الاثنين، 18 أغسطس 2014

في حوار مع مستشار بمحكمة الإستئناف بتازة : فاقد الشيء لا يعطيه فحين يمنح المشرع المجلس الأعلى للقضاء الاستقلالية سيمنحها للقضاة

القضاة المغاربة رفعوا شعارات مطالبة باستقلالية القضاء رغم منع تحرّكهم



حسن أبوعقيل
1 ـ الرأي العام أصبح يتابع عن كثب كل ما يجري ويدور عن ملف القضاة والمجلس الأعلى والتحولات بسلبياتها وإيجابياتها فما هو رأيكم أستاذ فاتح كمال بخصوص ما أسفر عنه المجلس الأعلى للقضاء مؤخرا من نتائج استاء من هولها قضاة المغرب ؟
ـ فعلا ، إن ما صدر عن المجلس الأعلى للقضاء من نتائج اثار في الشق السلبي منه حفيظة الكثير من القاضيات و القضاة إن لم نقل جلهم. ذلك أن بعض من أبناء جلدتنا كانوا وراء تحريك تلك المتابعات و إشعال حريق التراشق مع الوزير . لكن عموما فاقد الشيء لا يعطيه فحين يمنح المشرع المجلس الاستقلالية سيمنحها للقضاة.
2
ـ بخصوص الدكتور محمد الهيني فقد كانت توقعات أخرى من قبل المهنيين , لكن أتت الصفعة قوية من خلال النتائج فما هو الجرم الذي ارتكبه محمد الهيني حتى يتوقف عن العمل وتوقيف أجره لمدة 3 أشهر وتنقيله من الإدارية إلى النيابة العامة ؟
ـ لا أخفيك أنه كانت هناك تحركات من أسفل الطاولة لرمي المسؤولية على الفريق الأخر أو لنقل عضو واحد و ووعود من أجل الإقناع بعقوبات مخففة لكن ما صدر حقيقة أقل مما كنت أخشاه في شق منه. ففي زمن أخر كان كل من يتحدى بالتحدث عن الكبار مصيره العزل.
3
ـ هل هذه العقوبات تعد انتقاما ضد حراك نادي قضاة المغرب الذي يحارب الفساد ويطالب بإنصاف القضاة واستقلاليه؟
ـ بغض النظر عن الرغبة في الإنتقام فليس النادي مجمع للملائكة و إن كانت نسبة كبيرة من مناضليه يشهد لهم بنظافة اليد ، لكن قيادته المتشبتة بالدفاع عن إستقلالية القاضي، بما فيها في مواجهة الفساد تشكل الفارق و هي لذلك مستهدفة و يحاولون بجميع الطرق جرها لحروب هامشية
4   ـ هل النتائج التي تمخضت عن المجلس الأعلى للقضاء تعتبر نهائية لا يطعن فيها أم هناك مسطرة قد ينتصر فيها صاحب الحق أمام قضاء عادل ؟
ـ هناك حسب علمي إلى تاريخه حالة فريدة لقبول الطعن بالإلغاء في قرارات المجلس الأعلى للقضاء و تتمثل في دعوى الكاتب العام لنادي قضاة المغرب ضد الدولة المغربية و لا أعتقد أن الإطار العام يشجع على الإعتقاد في السير في هذه الممارسة الفضلى.
5
ـ لماذا نجد متابعات لأعضاء نادي قضاة المغرب السيد عنبر والهيني والعبدلاوي وغيرهم هل في ذلك سر مهني لا يمكن أن يخرج للعلن ؟
ـ أقول دوما إلى أن إرادة الإصلاح و محاربة الفساد كانت ستجسد أكثر بمتابعة الفاسدين و هم معروفون لدى ذوي الشأن و الأجهزة المعلومة. لكن ما يؤسف له أن إستهداف مناضلي النادي لإخراس صوتهم خطأ تاريخي. لكن يمكن القول أن السياسيين يتمتعون بذاكرة قصيرة و لا يحسنون تذكر دروس التاريخ .
6  ـ ماذا يعني لكم تنقيل الدكتور الهيني لمؤسسة النيابة العامة بدلا من المحكمة الإدارية التي أعطى من خلالها الكثير وكتب مؤلفات استفاذ منها جل القضاة ؟
ـ تنقيل الأستاذ الهيني إلى النيابة العامة هو إبعاد للقاضي المذكور عن موطن إبداعه و هو القضاء الإداري و حرمان لأبنائه الثلاثة من رعايته و فرض مصاريف تثقل كاهله وهو القاضي المبر بوالدته و أخيه و المثقل بديون قرض سكنه بتمارة.
7
 ـ دعوة الأستاذ ياسين مخلي لاجتماع طارئ هل هو تصعيد ام احتجاج عن النتائج ؟ وماذا تتوقعون من هذا اللقاء ؟
ـ إن دعوة الأستاذ مخلي تتزامن مع إنعقاد المكتب التنفيذي و أخشى أن تكون دعوته ملحمة جديدة تثير الرعب في قلوب أعداء السلطة القضائية.
8  ـ سمعنا بأن عدد من القضاة أرادوا تقديم استقالاتهم فهل هذه خطوة إيجابية في رأيكم استاذ فاتح كمال ؟  
ـ لا أستغرب ذلك و إن كنت شخصيا سبق أن إستقلت من مهمة سامية بتعويض 17000 درهم شهريا يضاف إلى أجرتي الأصلية لأنني لم أكن مرتاحا لشكل تسييري ينبني على مفهوم المزرعة و العمال بالضيعة. لذلك أتفهم تفكير أي شخص يعزم على الإستقالة، إذا إعتبر أن الكرامة أهم من أجر و لو تمت الزيادة فيه وأنا شخصيا أفكر في الإستقالة في حالة عدم إصلاح القضاء خلال السنة أو السنتين المقبلتين. ماعدا ذلك، فإن المحاماة أو التعليم العالي أو حتى الهجرة تبقى بديلا عن الإحباطات التي يتسبب فيها مفسدو الماضي و الحاضر. لكن أعتقد أن الجميع بما فيهم الاستاذ الهيني مستعدون للأداء من جلودهم لإقتناص هذه المرحلة المفصلية في تاريخ المغرب و لهزم التماسيح بدرجة متلون.
ـــ حاوره من واشنطن حسن أبوعقيل - صحفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق