الأحد، 2 نوفمبر 2014

حملة مكافحة الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين

التصنيف العالمي 2013: خيبات أمل واستقرار بعد الربيع

        بمناسبة “اليوم الدولي الأول لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين”، الذي يُحتفى به في 2 نوفمبر\تشرين الثاني 2014، تطلق مراسلون بلا حدود حملة دولية، باللغتين الإسبانية والفرنسية تحت عنوان #FightImpunity، بهدف الضغط على السلطات لمحاكمة المسؤولين عن الفظائع المقترفة ضد الإعلاميين.
       فعلى مدى العقد الأخير، قُتل نحو 800 صحفي أثناء تأدية مهامهم، علماً أن أكثر من 90٪ من الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين تمر مرور الكرام دون أي توضيح لملابساتها وحيثياتها، مما يترتب عنه إفلات الجناة من العقاب، وهو ما يشجعهم بالتالي على التمادي في تلك الانتهاكات الشنيعة.
من خلال عشر حالات مختلفة للجرائم التي يترتب عنها الإفلات من العقاب – التعذيب والاختفاء والاغتيال – تسلط حملتنا الضوء على تقصير النظم القضائية وأجهزة الشرطة في عملها. فمن بين الأمثلة التي تشير إليها منظمة مراسلون بلا حدود، تبرز حالة الصحفية المكسيكية ماريا إستير أغيلار كاسيمبي، التي اختفت في نوفمبر\تشرين الثاني 2009 – عن عمر يناهز 33 عاماً – بينما كانت تتقصى بعض القضايا الجنائية والبوليسية، وحالة الباكستاني سيد سليم شهزاد، الذي كان ينجز تحقيقاً حول الصلات التي تربط بين القاعدة والجيش قبل العثور عليه ميتاً في مايو\أيار 2011، بالإضافة إلى الصحفي الفرنسي-الكندي غي-أندريه كيفير، الذي تعرض للاختطاف عام 2004 أثناء تحقيقه في اختلاسات وصفقات مشبوهة في قطاع الكاكاو، علماً أن مصيره مازال مجهولاً حتى الآن. وفي جميع هذه الحالات، على غرار العديد من الحالات الأخرى، لوحظ انعدام تام أو قصور واضح في الإجراءات الرسمية التي من المفترض أن تساهم في إماطة اللثام عن الملابسات والحيثيات.
       وتُذاع الحملة عبر الموقع الإلكتروني http://fightimpunity.org/ والهاشتاغ #FightImpunity. ولأن الجرائم ضد الصحفيين قضية تهم الجميع، يتيح الموقع لزواره فرصة التعبير عن مواقفهم بصفة شخصية من خلال مخاطبة رؤساء الدول أو الحكومات المعنية، إما عن طريق البريد الإلكتروني أو بواسطة تغريدات. فمن خلال تطبيق تفاعلي، يمكن لعامة الناس توجيه رسائل مفصلة ومباشرة لمطالبة السلطات بإحقاق العدالة وتوخي الإنصاف.
يُذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اعتمدت 2 نوفمبر\تشرين الثاني من كل سنة ليكون “اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين”، وذلك تكريماً للصحفيين السابقين لإذاعة فرنسا الدولية، غيسلين دوبون وكلود فيرلون، اللذين قُتلا في مالي بذلك التاريخ عام 2013. وكان القرار – الذي اعتمدته لجنة معنية بحقوق الإنسان – ثمرة لمبادرة دولية برعاية خمسين بلداً، من بينها فرنسا، حيث يتعين بموجبه على “الدول الأعضاء بذل قصارى جهدها لمنع العنف ضد الصحفيين والموظفين العاملين وسائل الإعلام”، مع حثها على التحقيق بشكل فوري في جميع الادعاءات المتعلقة بارتكاب هذا النوع من الانتهاكات وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق