نظم فرع الجهة الشرقية للنقابة الوطنية للصحافة المغربية يوم السبت 10 أبريل 2010 بالمركب الثقافي بوجدة ندوة وطنية تحت عنوان قواعد الممارسة المهنية في ضوء التطورات الوطنية و الدولية .اختير لها كشعار:"أخلاقيات مهنة الصحافة مسؤولية و التزام" شارك فيها الأخ يونس مجاهد رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية،و الدكتور مصطفى بن حمزة رئيس المجلس العلمي لمدينة وجدة و عضو المجلس العلمي الأعلى،والدكتور سمير بودينار رئيس مركز الدراسات و البحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة، والأستاذ حسوني قدور بن موسى محام بهيأة المحامين بوجدة.رفقة لفيف من الأكاديميين و الحقوقيين والفاعلين الجمعوين و مكونات الجسم الإعلامي بالجهة الشرقية.كما حضر أشغال افتتاح الندوة الوطنية كل من السيد محمد الإبراهيمي والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنكاد، والسيد محمد المباركي مدير وكالة تنمية الأقاليم الشرقية وعدد من الشخصيات الرسمية و رؤساء المصالح الخارجية...
في البداية رحب السيد مصطفى قشنني الكاتب العام لفرع الجهة الشرقية للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بالحضور الكرام،مذكرا بعدد من القضايا الهامة التي يعرفها الجسم الإعلامي جهويا و وطنيا، و مسلطا الضوء على حالة سوء الفهم الحاصلة بين الإعلام و السلطة، و ما نتج عنها من تجاذبات و محاكمات كنا في غنى عنها،و لم يفته شكر كل من مركز الدراسات و الأبحاث و الجماعة الحضرية و البنك الشعبي على دعمهم و تعاونهم على إنجاح الندوة.
أما مداخلة السيد يونس مجاهد رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، المعنونة" النقابة الوطنية للصحافة المغربية و أخلاقيات المهنة ".فقد تمحورت حول عدد من النقاط و القضايا.منها اختيار موضوع الندوة الذي لم يكن عبثيا بل كان نتيجة نقاش وطني و جهوي حول ضرورة التركيز على أخلاقيا المهنة،و مذكرا بدور النقابة في مجال التخليق و الدفاع عن الحريات.و الذي تكرس سنة 2002 بتأسيس الهيأة العليا المستقلة لأخلاقيات المهنة و حرية التعبير للتعاطي مع موضوع الأخلاقيات.و معرجا على المخاضات الكبرى التي حملتها الساحة الإعلامية الوطنية.سيما حضور النقابة كطرف وازن و مدافع عن الجسم الإعلامي.كما ركز الأخ يونس مجاهد على ضرورة الإقلاع الصحفي المؤسساتي و ذلك بإحداث المقاولة الإعلامية من أجل مواكبة العصرمع ما يتطلبه من موارد بشرية و مالية كافية و دعم رسمي،مع ضرورة انفتاح الإعلام الجهوي على باقي الشركاء.
ومن جهته نوه الدكتور مصطفى بن حمزة في مداخلته المقدمة تحت عنوان؛" أخلاقيات العمل الصحفي : رؤية من الخارج" بموضوع الندوة و الاتجاه العام للنقابة الرامي إلى إيلاء مجال التخليق مكانة متقدمة ضمن سلم أولوياتها و برامجها.و اعتبر أن المنظومة الإسلامية كانت سباقة إلى ضبط و تقنين مسألة النقل مشيرا بذلك إلى نموذج علوم الحديث التي يفوق عدد فروعها المعرفية الثلاثمائة فرع مما يعكس اهتمام المسلمين بأمانة النقل و السرد والنشر، و معتبرا أيضا بأن الإعلام قد ساعد كثيرا في نشر الوعي العام و توجيهه.و ختم مداخلته بضرورة الحرص على تنمية الجانب المعرفي لدى الإعلامي و الصحفي.فسعة الإطلاع إحدى الأسس المتينة في الرسالة الإعلامية المعاصرة.
أمام الدكتور سمير بودينار فقد تطرق في مداخلته؛ "الأبعاد التواصلية للصحافة: رؤية الإمكانات و التحديات" منطلقا من سؤال محوري و هو ما حدود الضبط الأخلاقي؟مجيبا بأنه لا توجد قدرة على الانضباط الذاتي مما يجعل المجال صعبا على الضبط الموضوعي.
أما الأستاذ حسوني قدور بن موسى ،فقد ركز في مداخلته "حرية الصحافة و أخلاقية المهنة"على مدى الارتباط الوثيق بين الصحافة و حقوق الإنسان،إلى درجة أن حرية الصحافة في بلد تعد ما من أهم مؤشرات تطور أو تدهور حقوق الإنسان به.كما عرج على عدد من الفصول و الإجراءات القانونية التي من شأنها أن تكبل العمل الصحفي خاصة المادة 77 من قانون الصحافة.و أكد الأستاذ حسوني على ضرورة تفعيل القضاء،و أن تكون له الكلمة العليا في الفصل في القضايا المتعلقة بالصحافة،و أن يتم الحد من سلطات وزارة الداخلية المتمثل في وقف و إغلاق المنابر الإعلامية قبل استصدار حكم قضائي نهائي.
أما التعقيبات فقد اختلفت من حيث المتدخلين،فمثلا الأستاذ عبد الحق جناتي نائب عميد كلية الحقوق بجامعة محمد الأول بوجدة ركز على إشكالية ضمان سرية المصادر الخبرية.سيما عندما يتعلق الأمر بالأخبار التي تطرح بعض التبعات.أما الأستاذ عمارتي رئيس قسم مستر العلاقات الدولية بكلية الحقوق بوجدة فقد وقف عند قضية استقلالية القضاء و مدى تعاطيه مع قضايا النشر.مع ضرورة التحديد الدقيق لمفهوم أخلاقية المهنة .و من جهتها ذهبت الأستاذة سعاد فارس مسؤولة الاتصال بمركز الدراسات و البحوث الإنسانية و الاجتماعية بوجدة إلى سياق الممارسة المهنية من حيث كونها رسالة نبيلة قبل أن تكون مهنة كباقي المهن المختلفة .أما الأستاذ رشيد شريت: إعلامي و عضو مكتب الجهة فقد ركز في تعقيبه على السؤال الأخلاقي في الممارسة المهنية على ضوء تطور و تعدد فضاءات الانتشار و التفاعل و التشكل، حيث دعا إلى إعادة النظر في المنظومة المفاهيمية الإعلامية،مما يتطلب إعادة تعريف الصحفي والمستهلك قارئا كان أو متفرجا في ظل التغيرات الناتجة عن الطفرة التكنولوجية الهائلة و التي أنتجت فضاءات إعلامية جديدة يصعب ضبطها.