الخميس، 10 يوليو 2014

الجيش الإسرائيلي يستهدف عمداً الفاعلين الإعلاميين


منذ اختطاف الشبان الإسرائيليين الثلاثة، يوم 12 يونيو\حزيران 2014، ونحن نشهد موجة عنف متزايدة في الأراضي الفلسطينية والعديد من المدن الإسرائيلية، حيث تنتهك قوات الأمن الإسرائيلية الحريات الأساسية، بما في ذلك حرية الإعلام.
       منذ اختطاف ثلاثة شبان إسرائيليين في 12 يونيو\حزيران 2014، والعثور على جثثهم بعد 18 يوماً على ذلك، تدهور الوضع في المنطقة بشكل خطير يبعث على القلق، إذ باتت شبكة الإنترنت تعج برسائل الكراهية المطالبة بالانتقام من عملية الاغتيال تلك حيث عُثر على شاب فلسطيني حُرق حياً في القدس الشرقية. كما تقوم قوات الأمن الإسرائيلية بعملية تمشيط شاملة في الضفة الغربية، حيث توقف بعنف شديد كل فلسطيني يشتبه في ارتباطه بحركة حماس، علماً أن عدد الاعتقالات فاق 600 حتى الآن، إذ تُنتهك. حقوق الإنسان بشكل يومي أمام ازدراء تام بحرية الإعلام.
     وفي هذا الصدد، تدين مراسلون بلا حدود بشدة الانتهاكات المرتكبة ضد حرية الإعلام منذ 12 يونيو\حزيران، حيث استهدف الجيش الإسرائيلي العديد من الصحفيين، علماً أن بعضهم تعرضوا للاعتقال التعسفي، ناهيك عن الغارات التي شُنت ضد مكاتب بعض وسائل الإعلام. كما تحث المنظمة قوات الجيش الإسرائيلي على السماح للعاملين في الحقل الإعلامي، الفلسطينيين منهم والأجانب، بأداء مهامهم بكل حرية وأمان.
وفي تقريرها الصادر مؤخراً بعنوان “الصحفيون الفلسطينيون تحت ثالوث المصاعب، سلطت مراسلون بلا حدود الضوء على أبرز أشكال الانتهاكات التي تقوض حرية الإعلام في الضفة والقطاع، ولاسيما تلك المقترفة على يد إسرائيل وجيشها الذي لا يتوانى عن احتجاز بل وقتل العاملين في وسائل الإعلام.
الأحداث الأخيرة
      في يوم 5 يوليو\تموز 2014، أطلق الجيش الإسرائيلي النار على طاقم قناة فلسطين اليوم الذي كان ينقل مباشرة الاشتباكات العنيفة بحي الطور في القدس الشرقية ، حيث أصيب الصحفي أحمد البديري في كتفه وبطنه، بينما أصيب المصور أحمد جابر في العين. أما الفني وليد مطر، فقد أصيب بجروح في الرأس. ومن جهته، اعتُقل في مدينة طولكرم أحمد الخطيب، مراسل تلفزيون الأقصى المقرب من حركة حماس.
وقبل ذلك، أصيب العديد من الصحفيين بنيران قوات الأمن الإسرائيلية خلال تغطية المظاهرات التي نُظمت في شعفاط يوم 2 يوليو\تموز احتجاجاً على مقتل شاب فلسطيني. فقد أصيبت تالي ماير، مصورة موقع Activestills  و  والا نيوز بجروح خطيرة في وجهه بسبب رصاصة إسفنجية، بينما أصيب زميله أورين زيف في ذراعه 
عملية “عودة الإخوة” وتداعياتها على وسائل الإعلام الفلسطينية (1)
      في22 يونيو\حزيران 2014، اقتحمت قوات الأمن الإسرائيلية مقر شركتين تعملان في مجال الطباعة بمدينة رام الله، توربو كمبيوترز وسوفتوير المحدودة (التي تُصدر المجلة الفلسطينية الثقافية الشهرية “فلسطين هذا الأسبوع“ وشركة جيل بابليشينغ المحدودة (التي تُصدر المجلة الشهرية فلسطين الشباب)، حيث صودرت سبعة أجهزة كمبيوتر، مما حال دون نشر المجلتين. وفي بيان صحفي، قال ساني بولميو الرئيس التنفيذي لشركة توربو كمبيوترز،“منذ أن خرجنا إلى الوجود قبل 28 عاماً لم ننتسب أبداً لأي حزب سياسي“، مضيفاً أن فلسطين هذا الأسبوع “أُنشئت قبل خمسة عشر عاماً، وهي مجلة ثقافية لا علاقة لها بالسياسة“، مؤكداً في الوقت ذاته أن “الشركة تحتفظ بحقها في المطالبة بالتعويض عن الأضرار الناجمة والنظر في اتخاذ إجراءات قانونية على المستويين المحلي والدولي“. ومن جهته، قال متحدث باسم الإدارة العسكرية الإسرائيلية أن “شركة الطباعة هذه كانت تصدر منشورات الدعاية والتحريض على الكراهية.
وفي فجر يوم 22 يونيو\حزيران، داهم الجيش الإسرائيلي منزل صهيب العصا وشقيقه فاديالعصا في بيت لحم، وكلاهما مراسلان لراديو بيت لحم 2000. وقد اعتُقل صهيب وخضع لاستجواب بثكنة في بيت ساحور حيث تركزت جل الأسئلة على أنشطته الصحفية. ورغم إطلاق سراحه بعد بضع ساعات، إلا أن الجيش الإسرائيلي صادر بطاقة هويته وهاتفه النقال. وفي اليوم نفسه، داهمت القوات الإسرائيلية مقر شركة بال ميديا في رام الله. حيث صادرت الأرشيف الرقمي الذي يضم جميع محفوظات الشركة منذ تأسيسها عام 2006، بينما دمرت بعض المعدات الأخرى. كما لم تسلم المكاتب التي تستأجرها قناة روسيا اليوم، التي أوضحت، نقلاً عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن بال ميديا متهمة ​​“بتقديم خدماتها لتلفزيون الأقصى الذي يقدم برامج ذات مضمون دعائي“.
ومن جهتها، قالت إدارة بال ميديا إن بعض موظفيها تعرضوا لمختلف أشكال الضغوط خلال تغطيتهم لعملية “عودة الإخوان“، مثل عمار العابدين، مصور بال ميديا ​​في مدينة الخليل. هذا وقد تعرض مقر بال ميديا في القدس الشرقية لعملية مداهمة في مطلع يونيو\حزيران . وفي 18 يونيو\حزيران، اقتحمت قوات الجيش الإسرائيلي مباني شركة Transmedia في نابلس ورام الله والخليل، حيث صادرت جميع المعدات (بقيمة مليون دولار) قبل أن تصدر مذكرة إغلاق بحجة أن Transmedia تقدم خدمات إنتاج مختلفة لتلفزيون الأقصى.
وفي ليلة 16-17 يونيو\حزيران ، اعتقلت قوات الأمن الإسرائيلية، المدير العام لقناة الأقصى عزيز كايد في رام الله. وقد أوضح اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الفلسطينية أنه يوجد رهن “الاعتقال الإداري” لمدة ستة أشهر. وفي اليوم نفسه، اعتقل جنود إسرائيليون بعنف مراسل راديو أجيال المحلي يحيى حبايب في الخليل (جنوب الضفة الغربية)، حيث كسروا عمداً هواتفه النقالة ومعداته الخاصة بالتسجيل السمعي البصري، ليُطلق سراحه بعد محنة دامت خمس ساعات.  وفي يوم 17 يونيو\حزيران، مُنع عبد الرحمن يونس، مصور موقع Al-Quds.com من تغطية ازدحام حركة المرور الذي تسبب فيه الجيش الإسرائيلي عند حاجز “الكونتينر“، شمالي مدينة بيت لحم، حيث صادر الجنود كاميرته وهددوه بالسجن في حال عودته لتصوير مثل تلك المشاهد.

ـ المصدر: اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الفلسطينية والمركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى)، وهي منظمة غير حكومية معنية بالدفاع عن حرية وسائل الإعلام الفلسطينية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق