الاثنين، 29 يوليو 2013

نداء من تجمع المغاربة بكطالونيا ـ إسبانيا : المهاجر المغربي بيـن مطرقـة تجاهـل الدولـة المغربيـة وسـندان مواطنـة ناقصــة بالمهجـر


        في العاشر من غشت يحل اليوم الوطني للمهاجر الذي دابت الجهات الرسمية علـى احيائــه بواسطـة احتفالات شكليـة ، وخطابـات رنانة فارغـة من اي مضمـون يلامــــس مشاكل المهاجريـن وحقوقهـم . ان هذه الاساليـب الاحتفاليـة بهـذه الطريقـة والتـي يتــم الترويـج لها في وسائـل الاعلام الرسميـة ، تجعـل من هذا اليوم مجرد مناسبة للضحــك علـى الذقـون بدلا من ان تكـون مناسبة للوقـوف على مشاكـل المهاجريـن ومعاناتهـــم، وكذا التعريف بقضيـة هجـرة المغاربـة ومـن ثم بلـورة الحلـول المناسبـة لوضـع حـــــد لمعاناتهم او التخفيف من وطاتها ، خاصة بالنسبة للقاطنين في البلدان الاكثر تاثرا من " الازمة الاقتصادية والمالية " مثل اسبانيا التي يضيق فيهـا الخنـاق علـى المهاجريـن المغاربـة يومـا بعـد يـوم ، وذلك دون اي اكتــراث او التفاتـة جديـة مــن طـرف الدولـة المغربية , مما يجعلها لا ترقى الى مستوى الدول التي تحترم مواطنيها والتي نراهــــــا تبذل الجهود اللازمة للدفاع عن حقوقهــم ومصالحهــم اينمــا حلــوا وارتحلــوا ، وهــو مايكرس النظرة التي تختزل المهاجر في كونه مجرد مصدر للعملة الصعبة.
    كل هذا يجعل المهاجر المغربي باسبانيا يعيش ظلما مزدوجا ، حيث يجد نفسـه بيـن مطرقـة تجاهـل الدولـة المغربيـة ، وسـندان مواطنـة ناقصــة بالمهجـر , وعنصريــــــة مؤسساتية يزيد من استفحالها استمرار" الازمــة الاقتصاديـة " التــي تعمـل الحكومــة على تصريفها على كاهل الطبقات الشعبية التي يعتبر المهاجرون جزءا منها , بل انهم الاكثر تضررا من غيرهم باعتبارهم الحلقة الاضعف في بنية المجتمع , فضـــلا عن ان المغاربة بالخصوص يفتقرون الى ادوات التاثير باعتبارهم فئة محرومة حتى من حــق التصويــت فــي الانتخابــات البلديــة ، بل ان الدولــة الاسبانيــة انكـــرت ما لمهاجرينا من فضــــل على اقتصادهــا فـــي زمــــن الازدهــار ووفــرة الانتــاج ، لتتعامــل معهــم اليــوم كبضاعــة منتهيــة الصلاحيــة وتمــارس عليهـم مختلف الضغوط لتظطرهم الــى المغادرة الطوعية نحو بلدهم ، وهي الضغوط التي ازدادت حدتها مــع صعــود حكومــة اليميــن بزعامــة ماريانو راخوي.
     ان المهاجر المغربي يجد نفسه مستهدفا فـي وجـوده , وكرامتـه , وحقوقـه بصفـة عامة , خاصة في ظل الازمة الراهنة التـي تغــذي خطــاب كراهيــة الاجانــب وتنامــي الاحزاب والتنظيمات العنصرية المتطرفة والفاشية ، حزب " ارضية من اجل كطالونيـا " نموذجا , اضافة الى ماتنهجه الدولة من اجراءات استئصالية متناقضـة مــع حقـــوق الانسان , مثل الحرمان من المساعدات الاجتماعــــة ، والتغطيـة الصحيـة ، ومصــادرة الحق المكتسب في الاقامة القانونية برفض تجديد بطائق الاقامـــة للعاطلين عن العمل ، واثقال كاهـل المهاجريـن بالغرامـات التعسفيـة والعنصريـة التي تنهجهـا ادارات مكتـب الشغل والضمان الاجتماعي والتي ( اي الغرامات ) طالت المغاربة دون غيرهم وهو ما اثبتته احدى المحاكم ببرشلونة التي ادانت التمييز الممارس تجاه المغاربة، والخــــــرق الواضـح لمبدا المساوات امام القانون , وممارسة التمييز علــــى اســـاس الانتماء الى جنسية معينة , الشيء الذي يتعارض مع الدستور الاسباني نفسه ومع القيم الكونيـــــة لحقوق الانسان.
     و فـي مقابـل كــل هـذا لا نجــد أي تدخــل أو اهتمـام مـن طــرف الدولــة المغربيــة ومؤسساتها والهيئات المرتبطة او التابعة لها التي يفترض انها تعنى بشؤون الهجــرة، و هي كثيرة ( كالوزارة المكلفة بالجالية ، المجلـــس الأعـلـى للمغاربــة المقيميــن فــي الخارج ، مؤسسة الحسن الثاني للمهاجرين المغاربة المقيمين فـي الخــارج ، مؤسســة محمـد الخامس للتضامـن ، مرصـد الجاليـة المغربيـة المقيمـة بالخـارج، القنصليـات و السفارات ...) ، مما يجعل المهاجرين المغاربة يتساءلون عن جـدوى تفريخ هـذا الكــم الهائل من المؤسسات . ولعلمكم فقد سبق لنا ان وجهنا رسالــــة الى رئيــس الحكومــة المغربية عبر قنصلية المغرب ببرشلونة بتاريخ 26 ابريل 2013 مرفوقة بمئــــــــــات التوقيعات ، ونسخة من الحكم القضائي الذي يثبت التمييز في حـق المغاربة ، من خـلال هذه الرسالة طالبنا الحكومة بالتدخل العاجل لدى الحكومة الاسبانيـــــة لوقــف سياســة التمييز هذه ، واتخاذ التدابير اللازمة للتخفيــف مــن معانــات المغاربــة علــى مختلــف المستويات ، غير ان الرسالــة لــم تلق اي جواب ، وهو دليل على غياب قضية الهجرة من اهتمــام الحكومــة والدولــة عمومــا ، وهذا ما اكدتــه ايضـــا الزيـــارة الاخيــــــرة للملك "خوان كارلوس" الى المغرب ، حيث غابت قضية الهجرة تماما من جدول اعمال الزيارة المذكورة ، ليبقى منظور الهجرة محكوما بالنظرة الضيقة القائمة على الهاجس الامني الذي يلعب فيه المغرب دور الدركي على الحدود والسواحل ، فيما تنظر الدولـــة الاسبانية الى الهجرة كمجرد يد عاملة يتم استيرادها عند الحاجة اليها ، ثم التعامـــــــل معها كبضاعة منتهية الصلاحية عند حدوث الازمة الاقتصادية التي لا ذنـــب فيهـــــــــا للمهاجرين وعموم الطبقات المتضررة منها , بل ان هذه الازمة هي نتاج المخططـــــات النيوليبرالية التي تنهجها الحكومة والسياسة المالية للقطاع البنكي , ومايرافق ذلك من سياســــــات تقشفية ادت الى تراجع خطير لوضعية حقوق الانســان عمومـــا وحقـــوق المهاجريــــــــــن خصوصا الذين يعانون كذلك من التمييز العنصري.
      إننا كجمعية تعنى بالدفاع عن حقوق المهاجـر المغربـــي ، ننظــــر بعيــــن القلـــق لوضعيته ، ونستنكر بشدة السياـــسة التـــــي انتجتها، ونهيب بالمنظمــــات و الهيئــات الحقوقيـــة و السياسيــــة المغربية ، اتخاذ كل الإجراءات الممكنة بكل الوسائل المتاحة التـــي من شأنهـــا فضـــح ووقف هذه السياسة العنصرية التي تنهجها حكومة اسبانيــا في حق المغاربة ، و الضغط بكافة الوسائل على الدولة المغربية للخروج عن صمتهــــا تجـاه هـــذه القضيـــة لتتحمـــل مسؤوليتها ازاء هذا الوضع الكارثي الـــــــذي يعيشــــه مهاجرونا باسبانيا .

 برشلونة: 28 يوليوز 2013


عن جمعية تجمع المغاربة برشلونة

بيـــــــــان ضد تزييف تاريخ شما ل المغرب/الريف الكبير

جنود اسبان في يأس يقاتلون خلال الحرب الريفية الاسبانية

استحضارا من منتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب للذكرى 92 لملحمة أنوال الخالدة، وتتبعا منه لتفاعل مختلف الأطراف مع هذا الحدث وما يمثله من رمزية في الذاكرة الجمعية للشعب المغربي عموما والريف الكبير على وجه الخصوص، واعتبارا منه لما تستحقه هذه الذكرى من اهتمام يصل ماضي الريف الكبير بحاضره، استرعى انتباه منتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب المبادرة الرسمية التي قامت بها المندوبية "السامية" لقدماء المحاربين تخليدا منها للذكرى في ظل أجواء استحضرت فيها الجوانب الرسمية / المخزنية وفي تغييب تام للذاكرة والتاريخ التي تحبل بتفاصيل تبدو غير مرغوب فيها وفي تكريس صارخ لمنطق التهميش والإقصاء لصناع ملاحم حرب الريف وعلى رأسهم المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي الذي تم تغييبه من طرف المندوبية "السامية" لقدماء المحاربين إبان مراسيم الإحتفال المزعوم.
إن منتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب وهو يستحضر سياق هذا الحدث ومساقاته المشبوهة ووعيا منه بما تمثله معركة أنوال من عمق تاريخي يطبع الهوية الممانعة لأهالي الريف الكبير المتشبثة بالكرامة الإنسانية وقيم الحرية، وتأكيدا منه على ضرورة الدفاع عن الذاكرة والتاريخ وتشبثه في نفس الآن بضرورة معرفة الحقيقة ذات الصلة بطبيعة التحالفات التي جعلت من الريف الكبير هدفا لحرب شاملة استعملت فيها مختلف الغازات السامة، وإذ يجدد مطالبته باعتذار رسمي عن جرائم الإبادة الجماعية التي مورست في حق الشمال المغربي فإنه يعلن للرأي العام ما يلي:
ü     شجبه لمحاولات مخزنة ذاكرة الشعب المغربي وتكريس نهج الإقصاء والتهميش لرموز المقاومة الريفية بشمال المغرب.
ü     استنكاره لمحاولة السطو البئيسة على تاريخ المقاومة الريفية من طرف المندوبية "السامية" لقدماء المحاربين.
ü     مطالبته بإعادة كتابة تاريخ المقاومة المغربية وإعادة الاعتبار لحرب التحرير الريفية في مواجهة تحالف الاستعمار.
إن منتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب اعتبارا منه للمسؤولية الملقاة على عاتقه وبعد تتبعه لتداعيات الإحتفال المشبوه وما رافقه من قمع لحشود الجماهير المستنكرة لصيغة التعاطي الرسمي مع الذكرى 92 لمعركة أنوال فإنه يسجل ما يلي:
ü     إجلاله للموقف المبدئي الذي عبرت عنه مختلف القوى الحية حيال هذه البهرجة.
ü      إدانته الصارخة للتدخل العنيف والاستعمال المفرط للقوة  ضد اهالي الريف في منطقة انوال يوم 21 يوليوز 2013 وما نجم عنه من اصابات وجروح واعتقالات في صفوف احفاد المقاومين.
ü      اعتباره ما جرى تعبيرا عن الوجه الحقيقي للمنظمين وموقفهم الرسمي من المنطقة وأبنائها.
ü      رفضه كل أشكال التزييف والمسخ الذي تتعرض له ذاكرة المنطقة وتاريخها.
ü     تأكيده على توفير الشروط الموضوعية والمنصفة لأي شكل من أشكال المصالحة بعيدا عن كل محاولات الاحتواء والتدجين.
إن منتدى حقوق الإنسان لشمال المغرب إذ يعتبر ذاكرة المنطقة وتاريخها المجيد أرضية خصبة للاشتغال في إطار مقاربته الحقوقية واستحضارا منه لواقع الحيف والتهميش والإقصاء الذي مورس ولا يزال في حق الريف الكبير فضلا عن وقع التمييز الممارس بين مختلف جهات المغرب فإنه يعتبر خطه النضالي والرؤية المؤطرة له مدخلا حقيقيا للدفاع عن حق جهة الشمال / الريف الكبير في تنمية مستدامة شمولية تستحضر التاريخ والهوية المتعددة للشعب المغربي كشرط حقيقي من شروط جبر الضرر الجماعي يحفظ الذاكرة والتاريخ ويجعل منها مادة للدرس والتحقيق أمام الأجيال القادمة وفي الأخير يهيب المنتدى بكل فعاليات المجتمع المدني بالريف الكبير والمغرب قاطبة إلى ضرورة تضافر الجهود من أجل مغرب يسع الجميع، مغرب الكرامة الإنسانية والتنمية مستدامة والتوزيع العادل للثروات.
طنجة27/07/2013

المنسق العام
د.عبد الوهاب تدموري

الجمعة، 26 يوليو 2013

مراسلون بلا حدود تطالب بتأمين الصحافيين الإيرانيين

الصحافية المعتقلة "فريبا بجوه"

       أصدرت المنظمة الدولية المدافعة عن حقوق المراسلين والصحافين “مراسلون بلا حدود” بياناً طالبت فيه المجتمع الدولي، لاسيما الاتحاد الأوروبي، باتخاذ إجراءات حاسمة لتأمين أمن وحرية الصحافيين الإيرانيين الذين يتلقون التهديدات المتكررة من قبل السلطات الأمنية الإيرانية في الداخل والخارج، حسب ما ورد في بيان المنظمة يوم الثلاثاء.
      وأشارت المنظمة في بيانها إلى الاعتقالات المتكررة للصحافيين وقمعهم طيلة السنوات الأخيرة بسبب ممارسة عملهم المهني في الإعلام والصحافة الحرة.وأعربت المنظمة عن قلقها الشديد إزاء تدهور الحالة الصحية لكوكبة من الصحافيين الإيرانيين القابعين في السجون، ومنهم محمد جراغي، وفريبا بجوه، ووالدة الصحافي ومدير موقع “مجذوبان نور” فرهاد نوري الذي يقيم حالياً في الخارج. وكانت الصحافية فريبا بجوه تعمل مراسلة في إذاعة راديو فرنسا سابقاً، كما أنها تكتب بالصحافة الإيرانية المسموحة داخلياً وتم اعتقالها من قبل عناصر وزارة المخابرات الإيرانية شعبة 209، يوم 10 يونيو من الشهر الحالي دون أي حكم قضائي، حيث مازالت في مقر المخابرات الإيرانية.ومحمد جراغي هو صحافي ومنتج للأفلام الوثائقية، وكان يعمل بالإذاعة والتلفزيون الإيراني، ولكن وجهت له السلطات الأمنية أخيراً تهمة التعاون مع شبكة “بي بي سي” الفارسية وتم اعتقاله وزجه في السجن بالسلول الانفرادي من معتقل المخابرات.
       وذكرت المنظمة في بيانها أن السلطات الإيرانية وجّهت أكثر من 70 تهديداً للصحافيين والمدونين في خارج إيران خلال 6 أشهر الأولى من هذا العامل بغية الضغط عليهم ومنعهم من الاستمرار في ممارسة عملهم الإعلامي الحر.وتشير المنظمة في بيانها إلى استدعاء واستجواب عدد من عائلات الصحافيين المقيمين في الخارج من قبل السلطات الأمنية الإيرانية. وأكدت المنظمة أن عائلات الصحافيين في إيران تعرضت إلى مضايقات عدة من قبل السلطات الأمنية، منها إرسال مكالمات هاتفية ورسائل نصية تهددهم وتطلب منهم وقف نشاط أبنائهم في الخارج.
      وطالبت منظمة “مراسلون بلا حدود” كاترين آشتون، مسؤولة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، باتخاذ إجراءات حاسمة وجدية ضد ما تقوم به الحكومة الإيرانية من انتهاكات متعمدة ومتكررة لحقوق الإنسان والتي تخالف الأعراف الدولية بشأن حقوق الإنسان. وفي هذا السياق علّقت المحامية الإيرانية الحائزة على جائزة نوبل، شيرين عبادي، على اعتقال هؤلاء الصحافيين قائلة: “هؤلاء لم يعتقلوا لتهمة أو سبب معين إنّما تمّ القبض عليهم حسب رغبة أحد محققي المخابرات دون أي حكم قضائي وأرسلوا إلى الحبس الانفرادي”.وتابعت شيرين عبادي: “إن هشاشة قوانين القضاء الإيراني جعلت محاكم ما تُسمى محاكم الثورة تقوم بالتنسيق مع المخابرات وتتصرف باستقلالية ويتمّ اعتقال الصحافيين والنشطاء بشكل تعسفي وغير قانوني وبمزاج أمني بحت ، وهذا ما يدلّ على عدم استقلالية القضاء في إيران وخضوعه للسلطة الأمنية”.