم المجلس الأعلى للقوات المسلحة ووزير دفاع مبارك للسلطة في 11 فبراير 2011. وزادت الأمور تعقيدا باستلام الإخوان السلطة من المجلس العسكري في صيف 2012. وهي أكثر القوى المشاركة في أحداث ثورة يناير تنظيما وفعالية سياسية .لكن أيضا أكثرها محل اتهام بالمحافظة والتنكر للثورة . ناهيك عن أن للإخوان مشروعها " الإسلامي الجماعاتي " الخاص الذي لم يكن بالقطع مطروحا في أيام الثورة المجيدة أو على أجندتها .
       وسؤال هذا الكتاب هو كيف ولماذا فشل حكم الجماعة في مصر ؟. وأي محاولة للإجابة تتضمن بالضرورة نقدا لجماعة "الإخوان" وسياساتها خاصة بعد ثورة 25 يناير وقبلها . كما يتضمن الكتاب استشرافا لما حدث وسيحدث بعد الإطاحة بمرسي وفض اعتصام رابعة العدوية . وبما في ذلك سنياريوهات مستقبل الجماعة وفرص التغيير من الداخل .
لكن المؤلف تجنب شطط الرقص على جثث الجرحى . فالزم نفسه بتوثيق ما يكتب من مصادر معتبرة حديثة النشر باللغتين العربية والإنجليزية ، وبرؤية الأحداث من أكثر من زاوية ، وبتوخي الدقة والموضوعية قدر ما استطاع مستعينا بحصيلة مقابلاته التى أجراها خصيصا مع 22 شخصية كانت جزءا من الأحداث أو شهودا عليها .
ويرى المؤلف ان هذا الكتاب ليس للشماتة والتشفي .فقد استهدف أن يبحث ويكتب كي نفهم . لا لندين ونخاصم أونؤيد ونبرر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق